كانت الرقة معزولة عن باقي المدن والمحافظات حتى أربعينيات القرن المنصرم، حيث يفصلها نهر الفرات عن باقي المدن السورية، وكانت الوسيلة الوحيدة للتنقل ما بين الجزيرة والشامية هي السفن والطوافات (الشاحوف) إلى أن تم بناء الجسر القديم (جسر المنصور) الذي بنته القوات الانكليزية والفرنسية التي كانت تحتل المنطقة آنذاك.
تم بناء هذا الجسر عام 1942 عند دخول القوات البريطانية من العراق إلى سوريا، أثناء الحرب العالمية الثانية، ويبلغ طوله نحو 630م، وسمي هذا الجسر بجسر “غيت” حسب لوحة الدلالة الموضوعة في أول الجسر، وعُرِف محلياً بجسر المنصور أو “الجسر العتيج” كما عرف باللهجة المحلية.
صمم الجسر في مدة ثلاثة أيام وتم بناءه في ثلاثة أشهر ويومين. في فترة أوج الفيضان الربيعي للنهر، وذك قبل بناء سد الفرات وتم تأمين مواد بناء الجسر من المخلفات الصناعية أثناء الحرب العالمية الثانية، اشترته الحكومة السورية عام 1945 بمبلغ قدره مليون ليرة سورية، وذلك بموجب تفويض مجلس النواب على خلفية تهديد الحكومة البريطانية بتفكيك الجسر ونقله الى اليونان أو نسفه وتحويله إلى ركام، وبقي هذا الجسر مستخدماً حتى تحرير الرقة من المرتزقة على أيدي قوات سورية الديمقراطية، مدعومة بطيران التحالف الدولي، وتم استهدافه من قبل مدفعية النظام في آذار عام 2014م، ما الحق به بعض الأضرار، واتخذته المرتزقة ملاذاً وتحصيناً لها ولحقت به أضرار أخرى في عمليات تحرير الرقة، إلى ان عادت الرقة مستقرة مجدداً فباشر مجلس الرقة المدني بأعمال إصلاح الجسر والتي لاتزال مستمرة، وقد شارفت على الانتهاء من التأهيل والترميم، ولازال جسر الرقة الجديد مدمراً حتى الآن الذي تم انشاءه ليكون داعماً للجسر القديم واستيعاب الكثافة المرورية التي شهدها جسر المنصور بني جسر الرقة الجديد (الرشيد) بعد منتصف الستينيات من القرن العشرين الذي دُمِر هو الآخر من قِبل المرتزقة إبَّان حملة التحرير.