سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تضامن الأهالي و”قسد” وأد للفتنة وضمانة لاستقرار المنطقة

قامشلو/ رفيق إبراهيم –

في السابع من شهر آب الجاري شنت المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقة الدفاع الوطني، بعد منتصف الليل، من مناطق تواجدها في أرياف البوكمال، والميادين، والعشارة، هجوماً بالمدفعية والأسلحة الثقيلة على بلدات ريف دير الزور الشرقي في إقليم شمال وشرق سوريا، وكانت البلدات المستهدفة ذيبان، والشحيل، والطيانة، ودرنج، وأبو حردوب، وأبو حمام، واللطوة، والغرانيج.
 وقائع بدء الهجوم
وفي ذلك تسللت مجموعات مسلحة تابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها من الدفاع الوطني، بالتزامن مع القصف، إلى المناطق المستهدفة، وبتعليمات مباشرة من رئيس ما يسمى بالمخابرات العامة، المدعو حسام لوقا، حسبما أكدته مصادر، بقوارب إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي.
القصف العشوائي خلال الليلة الأولى، على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين أدى لاستشهاد مدنيَّين وإصابة سبعة آخرين بينهم طفلان، حسب المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية. فتصدت قوات مجلس دير الزور العسكري لهم، الأمر الذي أدى إلى نشوب اشتباكات بين الطرفين تركزت في بلدات إبريهة، ومحيط مدينة البصيرة، وذيبان، والشحيل، والطيانة، ودرنج، وأبو حردوب، وأبو حمام، واللطوة، والغرانيج.
الاشتباكات دامت أربع ساعات، بعدها تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على المتسللين، فأسفرت عن مقتل ثمانية منهم، ثلاث جثث منهم بيد قوات سوريا الديمقراطية، وإصابة 16 آخرين، ولاذ أعداد أخرى بالفرار، نحو المناطق التي تسللوا منها، وقد أكد ذلك قادة ميدانيون من المنطقة.
وفي ساعات العصر من اليوم ذاته، استهدفت المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها، محطة حقل العمر للمياه، والتي تقع إلى الشرق من حي اللطوة في بلدة ذيبان، وكذلك محطة مياه بلدة أبو حمام، التي تروي أربعة آلاف عائلة، بالقذائف، ما أدى لحرقها وخروجها عن الخدمة.
وفي يوم الخميس الثامن من شهر آب الحالي، جددت مرتزقة الدفاع الوطني، قصفها على بلدات “إبريهة، والصبحة” وقرية الدحلة في ريف دير الزور الشرقي، نجم عنها أضرار مادية دون خسائر تذكر، في حين تصدت لها قوات سوريا الديمقراطية، وردت على مصادر النيران.
ويوم الجمعة التاسع من شهر آب الجاري صباحاً، جددت المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها، قصفها على قرية البوليل في الجانب الغربي من نهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، باستخدام قذائف المدفعية والصاروخية، على بلدة جديدة البكارة، وقرية الدحلة، وارتكبت القوات المهاجمة مجزرتين، استشهد فيهما 11 مدنياً وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة.
وصباح يوم السبت في العاشر من شهر آب الحالي، عاودت المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها من الدفاع الوطني قصفها بالمدافع والصواريخ على مدينة البصيرة وقراها، ووفق آخر المعلومات هناك خسائر كبيرة بممتلكات المدنيين.
حصيلة الهجوم وردود الأفعال 
والحصيلة الأولية لهجمات المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها من الدفاع الوطني، على ريف دير الزور الشرقي، خلال الأيام الماضية استشهاد 13 مدنياً بينهم أطفال، وإصابة 12 آخرين، وخروج محطتين للمياه عن الخدمة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين.
ولقت هذه الهجمات، ردود فعل ومواقف شعبية، وعشائرية، وسياسية، واسعة نددت ورفضت هذه الأعمال التخريبية والإجرامية، وكان في مقدمتها ردود الفعل من العشائر العربية في ريف دير الزور، التي استنكرت الهجمات والمجازر، التي ارتكبت بحق المواطنين الأبرياء، وأكدت وقوف عشائر وشعوب المنطقة مع الإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، في الوقوف بوجه العدوان وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
وكان قد أدان مجلس سوريا الديمقراطية، والإدارة الذاتية، والعديد من القوى والأحزاب السياسية، والمؤسسات المجتمعية، تلك الهجمات وخاصة المجزرة، التي ارتكبتها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق والمرتزقة من الدفاع الوطني، ودعت من خلال البيان الذي صُدِر المجتمع الدولي للضغط على النظام وداعميه لوقف عدوانهم على المدنيين الآمنين في مناطقهم.
الوقوف بجانب قوات سوريا الديمقراطية 
وحول ذلك، عبّر أهالي مقاطعة دير الزور، عن شجبهم ورفضهم للهجمات، التي نفذتها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقة الدفاع الوطني على مقاطعة دير الزور؛ لضرب الاستقرار وزعزعة الأمن في تلك المناطق، وخلق فتنة بين الأهالي وقوات سوريا الديمقراطية، لكن العشائر وأهالي المنطقة عبروا بوضوح عن وقوفهم خلف قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري حتى إعادة المنطقة إلى سابق عهدها يعم فيها الأمن والاستقرار.
وبدايةً، تحدث المواطن، إبراهيم العلي، لمراسلة صحيفتنا بدير الزور: “المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقة الدفاع الوطني، هاجما مناطقنا بالأسلحة الثقيلة وبشكل عشوائي، باستهداف واضح للمدنيين، وأيضا هاجموا النقاط العسكرية لمجلس دير الزور العسكري، وبالنتيجة كان هناك شهداء وجرحى ومجازر”.
