سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تفاوت خدمات النظافة بين أحياء قامشلو يثير استياء المواطنين

روناهي/ سلافا عثمان ـ

شكاوى ومطالب الأهالي في مدينة قامشلو تتعالى؛ بسبب تقديم خدمات نظافة متفاوتة بين الأحياء مما يُسبب تُراكمها في بعض الشوارع، وعلّل المسؤول عن قسم النظافة في البلدية أسباب تراكم القمامة، فيما نوّه إلى ضرورة تعاون الأهالي مع عمال النظافة.
شهدت بعض الأحياء في مدينة قامشلو مثل حي الهلالية، تزايداً ملحوظاً في تراكم النفايات في الشوارع وعلى الأرصفة في الفترة الأخيرة، بينما لا تعاني أحياء أخرى من تراكم النفايات ما يعكس تفاوتاً واضحاً في مستوى الخدمات في مدينة قامشلو، وحيال هذا التفاوت تزايدت مطالب الأهالي بضرورة تقديم خدمات النظافة بشكلٍ متساوي من قبل الجهات المعنية.
إهمال الحارات والاهتمام بالأسواق
يرى المواطن “شكري علي” الذي يملك عيادة بيطرية قريبة من سوق الخضار في قامشلو أن البلدية تهتم بنظافة الشوارع الرئيسية أكثر بعيداً عن الحارات والأحياء الفرعية، فمع فتح الأسواق والمحلات التجارية يبدأ عمال النظافة في كنس الشوارع وتنظيفها بشكلٍ يومي “إن عمال النظافة متواجدين دائماً في الأسواق، ولا يسمحون بتراكم النفايات ضمن شوارع السوق”.
واشتكى علي، إن الحاويات المتواجدة على مقربة من الأسواق قليلة، وطالب البلدية بتوفير حاويات إضافية لتغطية الاحتياجات: “إن أصحاب المحلات يتعاونون مع البلدية في تنظيف السوق، ولكن الحاويات لا تكفي”. وتطرق علي إلى التناقض بين عمل النظافة الذي يتم في مكان عمله (السوق المركزي)، ومكان إقامته في حي الآشورية: “لم تمر سيارة جمع القمامة في حينا منذ مدة، مع أنها في وقتٍ سابق كانت تأتي بشكلٍ منتظم، وحينا يحتوي على ثلاث حاويات وهي تملأ بشكلٍ كامل حتى تأتي سيارات النظافة لإفراغها، على عكس الأسواق، والشوارع الرئيسية ففي مكان عملي تتم عملية النظافة بشكلٍ يومي من قبل عمال النظافة”.
وتابع: “يرى عمال النظافة بأن تعاون الأهالي مع البلدية واجب عليهم، ولكن على البلدية أيضاً ضرورة القيام بواجبها على أكمل وجه دون تقصير كما تفعل اليوم”.
وفي نهاية حديثه طالب المواطن شكري علي بزيادة عدد جولات النظافة، بحيث يتم ذلك ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، “للتخلّص من مشكلة تراكم النفايات، وتفريغ الحاويات بشكلٍ دوري”.
المُطالبة بزيادة عدد حاويات القمامة
ومع تزايد القمامة المنتشرة في بعض الأحياء، والحارات ضمن مدينة قامشلو، استاء الأهالي بخصوص هذه الظاهرة الغير حضارية، فأكياس القمامة تنتشر على طول الشوارع الفرعية، وبعض الشوارع الرئيسية، وأمام المنازل لأيام وأسابيع، وبالأخص في الحارات التي لا تحوي حاويات كبيرة لجمع القمامة، وهذا ما بينته المواطنة “حمدية حيدر” من حي الهلالية التي تصِف لنا وضع الحارة بعد عدم انتظام جولات سيارة النظافة: “منذ أشهر كانت سيارات جمع القمامة تأتي إلى حيّنا أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، وفي الفترات الأخيرة غابت جولات النظافة على حينا، وقد تأتي يوم واحد في الأسبوع، مما أدى إلى تراكم القمامة في الشارع وعلى الأرصفة، وتسبب ضرراً كبيراً للأهالي وانتشار الأمراض والحشرات”.
