سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تصريحات نيجيرفان بارزاني.. محاولة لتغيير التاريخ والتلاعب بملف شنكال

رافان ديرسمي_

في وقتٍ يواصل فيه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ضغوطه لتنفيذ اتفاقية شنكال الموقّعة تحت إشراف تركيا بين حكومة هولير والحكومة الاتحادية السابقة، يتجاهل بارزاني بشكلٍ واضح الدور الحيوي الذي لعبه حزب العمال الكردستاني في إنقاذ الإيزيديين من قبضة تنظيم داعش.
فمن المعروف أن حزب العمال الكردستاني لعب دورًا حاسمًا في إنقاذ الإيزيديين بعد فشل خطة حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان يسعى إلى إبادة الإيزيديين، والدفاع عن الإيزيديين وتأسيس قوات إيزيدية من أهالي قضاء شنكال لحماية أنفسهم من أي هجمات أخرى.
في خطابه الذي ألقاه في مدينة هولير؛ دعا بارزاني إلى ضرورة مغادرة حزب العمال الكردستاني من شنكال، مشددًا على أهمية تنفيذ الاتفاقية لتطبيع الأوضاع في المنطقة، وأشار إلى أن “شنكال تحتاج إلى تطبيع الأوضاع من خلال تنفيذ الاتفاقية الخاصة بها”، ووجه دعوة لحكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية للتوصّل إلى توافق حول هذه القضية. ومع ذلك، تجنب بارزاني زيارة قضاء شنكال أو مخيمات الإيزيديين المتضررين، وهو ما أثار تساؤلات حول اهتمامه الحقيقي بمحنة الإيزيديين، إن هذه التصريحات تعكس سياسات حزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني في محاولة للتلاعب بالأحداث وتغيير الحقائق التاريخية المتعلقة بمعاناة الإيزيديين.
في الواقع، على الرغم من أن قوات البيشمركة التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني قد “هربت وفرّت” من شنكال خلال هجوم تنظيم داعش، تاركةً الإيزيديين لمواجهة القتل والذبح بمفردهم، فإن السلطة الحاكمة في مدينة هولير “عائلة البرزاني” تُصِرُّ على تنفيذ الاتفاقية التي يبدو أنها تصب في مصلحة حزبهم وحلفائهم مثل تركيا. تكشف هذه التصريحات عن محاولة واضحة لتغيير السردية السياسية، رغم أن الحزب كان له الفضل الكبير في إنقاذ الإيزيديين.
بعد فشل خطة حزب الديمقراطي الكردستاني لإبادة الإيزيديين، والتي تم تنفيذها تحت إشراف تركيا وبالتعاون مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، تدخّل حزب العمال الكردستاني بشكلٍ حاسم لتحرير شنكال والإيزيديين من قبضة داعش. وقد قوبِل هذا التدخّل بانتقادات ومحاولات انتقامية من قبل حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يسعى الآن إلى الضغط على حكومة بغداد لإخراج حزب العمال الكردستاني، رغم دوره الحاسم في الدفاع عن شنكال وإنقاذ أرواح الآلاف من الإيزيديين.
حيث قام حزب العمال الكردستاني بتشكيل قوات إيزيدية محلية تتألف من أبناء شنكال أنفسهم. كان الهدف من تأسيس هذه القوات هو تمكين سكان المنطقة من حماية أنفسهم من أي هجمات مستقبلية وضمان أمنهم واستقرارهم. بعد فترة من العمل المشترك، غادر حزب العمال الكردستاني شنكال، مما جعل هذه القوات المحلية تتحمّل مسؤولية الدفاع عن المنطقة بقدراتها الذاتية. هذا التشكيل يعكس قدرة الإيزيديين على تأمين مناطقهم وبناء قوة محلية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية.
رغم مغادرة حزب العمال الكردستاني من قضاء شنكال، يظل الدور الذي لعبوه في تحرير شنكال محل تقدير، حيث ساعدوا في تأمين المنطقة وإعادة الأمل إلى سكانها.