سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تركيا وفوبيا نساء الكُرد

نسرين آكري –

إن الخطوات الكبيرة والسريعة التي تخطوها المرأة في روج آفا جعلتها هدفاً للدولة الفاشية التركية ومرتزقتها، وكيف لا وهي التي سمّيت الثورة باسمها وأصبحت تقودها وتقود مجتمعها وتشجع أبناءها وأهلها على الانخراط في الثورة، وبناء الوطن والدفاع عنه وتقوم بالسير بخطوات ثابتة أمامهم للقيام بواجبها اتجاه شعبها ووطنها، بكل جرأة وثقة وشراسة للدفاع عن مكتسبات ثورتها. لذلك منذ البداية ولا زالت المرأة الخلَاقة المبدعة المنظمة هدفاً لحكومة العدالة والتنمية بزعامة الداعشي أردوغان لأنهم يعرفون حق المعرفة التأثير الكبير للمرأة في روج آفا على مجتمعها من جميع النواحي، لذلك لم تتوقف هجمات الاحتلال التركي على الشعب الكردي وشعوب المنطقة، منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن.
 ومنذ البداية أرسلت دواعشها ثم مرتزقتها من جيش الخونة من السوريين وبعدها انخرط الجيش التركي بكل ترسانته العسكرية في عفرين ثم سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) ولا زالت عيون أردوغان طامعة في احتلال المزيد من الأراضي والمدن في الشمال السوري، يريد قضمها وضمها إلى دولته العثمانية، دولة القتل والدمار والإبادة. وخلال احتلالها لهذه المدن أظهرت تركيا عداءها الشديد وحقدها المريض والدفين على المرأة الكردية، فأطلقت العنان لمرتزقتها المجرمين، ليعيثوا فساداً في المدن المحتلة فقتلوا وعذبوا وسرقوا وانتهكوا الحرمات وخطفوا النساء ومارسوا بحقهن العنف الجنسي بشكل يومي.
 بالإضافة لاستهداف الرائدات ضمن المجتمع الكردي كالشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، التي قاموا بقتلها ثم التمثيل بجثتها وآخرها مجزرة قرية حلنج التابعة لكوباني، والتي استشهدت فيها ثلاث نساء بينهن عضوتان من منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات زهرة بركل وهبون ملا خليل. وكل هذه الانتهاكات والتجاوزات للقوانين والمواثيق الدولية من قبل الاحتلال التركي خلال هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا وشعوبها وأمام مرأى ومسمع العالم. كل هذا يقابله صمت دولي غريب صمت يدفع لتساؤلات عديدة صمت يستغله أردوغان لإعادة أمجاد السلطنة العثمانية التي قامت على دماء وجماجم الشعوب الأصيلة في المنطقة، فيقوم بارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي أصحاب الحق والأرض، وقاموا بالتهجير القسري للسكان الأصليين في المنطقة وتوطين الغرباء من أهالي المرتزقة في بيوتهم وقراهم ومدنهم. وتم تحويلها لمدن تركية من خلال رفع العلم التركي فوق المدارس والمؤسسات، وفرض اللغة التركية في المدارس وتسمية الأماكن العامة والساحات بأسماء تركية، وآخرها فرض العملة التركية على أهالي تلك المدن، فعلى المجتمع الدولي التحرك في وجه المطامع التركية، وإذا لم يتحرك فهو شريك له في جرائمه ضد شعبنا وإنَّ هذه الممارسات القذرة واللاإنسانية التي تقوم بها  حكومة العدالة والتنمية الإخوانية ضدّ المرأة الكردية، لن يثنيها عن نضالها والقيام بدورها العظيم في وطنها مع شعبها في المقاومة والبناء وستقف دائماً في وجه الفاشية التركية، التي تنتهك باستمرار حقوقنا، وتهدر دمنا لأننا أصحاب حق وأرض، هذه الحقيقة التي دائماً تسعى تركيا لطمسها وإخفائها لكنها واضحة كالشمس وأصحابها متعطشون للحرية والحياة ولأرضهم التي لن يتخلوا عنها أبداً.