وما زاد الوضع سوءاً إن حي الهلالية لا تحوي حاويات كبيرة لجمع القمامة، وهذا ما أكدته حمدية: “يوجد على الطريق العام حاويات كبيرة، ولكنها بعيدة عنا، وتتأخر جولات سيارة النظافة على حينا، مما يُجبرنا على جمع القمامة لأكثر من منزل ووضعها على جانب الشارع الرئيسي”.
وعدت حمدية إن هذا العمل لا يحل مشكلة حارتها، فتأخر البلدية عن جمع القمامة يعرضها للنبش من قبل الحيوانات التي تبحث عن طعام، أو من قبل من يبحثون عن المعادن والبلاستيك لبيعه للمعامل: “في الكثير من الأحياء تنتشر القمامة على طول الشارع بسبب نبشها، بالرغم من تقيدنا بوضعها بأكياس سوداء، ولكننا مُجبرين على إخراجها؛ لأن الاحتفاظ بها في المنازل يعرضنا للحشرات والروائح الكريهة”.
واختتمت المواطنة حمدية حيدر حديثها مطالبةً بوضع حاويات قمامة بالقرب من كل حارة ضمن الحي: “على البلدية إعلامنا بالوقت الذي ستأتي لأخذ النفايات ضمن الأسبوع لإخراجها فوراً، تجنباً لوضعها على أرصفة الطريق، ونتمنى من البلدية زيادة عدد حاويات القمامة، ووضع حاويات في كل حي لوضع القمامة فيها عوضاً عن تركها في الشوارع وأمام المنازل”.
تمييز نظافة حي عن آخر
ومن جهته، بيّن المواطن من حي الكورنيش “خضر خلف” إنهم ضمن الحي لا يعانون من ظاهرة انتشار القمامة وأكد: “إن سيارة النظافة تأتي ثلاث مرات في الأسبوع، والحي يحافظ على نظافته بشكلٍ دوري من قبل الأهالي، وفي أحد المرات تأخرت سيارة جمع القمامة بسبب عطل، مما أدى إلى تراكم القمامة لفترة قصيرة، إلا أن البلدية قامت في حل المشكلة فوراً”.
وأشار إلى وجود نقص في حاويات القمامة في الشوارع الفرعية، مما قد يؤدي أحيانًا إلى تراكم النفايات، ونوه إلى أن الأهالي يتعاونون مع البلدية بالحفاظ على نظافة حيهم: “لا يترك الأهالي نفاياتهم أمام منزلهم، بل يقومون بتنظيفها ورميها بأنفسهم، مما يساهم في الحفاظ على نظافة الحي، حتى أن تأخرت سيارة جمع القمامة”.
وأشاد المواطن خضر خلففي ختام حديثه بجهود عمال النظافة: “إن البلدية تقوم بعملها، ولكنها كأي مؤسسة تعاني من التحديات والصعوبات التي قد تُعيق إتمام مهامها على أكمل وجه، وبدورنا علينا مساعدتها فالنظافة مطلوبة من الجميع، وحينا لم يعانِ من أي مشاكل بآلية جمع النفايات حتى اليوم”.
ويرى المواطنون أنه على بلدية الشعب في مدينة قامشلو، أن تقوم بعملها في تنظيف المدينة بشكلٍ منتظم ومتساوي بين الأحياء، ألا تميّز حي عن آخر، فإن البلدية اهتمت ببعض الأحياء وأهملت أحياء أخرى، بحسب سكان الأحياء.
آلية عمل قسم النظافة
فيما يبدأ عمال النظافة بجولات النظافة منذ الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الحادية عشر ظهراً، وتتوزع الآلات المتوفرة لجمع النظافة على أحياء قامشلو كافة، وضمن جولة ثانية تخرج أربع سيارات في الساعة الثانية بعد الظهر لجمع ما تبقّى من النفايات وبالأخص في الحارات والأحياء الكبيرة، وفي الجولة المسائية يقوم عمال النظافة بتنظيف الأسواق المركزية والشوارع الرئيسية شارع الوحدة كورنيش والسياحي وطريق عامودا.
