تعود الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في تركيا إلى الساحة من جديد بعد العثور على جثة “نارين غوران”، التي سلطت الضوء على ما يجري في تركيا من انتهاك وقتل للطفولة.
تتزايد الجرائم بحق الأطفال، من قتل واختطاف وانتهاك للحريات في تركيا، فقد نشرت هيئة الإحصاء التركي خلال بيانٍ صادمٍ نشرته عام 2022عن تسجيل 601754 حالة اعتداءٍ جنسي خلال عام 2022، وكان من بينها 206853 حالة اعتداء على الأطفال، ناهيك عن القتل، والاختطاف الذي لا يوجد له إحصائية ثابتة، فهي تتزايد يومياً وتبقى قيد الكتمان.
وقد عجّت السجون بالأطفال المرافقين لأمهاتهم، أو المحتجزين بتهم عدة، والكثير من الأطفال، خاصةً، الفتيات اللواتي قُتلن في ظروف غامضة، وكان آخرها قضية الطفلة الكردية “نارين غوري”، ذات الثمانية أعوام، التي أثار اختفائها ومقتلها ضجة في تركيا.
ماذا حدث؟
ضجّت شبكات التواصل الافتراضي منذ حوالي أسبوعين بالحديث عن اختفاء فتاة كردية من منطقة “باغلار” الريفية في “آمد”، وتحول غيابها إلى لغز مُحيّر بعد فشل كل محاولات العثور عليها، بعد أن اختفت في يوم 21 آب المنصرم، عندما ذهبت “نارين غوران”، إلى مدرسة القرآن في حي تافشانتبه في منطقة باغلار، لم تعُد إلى منزلها، وعندما بحثت عائلتها بمفردها ولم يعثروا عليها ، وبعد الإبلاغ عن الفتاة بدأت العديد من فرق البحث والإنقاذ العمل في المنطقة، وتم إجراء عمليات بحث في المنازل والسيارات التي دخلت القرية، وأثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا وانضم العديد من الأشخاص إلى حملة عبر شبكات التواصل الافتراضي حملت اسم “البحث عن نارين”.
وعُثر على نارين غوران ابنة الثمانية أعوام، جثة داخل كيس في قاع نهر أفتوتماز بمنطقة ساريدالي، على بعد كيلومترين من مكان سكنها، يوم الأحد 8/9/2024، بعد رحلة بحث دامت 19 يوماً.
وقد أوقف سليم غوران، “عم نارين”، في الثاني من أيلول بعد “شُبهات كبيرة” بارتكابه “جريمة قتل”، حيث أظهر فحص النتائج المأخوذة من سيارته وجود الحمض النووي لنارين، ويشغل العم منصب مختار حي “تافشان تيبي” في بلدة “باغلار” الريفية بولاية آمد، وهذا هو ثاني متهم يُوَقَّف في القضية بعد توقيف شقيق نارين (18 عاماً) لفحص آثار عض على يديه، قبل أن يُطْلَق سراح الأخ.
ومازالت التحقيقات متواصلة في الجريمة، وأفادت التحقيقات الأولية بأن الطفلة قُتلت في مكان آخر، ثم تم نقل جثتها إلى المكان الذي عثروا عليها فيه، ووفقًا للتقرير الأولي للطب الشرعي تم العثور على آثار الخنق في رقبتها، وكانت مدة بقائها في الماء 15 يومًا ووجِد كسر في قدمها، وبعد العثور على جثة نارين غوران، صدرت أوامر اعتقال بحق 21 شخصًا، حيث تم احتجازهم، وكان ضمن المعتقلين سبعة أفراد من عائلة نارين.
ظاهرة اختفاء الأطفال في تركيا
وقصة نارين ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت تركيا العديد من القصص المشابهة لظاهرة اختفاء الأطفال وقتلهم، وقد بقيت قيد الكتمان، ولربما الضجة التي لاقتها قصة نارين دفعت الرئيس التركي للتعليق على الأمر في بيان له يوم الأحد 8/9/2024 عبر صفحته في منصة “إكس”: “ونتيجة لعمليات البحث التي استمرت لمدة 19 يوماً، للأسف، لم نتمكن من تلقي أي أخبار تُفرِح القلب، سوف نضمن محاسبة من قتلوا نارين أمام العدالة”.
فيما بينت الإدارية في منظمة ستيرك لمتابعة وحماية حقوق الطفل في إقليم شمال وشرق سوريا “صباح فاضل” بأنه تمارس العديد من الانتهاكات والجرائم بحق الأطفال: “لا تخلو السجون التركية من الأطفال، وتزداد الجرائم بحقهم في تركيا، ولم تكن الانتهاكات في تركيا فقط بل يقصف أردوغان الأطفال في المنطقة ويقتل العديد منهم، ولكنه لا يشعر بالأسى لما يجري لهم، فكيف سيضمن محاسبة من قتلوا الطفلة نارين”.
وناشدت، الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بمحاسبة مرتكبي جريمة قتل نارين بشكلٍ خاص، وكافة الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال في تركيا والعالم، مشيرةً، إلى أن تركيا أصبحت بؤرة للإرهاب، حيث تُمارس فيها الذهنية الذكورية بحق الأطفال، فلا يوجد سبب لخنق طفلة لم تتجاوز الثماني سنوات، وفي الختام، طالبت الإدارية في منظمة ستيرك لمتابعة وحماية حقوق الطفل في إقليم شمال وشرق سوريا “صباح فاضل”: “على العالم أجمع، محاسبة تركيا على انتهاكاتها وجرائهما وتقصيرها بحق الأطفال، وتطاولها على حقوقهم”.