تقرير/ صلاح إيبو –
روناهي/ شهباء ـ تحت شعار “ثم عفرين ثم عفرين” تظاهر الآلاف من أبناء عفرين وذوي شهداء مقاومة العصر يوم الاثنين بتاريخ 14/1/2019 في بلدة تل قراح التابعة لمقاطعة الشهباء، وجاءت هذه التظاهرة استنكاراً بالعدوان التركي على عفرين واحتلالها، وإحياء لذكرى شهداء مقاومة العصر، وتعهد شعب عفرين في التظاهرة بالسير قُدماً على طريق الشهداء والمرأة الحرة والشعوب المناضلة حتى تحرير عفرين.
وحمل المتظاهرون الذين توافدوا من كل مكان يقطُنه مهجرو عفرين إلى بلدة تل قراح صور شهداء العصر والتي قدرت بأكثر من ألف صورة، إضافة لصور ضحايا المجازر التركية في عفرين أثناء عدوانها الغاشم على المدنيين في عفرين والذي يصادف العشرين من هذا الشهر ذكراها الأولى.
بنضالنا سنحرّر عفرين
وتقدمت التظاهرة صورة لمدينة عفرين تحمل شعار “ثم عفرين ثم عفرين” تأكيداً من الشعب على ضرورة تحقيق النصر والعودة المشرفة إلى مدينتهم “مدينة الزيتون والسلام”، وفي سياق التظاهرة قالت الأم عيشة رشيد شيخو لصحيفتنا أنها شاركت في هذه التظاهرة للتنديد بوحشية الاحتلال التركي الذي يستهدف الشعب الكردي في أي مكان ومتى كان، مؤكدةً على أن نضال هذا الشعب هو الذي سيحرر عفرين.
ونوهت الأم عيشة ذات الستين عاماً والتي انضمت للتظاهرة رغم عجزها عن المشي الطويل إلى أن الشعب الكردي هو شعب عظيم، وتابعت “لكن يجب على هؤلاء الكرد الذين ساعدوا الاحتلال التركي في احتلال مدينتنا ان يستيقظوا ويعودوا للخط الكردي الأصيل لأن دماء الشهداء لن تذهب سدىً وسيتم تحرير عفرين قريباً”.
النصر قريب
واستمرت التظاهرة قُرابة الساعتين، وجابت معظم الشوارع الرئيسية لبدة تل قراح التي يقطنها الشعب العفرين المُهجر، وتحولت التظاهرة إلى مهرجان خطابي أمام مقر مؤسسة عوائل الشهداء التي زُينت بصور قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان وشجيرات للزيتون حملت صور الشهداء، في إشارة إلى ترابط الدم والأرض والشجر معاً ومحال أن تنطفئ شعلة النضال.
وهناك تحدثت ثريا حبش باسم مؤسسة عوائل الشهداء، ورحبت بالحضور وحيت عوائل الشهداء والشعب المناضل كافة، وقالت أن النصر قريب تحت راية هؤلاء الشهداء الذين يزين صورهم المباركة هذه التظاهرة.
يجب توحيد القوى الديمقراطية
في حين أشارت شيراز حمو الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين إلى أن نضال هذا الشعب في مثل هذا اليوم يدل على أن توقعات العدو التركي خابت وتابعت “توقع العدو أنه بتهجير هذا الشعب سيتخلى هذا الشعب عن أمل العودة والنضال، لكن العكس ظهر هنا اليوم، بعد قرابة عام على العدوان التركي، مازال هذا الشعب العظيم يناضل ويحمل صور شهدائه في قلوبه ويزين به كل مكان لان خطى هؤلاء الشهداء هي أساس التحرير”.
وتطرقت شيراز حمو إلى تعبير الشعب فرحتهم بسماع أنباء عن صحة قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان، وقالت “لكن مقابل ذلك لا يجب ان نوقف الفعاليات المنددة بالعزلة المفروضة على اوجلان، لان العزلة ما زالت مستمرة”، واستذكرت شيراز بعضاً من ملامح الأزمة السورية الحالية والتي تسببت الأوضاع السياسية في تشجيع تركيا على احتلال عفرين، وقالت أن الحل الأمثل يكمن في الحوار السوري السوري، وتوحيد القوى الديمقراطية في إطار سوريا لا مركزية.
نعاهد الشهداء بالسير على خطاهم
وتحدثت فاطمة جمو باسم المكون العربي في التظاهرة، وحيت الحضور، وقالت ان هذه التظاهرة هو التعبير الأمثل على روح النضال المتصاعد لتحرير كافة الأرضي السورية من الاحتلال التركي الذي بات اليوم هو السبب الرئيسي لتعسر الحل السلمي نتيجة انتهاجه فكرة الحرب والاستعمار بشكلٍ مستمر.
وقال رجب مصطفى والد الشهيد معصوم الذي استشهدا في مقاومة العصر قال لصحيفتنا، أن هذه التظاهرة برهنت على استمرار هذا الشعب المناضل في خط الشهداء، وحملهم لصور الشهداء يدل على أن المؤامرة التي استهدفت عفرين وتمخض عنها احتلال تركيا لعفرين قد فشلت بهذه المقاومة، وتابع “عفرين ستتحرر في وقت قريب جداً، وإن لم يبقَ أحد فعوائل الشهداء كفيلة بتصعيد النضال وتحرير عفرين التي رويّت بدماء أبنائهم”.
وشدد رجب على ضرورة توحيد القوى الكردية عامة في إطار وطني ومشروع الأمة الديمقراطية التي تضمن اليوم أساساً حياً للحل السلمي في سوريا عامة.
وانتهت التظاهرة بتعهد الشعب المشارك في التظاهرة بالاستمرار في النضال وقالوا بصوت واحد “نعاهد الشهداء على السير في دربهم ودرب الأمة الديمقراطية والمرأة الحرة والشعوب المناضلة”.