تمارس دولة الاحتلال التركي سياستها التعسفية في شمال وشرق سوريا وتخوض حرباً اقتصادية منها حرب المياه؛ وذلك بانخفاض منسوب مياه نهر الفرات؛ مما يؤدي إلى تقليص ساعات توليد الطاقة الكهربائية، وهذا ما أكده المدير العام لسد تشرين في سوريا محمد طربوش.
خفّضت دولة الاحتلال التركي معدل مياه نهر الفرات المتدفقة إلى الأراضي السورية مع بداية شهر أيار من العام الحالي، في ثاني انخفاض لمنسوب المياه خلال عقدين، أوله صيف عام 2017.
وتقلصت ساعات توليد الطاقة الكهربائية من محطتي الفرات وتشرين بنسبة 33% بدءاً من بداية الأسبوع الجاري؛ وذلك لأن السدود توّلد الطاقة الكهربائية بمعدل 12 ساعة فقط، بعدما كانت 18 ساعة يومياً توزع على مناطق شمال وشرق سوريا. وتقدر النسبة الحالية للمياه المتدفقة إلى الأراضي السورية بين 150 و 200 متر مكعب من المياه في الثانية، خلافاً للاتفاقية السورية التركية عام 1987، والتي تنص على أن تضخ تركيا المياه بمعدل 500 متر مكعب في الثانية، وتحصل العراق على 60% من تلك الكمية.
وتهدد المشكلة المائية التي تستخدمها تركيا كسلاحٍ ضد السوريين منذ أعوام، مسألة توفير مياه الشرب لسكان مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب انخفاض ساعات توليد التيار الكهربائي وتهديد الإنتاج المحلي من الأراضي الزراعية على ضفاف النهر.
وبهذا الصدد؛ أوضح المدير العام لسد تشرين ثاني أكبر محطة كهرومائية في سوريا محمد طربوش أن السد بحاجة إلى ضخ المياه بمعدل 300 متر مكعب في الثانية، لتوليد الطاقة الكهربائية كأدنى معدل، يمكن من خلاله تشغيل عنفة واحدة من سد تشرين أو سد الفرات وتوليد الكهرباء بسعة 105 ميغا واط ساعي.
ونتيجة استنزاف المخزون المائي من البحيرات لضآلة الكمية الواردة من الجانب التركي، نقصَ منسوب مياه بحيرة الفرات التي تمتد لـ 80 كم، ما يقرب من ثلاثة أمتار منذ بداية أيار.
ويشير محمد طربوش إلى احتمال تقليص ساعات توليد الطاقة الكهربائية إلى ثماني ساعات فقط، في حال استمرت دولة الاحتلال التركي في حبس المياه خلف السدود ضمن أراضيها.