تميز الإبداع الأدبي للمرأة في ملتقى الأدب السابع في الطبقة، بلمسات أدبية خلابة منها تحاكي واقع المرأة وكيف استطاعت مواجهة العادات والتقاليد البالية، فيما لفتت المشاركات في الملتقى إلى دور الأديبة الراحلة “فوزية المرعي” بكسر حواجز المجتمع ومساهمتها بتشجيع النساء في المجال الأدبي.
تحت شعار “الأدب تاريخ وحياة” وبمشاركة 40 شخصية ثقافية وأدبية من مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا، انعقد ملتقى الأدب السابع في الطبقة في العاشر من أيلول، والذي استمر مدة ثلاثة أيام على مسرح الشهيد مثنى عبد الكريم في مركز الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة، وتميز الملتقى هذا العام باهتمام عالمي، حيث قام الكاتب الاسكتلندي “جون ويلسون” مؤلف كتاب “الحرية ستنتصر” بتهنئة مركز الثقافة والفن في الطبقة على إقامة هذا الملتقى مبرزاً إعجابه في فكر الأمة الديمقراطية، وتم إهداء الملتقى لروح الأديبة “فوزية المرعي” تبجيلاً لما قامت به في مسيرتها الأدبية. حيث تم تقديم العديد من أجناس الأدب في ملتقى الطبقة الأدبي السابع، وشاركت ١١ قامة أدبية نسائية في الملتقى، قدمن ألوان أدبية خلابة، كالقصة، والنثر، والشعر وقصائد جمة، “حاء باء حب بكاء، الخوابي” ديوان شعري يجسد معاناة المرأة.
الآدب يجسد واقع المرأة
تفتقد المرأة في المجتمعات الشرقية حقوقها وواجباتها، وتقيدها العادات التقاليد، هذا ما دفع الشاعرة “جلاء حمزاوي” لكتابة ديوانها “الخوابي” ففي كل خابية تجد صورة مؤلمة تعاني منها المرأة، فأوضحت لصحيفتنا “روناهي” الشاعرة “جلاء حمزاوي” إحدى المشاركات في ملتقى الطبقة الأدبي السابع: “فتحت ثلاث خوابٍ وهذه الخوابي مشاعر وأحاسيس وآلام تجسد معاناتي، وتجسد معاناة المرأة بشكل عام”.
وتابعت: “المرأة في مجتمعنا محاربة من العادات والتقاليد البالية، ما دفعني لأكتب هذا الديوان الشعري، محاولة من خلاله حث المرأة على الجرأة وتصحيح مسارها وأن تثبت ذاتها على المنبر”.
فيما أشارت الشاعرة “جلاء حمزاوي“ في ختام حديثها إلى: “في إقليم شمال شرق سوريا، وفي الرقة حصراً، سابقاً مهما كانت موهبة المرأة في الكتابة قوية فهي كانت لا تستطيع الإفصاح عن مشاعرها وتسليط الضوء على مشكلة اجتماعية، متخوفة من الأهل والمجتمع لأن هذا المجتمع شرقي بامتياز”.
دور المرأة في الأدب
وبدورها نوهت الأديبة “ماريا العجيلي” والتي شاركت بالملتقى باللون الأدبي القصة القصيرة جداً إلى: “تفردت عن المشاركة في الملتقى بالقصة القصيرة جداً، وهي جنس أدبي، الغرب يقول، إن هذا اللون من الأدب بدأ عام 1925 في قصة قصيرة للكاتب “أرتيست هيمنجواي” بعنوان “للبيع”، وأنا أخالف هذا الرأي، نحن نعلم أن القصة القصيرة جداً تعود لنزول القرآن الكريم على صدر النبي محمد في سورة “قريش”.
وعن شروط القصة القصيرة أردفت: “يجب أن تحتوي القصة القصيرة ثلاثة شروط أساسية، وهي: أن يكون العنوان لامعاً، التكثيف، وأن تكون الخاتمة تدهش المتلقي، وأن تكون القصة القصيرة كلمة أو جملة، وقدد تتخطى ثلاث جمل، وأن تصل لـ 150 مفردة”.
وعن دور المرأة في الأدب شددت ماريا: “برزت في العصر الجاهلي “الخنساء” والتي كانت تنافس شعراء وفطاحل الشعر في عصرها كـ “امرؤ القيس، عنترة بن شداد، عمرو بن كلثوم” وغيرهم من الشعراء، وفي العصر الأندلسي “ولادة بنت المستكفي” التي افتتحت منتدى في قصرها كانت تجمع الشعراء والأدباء في العصر الأندلسي، الذي يعد العصر الذهبي للشعر، وفي العصر الحديث ظهرت كباحثة في الأدب “نوال السعداوي، وأحلام مستغانمي، والكاتبة السورية غادة السمان”.
وفي ختام حديثها تطرقت الأديبة “ماريا العجيلي“ لدور الأديبة الراحلة “فوزية المرعي” بكسر حواجز المجتمع ومساهمتها بتشجيع النساء على الشعر: “وضعت الأديبة الراحلة “فوزية المرعي” الحجرة الأولى من خلال افتتاحها أول منتدى أدبي في إقليم شمال وشرق سوريا، استقبلت به كبار الشعراء والأدباء من مختلف إقليم شمال وشرق سوريا، ونحن الآن نسير على خطاها”.
والجدير ذكره، أن هيئة الثقافة والفن في إقليم شمال وشرق سوريا تستعد لإقامة ملتقى الأدب الثاني على مستوى مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا.