سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ثورة التاسع عشر من تموز… اثنا عشر عاماً من التحديات والمقاومة

الشهباء/ فريدة عمر

في الذكرى السنوية الثانية عشر، لانطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز “روج آفا”، شددت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في مقاطعة عفرين والشهباء “هيفين رشيد”، على ضرورة توحيد شعوب المنطقة لحماية مكتسبات الثورة من مخططات الإبادة.  
وتعد ثورة التاسع عشر من تموز “ثورة روج آفا”، نقلة نوعية، للكرد في سوريا على وجه الخصوص، وللشعوب التواقة للحرية، في ظل الصراع والحراك الشعبي، الذي حولته القوى التي تبحث عن مصالحها، فغيرت مسار الثورة، التي تطالب بالحرية إلى ثورة مصالح وأجندات خارجية، فإن اختيار الخط الثالث، لم يكن بالأمر السهل لشعوب المنطقة، فدفعت العديد من التضحيات، وحققت مكتسبات تاريخية، على الأصعدة كافة، وكانت ثورة الحرية والديمقراطية لشعوب المنطقة، والتي لا تزال مستمرة على الرغم من الهجمات، التي تسعى لإبادة هذه الثورة والرجوع إلى ما قبل عام 2012، لكن صمود شعوب المنطقة والالتفاف حول هذه الثورة، قلب الموازيين رأساً على عقب.
تحول تاريخي نحو تحقيق الديمقراطية 
وفي هذا السياق، تحدثت لصحيفتنا “روناهي”، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة عفرين والشهباء “هيفين رشيد”، هنأت في مستهل حديثها، الذكرى السنوية الثانية عشر لانطلاقة الثورة: “في البداية نبارك الذكرى السنوية الثانية عشر، لشعوب المنطقة بأطيافها، ونستذكر بكل إجلال الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل أن تنتصر ثورتنا، وأن نعيش بحرية وكرامة”.
وأشارت هيفين، إن انطلاقة ثورة روج آفا كانت تحولاً تاريخياً نحو تحقيق الديمقراطية: “في وقت كانت فيه سوريا، تشهد حراكاً شعبياً كبيراً، وثورة تغيرت من مسارها الحقيقي، من ثورة مطالبة بالحرية والديمقراطية وتغيير الذهنية الحاكمة، إلى ثورة مصالح بسبب تدخل العديد من القوى الخارجية، منها تركيا، واستغلال الفوضى والأزمة، التي تعيشها البلاد، وإطالة عمرها إلى يومنا هذا، كانت ثورة التاسع عشر من تموز، انطلاقة نوعية، وتحولاً تاريخياً نحو تحقيق الديمقراطية”.
ثورة التغيير والبناء 
ونوهت هيفين، إلى ما حققته الثورة من مكتسبات على الأصعدة كافة: “تختلف ثورة روج آفا، عن سابقاتها من الكثير من الثورات التي قامت؛ لأنها كانت ثورة التغير والبناء، ثورة تلبي مطالب شعوب المنطقة، على أساس التنوع الثقافي والعرقي والديني، ثورة المرأة والشباب، وثورة اللغة، والعديد من المكتسبات التاريخية، التي حققتها هذه الثورة على مدار هذه الأعوام المكللة بالمقاومة والنضال على الأصعدة كافة، حتى أصبحت إيماناً وأملاً لشعوب المنطقة، في السير نحو طريق الديمقراطية والتشاركية، والنضال المشترك ضد ذهنيات الدولة والذهنيات الرجعية، التي عملت على مدار عقود طويلة من زرع التعصب والعنصرية والفتن بين الشعوب”.
دور المرأة الفاعل أبرز أسباب نجاح الثورة 
وتطرقت هيفين، بشكل خاص إلى دور المرأة ومشاركتها الفاعلة وعدت ذلك أهم أسباب نجاح الثورة: “إن الأنظمة السلطوية الحاكمة التي كانت تدير البلاد، عملت على تهميش دور المرأة، وعمقت الذهنية الذكورية، حتى نخرت في قاع المجتمع والأسرة، وعلى خلاف ذلك، مع انطلاقة ثورة روج آفا، أولت الأهمية الكبرى لدور المرأة، وإعادتها إلى كيانها وتاريخها الحقيقي، إيماناً بفكر القائد عبد الله أوجلان بأنه لا يمكن حل أي قضية وتحرر أي مجتمع دون حل قضية المرأة وتحررها، واستطاعت المرأة أن تشارك بطابعها ولونها الخاص، في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وأن تكون إدارية، ولعل نظام الرئاسة المشتركة، كانت الأنموذج الأول على مستوى العالم أجمع، وذلك كله جلب للثورة، المزيد من النجاح”.
محاولات استهداف مكتسبات الثورة
وسلطت هيفين في حديثها الضوء على مخططات استهداف مكتسبات الثورة وعلى رأسها هجمات دولة الاحتلال التركي وسياساته ضد المنطقة: “منذ انطلاقة الثورة، وحتى يومنا هذا، تتعرض مكتسباتها، إلى أساليب الاستهداف والإبادة، من الجهات المعادية لإرادة الشعوب وإدارتهم الذاتية، والمتمثلة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي، التي لا تضيع فرصة واحدة في استهداف المنطقة وسكانها، واستهداف البنية التحتية وجميع المكتسبات التي حققتها هذه الثورة؛ لأجل استرجاع المنطقة إلى ما قبل الثورة، والاستمرار في مشروعها الاحتلالي، وإبادة شعوبها”.
نجدد العهد بالنضال وحماية ثورتنا 
وبمناسبة مرور 12 عاماً، على انطلاقة ثورة روج آفا، شددت هيفين على ضرورة استمرار النضال وحماية مكتسبات الثورة: “في ظل كل هذه المرحلة الحساسة والصعبة، التي تمر بها مناطقنا، هنالك حاجة ماسة بضرورة التماس مخاطر الهجمات والمخططات التي تحاك ضد ثورتنا، إن هذه الثورة ميراث فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وميراث نضال مقاومة 14 تموز، المقاومة الأكبر في وجه الفاشية ورسالة للأعداء، لذلك هذه المكتسبات من الضروري جداً حمايتها من مخاطر هجمات الإبادة، لأنها مكتسبات تحققت بنضال كبير وتضحيات ثمينة للآلاف من أبناء وبنات هذه الأرض، ممن ضحوا بأنفسهم في سبيل أن نستنشق نحن عبق الحرية، وبهذه المناسبة نجدد العهد مرة أخرى بمواصلة النضال وحماية ثورتنا”.
وفي ختام حديثها، ناشدت الرئيسة المشتركة، لحزب الاتحاد الديمقراطي، لمقاطعة عفرين والشهباء “هيفين رشيد”: “إن الشعوب، وشرائح المجتمع، ممن كانت الثورة لهم إشراقة نحو مستقبل ديمقراطي، يجب عليهم رفع وتيرة النضال على أساس حرب الشعب الثورية، للتصدي لهجمات العدو وأساليب الحرب الخاصة، وحماية الثورة والوجود من الإبادة”.