سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ثورة 19 تموز.. ثورة المرأة

هيفيدار خالد –

يصادف اليوم الذكرى السنوية الثامنة لثورة 19 تموز التي بدأت أولى شرارتها من مدينة كوباني ضد النظام البعثي، انتشرت وتوسّعت بعد ذلك لتمتد إلى جميع المدن في روج آفا. ثورة 19 تموز التي انطلقت بقيادة المرأة التي لعبت دوراً مفصلياً فيها وتوِّجت بنضالها سميت فيما بعد بثورة المرأة.
استطاعت المرأة خلال هذه السنوات من لعب دورها وبشكلٍ فعالٍ في الحياة السياسية والاجتماعية والمشاركة في المنظومة الدفاعية التي شغلت المرأة فيها حيّزاً كبيراً، حيث سطرت بروحها المقاومة أسمى آيات التحدي في الدفاع عن أرضها، رغم العديد من الصعوبات التي اعترضت طريقها نتيجة الذهنية الذكورية وبعض المفاهيم التي تحول دون قيام المرأة بدورها الطليعي في المجتمع.
منذ بدء الثورة وحتى يومنا هذا تحاول المرأة وفي كافة مجالات الحياة إيصال المجتمع إلى المستوى الذي يليق به، بدءاً من مشاركتها في تشكيل المؤسسات المدنية إلى انخراطها في المجال السياسي وخاصةً في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية. حيث كان للمرأة حضور واسع ومن كافة الشعوب من الكرد والعرب والسريان في الهيئات التي شكلتها الإدارة الذاتية لإدارة المنطقة.
نستطيع القول وبكل وضوحٍ، إنّ المرأة بذلت جهوداً كبيرة من أجل تطوير سياسة النهج الثالث المتمثل بالأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب والتعايش المشترك بين الشعوب، الذي اتخذت منه الإدارة الذاتية أساساً لها. ومن خلاله أسست المرأة في كل المدن والمناطق مراكز ومؤسسات خاصة بها بحيث تستطيع بذلك الدفاع عن حقوقها وضمان توعيتها وجعل نفسها في مراكز صنع القرار بالإضافة إلى استرجاع حقوقها الأساسية في الحياة وإيصال صوت المرأة وثورتها في روج آفا إلى جميع النساء في العالم وذلك بنضالها المتواصل. حيث عملت على تنظيم ورشات عمل للنساء اللاتي فقدنَ المعيل، وافتتحت أكاديميات فكرية وسياسية لتثقيف المرأة من الناحية الفكرية والسياسية بالإضافة لتنظيم دور المرأة بهدف إيجاد الحلول لمشاكل وقضايا المرأة العالقة.
كل هذه الإنجازات والانتصارات العظيمة التي حققتها المرأة على الصعيد العسكري والسياسي وحتى الدبلوماسي في روج آفا، كانت بفضل جهود وكفاح المئات من الفتيات اللواتي ضحين بحياتهن وسطرن بدمائهن الذكية أسمى آيات المقاومة البطولية ليرسمن بذلك ملامح تاريخٍ مشرقٍ لأبناء جنسهن بقوتهن وشجاعتهن.
هؤلاء النساء اللواتي دخلن التاريخ من أوسع أبوابه، أصبحن صوت ثورة المرأة الحقيقي في روج آفا ليجعلن من ثورة 19 تموز ثورة المرأة أولاً.
في الذكرى السنوية السابعة لثورة 19 تموز التي رأت النور بنور روح المرأة نقول لكل امرأة تناضل من أجل حرية المرأة أينما كانت بأن مسيرة الحرية والحياة الكريمة مازالت مستمرة وهي لا تزال في بدايتها لذا ينبغي على جميع النساء الوقوف صفاً واحداً والانخراط في نضالٍ شاملٍ متكاملٍ من أجل حياة حرة كريمة.