واختتم المواطن، إبراهيم العلي: “إننا في ريف دير الزور، نرفض وجود هؤلاء المجموعات ومرتزقة الدفاع الوطني في مناطقنا وبأي شكل كان، ونحن نقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، التي دحرت الإرهاب ونشرت الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ومن جهته، قال المواطن، سائد الحواش: “الهجمات، التي تقوم بها مرتزقة الدفاع الوطني، والمجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق، مرفوضة من قبلنا، لأنها تسعى للسيطرة على تلك المناطق، ونحن نرفض تواجدها”.
وأنهى سائد الحواش حديثه: “نحن، أهالي دير الزور، نقف مع الإدارة الذاتية، ومن واجبنا أن نلتف حولها، وأيضا علينا الوقوف مع قوى الأمن الداخلي، وقوات سوريا الديمقراطية، لإعادة الأوضاع في المنطقة، التي كانت تنعم بالأمن والسلام قبل أن تهاجمها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقة الدفاع الوطني”.
ومن جانبها؛ نددت عشائر دير الزور في بيان لها بكل ما حدث، ورفضت تواجد المجموعات المرتزقة التابعة لحكومة دمشق ومرتزقتها في تلك المناطق، وأكدت الوقوف مع الإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية.
وفي السياق، صرح لمراسلة صحيفتنا بدير الزور، وجيه من وجهاء بلدة العزبة، عواد رمضان العلي: “إننا، شيوخ ووجهاء دير الزور، نُدين ونستنكر الهجمات الهمجية على المدنيين العُزل في ريف دير الزور الشرقي، ونحن نعلم الهدف من هذه الهجمات، وهو ضرب الاستقرار وخلق الفتن”.
وأكد: أن “الشعب يقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، الهجمات ترتبط بقوى خارجية وداخلية ولها أجندة تخريبية”.
 وفي ختام حديثه أكد عواد رمضان العلي، على إيجاد حل حقيقي وشامل عبر الحوار بين السوريين، للوصول الى حل يرضي الأطراف كلها”.
ومن جانبه قال، المواطن، سليمان السراي: “نحن، أهالي ووجهاء عشائر، لا يمكننا قبول تواجد حكومة دمشق ومرتزقتها في مناطقنا، وتحت أي مسمى كان”.
 وبين: “من قام بهذه الهجمات هم من المرتزقة ويتسترون تحت مسمى قوات العشائر، وهم لا يمتون لعشائرنا بأي صلة، بل هي مجموعات تعمل على نشر الفوضى والبلبلة والقتل أينما حلت”.
واختتم سليمان السراي: “نحن، أهالي ووجهاء دير الزور، سنقف ضد التهديدات، التي تطال مناطقنا، ومن أي كائن كان، سنقف بكل السبل مع قوات سوريا الديمقراطية، وجلهم من أبناء عشائرنا، وهم الذين يحمون مناطقنا”.
مستعدون للدفاع عن شعبنا وأرضنا
كما أكد عضو قيادة مجلس دير الزور العسكري، وضاح مشعان، لصحيفتنا: “في السابع من شهر آب قامت مجموعات مسلحة تابعة لحكومة دمشق، وميليشيات الدفاع الوطني، بشن هجمات عدة على المدنيين، ونقاط تمركز قواتنا في مجلس دير الزور العسكري التابع قوات سوريا الديمقراطية، ونتيجة القصف المكثف بالمدفعية وقذائف الهاون، استشهد اثنان من المدنيين، وإصابة ما يقرب من 12 شخصاً، بينهم حالات حرجة في اليوم الأول من الهجوم”.
واستطرد: “الهدف من هذه الهجمات هو في المقام الأول زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق، ما يؤثر بكل تأكيد على الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وخاصة أنها نجحت في تحقيق الكثير من المكاسب، والتفاف شعوب المنطقة حولها، وهذا الأمر لم يرق لهذه المجموعات المسلحة فحاولوا خلق البلبلة فيها”.
ولفت: “لكن أهالي دير الزور رفضوا هذه المحاولات وخرج الجميع من شيوخ العشائر والأهالي، ونددوا بكل ما حدث في رفض واضح لدخول ممثل هذه المجموعات إلى مناطقهم، وأكدوا عبر هذه الوقفات وقوفهم مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، في فرض الأمن وإعادته لتلك المناطق، وخاصة أن قوات سوريا الديمقراطية، هي التي أخرجت داعش من تلك المناطق، وهي تستطيع فرض سيطرتها على تلك المناطق وإعادة الأمن والاستقرار إليها”.
وتابع: “أهالي وعشائر المنطقة يطالبان بوقف هذه الهجمات الهمجية، التي راح ضحيتها المدنيون الأبرياء، نتيجة قصفهم العشوائي، ولدينا وثائق تثبت ذلك”.
وأردف: “نحن مؤمنون بأن استخدام السلاح في أي نشاط يعقد الأمور تعقيداً، لذا من الواجب على السورين حل مشاكلهم عن طريق الحوار، ونحن نعلم تماماً أن شعوب المنطقة بعدما ذاقت طعم الحرية، لن تقبل العودة إلى حضن حكومة دمشق وإلى العبودية مرة أخرى”.
واختتم عضو مجلس دير الزور العسكري: “قوات سوريا الديمقراطية وبجميع تشكيلاتها، وخاصة مجلس دير الزور العسكري المعني بشكل خاص بالدفاع عن شعوب المنطقة، وفرض الأمن والأمان وإعادة الأوضاع في المنطقة إلى ما كانت عليها سابقا، نعاهد أننا مستعدون للدفاع عن شعبنا وأرضنا، ولن نسمح لحكومة دمشق ومرتزقتها، ومن يقف خلفها، بخلق الفتن بين أبناء الوطن الواحد، ومهما كلف ذلك من تضحيات”.