سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تغيرات المناخ وأثرها على المحاصيل

 محمد سعيد_

 أدت التغيرات المناخية في السنوات القليلة الماضية، وما رافقها من انحسار الهطول المطري وتذبذبه من موسم لآخر، إلى ارتفاع درجة الحرارة وضربها كموجات أدت إلى انخفاض غلة المحاصيل، كما حدث في هذا الموسم من ارتفاع درجة الحرارة في فترة إخصاب محصول القمح، مما أدى إلى فشل هذا الإخصاب بنسبة كبيرة والذي خفض إنتاجيتها بشكلٍ كبير وهذا بالرغم من كون هناك موسم مطري جيد…
ومما هو مُلاحظ أيضاً أن الزراعة الصيفية تأثرت بتغييرات المناخ وكذلك هناك انخفاض في إنتاجيتها بسبب موجات الحر المفاجئة؛ لأن الطقس أصبح يتغير بسرعة وفجأة مما يسبب اختلاف في الظروف المناخية الملائمة لنمو وإنتاج المحصول، فينخفض الإنتاج أو حتى جفاف الحقل بشكلٍ كامل لارتفاع نسبة التبخر والملوحة.
حيث أن موجات الحرارة الشديدة تؤثر على النبات في المراحل الحرجة من عمره، مثل مرحلة الشتل أو التزهير والإخصاب وبداية العقد، فعند ارتفاع درجة الحرارة فوق الثلاثين درجة مئوية يقل التمثيل الضوئي فيقل معه نمو النبات، وبالتالي يقل التزهير ويفشل الإخصاب، وكلما ارتفعت درجات الحرارة أكثر ويكون الضرر أكبر عند عدم توفير رطوبة للتربة تصل معها درجة الحرارة إلى عشرين درجة مئوية، لذلك نلاحظ تأثر غالبية محاصيل الخضر بالتغييرات المناخية بسبب الاعتلال الناتج في الشروط الملائمة لنمو هذه النباتات.
كما من الممكن أن تؤدي التغييرات المناخية إلى زيادة الآفات والأمراض النباتية واستفحال أنواع معينة من الأعشاب الضارة، والتي تؤدي لانخفاض الغلة الإنتاجية للمحاصيل.
 ومن الممكن أن يؤدي الجفاف لخروج مساحات من الأراضي من الخطة الزراعية، بسبب ارتفاع الملوحة وزحف الصحراء والبوادي، وبالطبع استمرار هذا التغيير سيؤدي لعدم توافر الشروط المناسبة لزراعة بعض الأصناف مما يؤدي لانقراضها، وقد تحل مكانها محاصيل أخرى تستطيع التأقلم في ظل هذه الظروف الجديدة، ولا تكون ذات عائد اقتصادي مقارب للعائد الذي كانت تدره المحاصيل المنقرضة.
لذا؛ يجب علينا مجابهة التغيير المناخي والذي يعتبر كل واحد لا يتجزأ يقع على عاتق العالم أجمع فزحف الصحراء في منطقة ما وموجات الجفاف، فستؤدي إلى غزارة مطرية وفيضانات في مناطق أخرى من العالم، وهذا يتطلب جهود عالمية جادة وتشاركية. ولكن؛ يجب علينا اتخاذ خطوات للحد من آثار هذه التغييرات في مناطقنا عامة لا تخص الزراعة فقط منها ترشيد استهلاك المياه، وفيما يخص الشق الزراعي هو استخدام طرق ري حديثة ذات كفاءة عالية تساهم في ري المحاصيل وتقليل الهدر، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي ومعالجتها واستخدامها في ري محاصيل اقتصادية، ومن الممكن وقف زحف الصحراء من خلال إنشاء حواجز نباتية تمنع تقدمها وتخفف من كميات الغبار المحمول إلى المناطق الزراعية المتأخرة، وتشجيع الابتكار الزراعي ودعم المزارعين لتطبيق مبدأ الزراعة الذكية مناخياً والتي تعتبر نهج متكامل لإدارة الأراضي الزراعية والتي ترتكز على ثلاث ركائز أساسية هي:
1- زيادة الإنتاجية الزراعية.
2-التكيّف وبناء القدرة على الصمود في ظل تغير المناخ.
3-تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الزراعة.