وبحسب برنامج العمل الذي اطلعنا عليه مسؤول قسم النظافة في بلدية الشعب في قامشلو أمين جدوع: “خصصنا لكل حي من أحياء قامشلو آلية، وفي حال حدوث أي عطل لآلية جمع القمامة تتراكم القمامة في الحي المخصص لها، ولكننا نحاول إصلاح الآلية في أسرع وقت لتتم عملها”.
ونوه جدوع إلى أن إذا تأخر إصلاح الآلية لعدة أيام، تجمع آلية أخرى القمامة في الحي الذي حدث عطل للآلية المخصصة له في فترة بعد الظهر، وذلك يسبب تأخير في جمع القمامة.
320 حاوية ضمن المدينة
ويوجد في قامشلو أكثر من 21 حيّاً “حي العنترية، الهلالية، قدور بك، الزيتونية، الغربي، الكورنيش، حارة طي، علايا، الزنود، حلكو، الوسطى، الأربوية، الآشورية، قناة السويس، محمقية، وجرنكي، ميسلون، الخليج، المصارف، الموظفين، السياحي”، بالإضافة إلى الشوارع الرئيسية للمدينة كشارع عامودا، وشارع الوحدة، والحزام، وتنتشر فيها 320 حاوية ضمن أغلب الأحياء والشوارع الرئيسية.
وتتوزع هذه الحاويات كما رصدت صحيفتنا “روناهي” في الأحياء بتقسيم متفاوت، حيث يوجد في بعض الأحياء أكثر من ثلاث حاويات، وخلت أحياء أخرى منها، والحاويات توضع بعيداً عن الأحياء وعلى الطرق الرئيسية للمدينة، وعن هذا التوزيع بين جدوع: “إن المواطنين يقومون بإزالة الحاويات المتواجدة في أحيائهم، ونقلها إلى أماكن أبعد كونها تنشر روائح كريهة في الحي، ونقل هذه الحاويات دون آلات خاصة يسبب كسور وتخريب لها وهي ذات تكلفة عالية فيبلغ سعر الواحد 350 دولار أمريكي، وكل هذا يسبب تراكم النفايات في أحيائهم”.
وعن عدم تواجد أي حاوية في بعض الأحياء كحي الهلالية، بيّن جدوع: “إن الآلية المخصصة لهذه الأحياء هي الجرارات، ولا يمكن له أن يُفرغ الحاوية، فهذا عمل الشاحنات فقط، فوضع حاويات في هذه الأحياء يسبب تأخر بجمع القمامة من قبل العمال”.
تعاون الأهالي ضروري
ويوجد في قسم النظافة لبلدية الشعب في قامشلو قرابة 320 عامل نظافة، ويعملون على كنس الشوارع وجمع القمامة وفي المدينة 31 آلة لجمع النفايات “11جرار وعشرين شاحنة”، وأشار جدوع إلى أنهم لا يواجهون أي مشاكل في عدد الآليات التي تعمل على جمع القمامة.
ولفت جدوع إلى: “إن الأهالي لا يتعاونون مع سيارات النظافة، فالسيارات لها وقت مخصص لجمع النفايات فيما يعتكف الأهالي عن إخراج القمامة في وقت جمعها، بل يخرجونها بعد الانتهاء من عملية الجمع، وعلى المواطن أيضاً الالتزام بوقت إخراج النفايات ووضعها في المكان المخصص لها”.
واختتم مسؤول قسم النظافة في بلدية الشعب بقامشلو أمين جدوعحديثه: “تعمل البلدية ليلاً نهاراً على خدمة ونظافة المنطقة، ولكنه لا يوجد تعاون بين البلدية والمواطنين مما يخلق تراكم للنفايات في الأحياء والشوارع، وهو منظر غير حضاري يسبب الأمراض والروائح الكريهة”.