سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تركيا عين على باب المندب

غاندي اسكندر –

رجب طيب أردوغان الذي تراوده أحلام الخلافة يسعى إلى استعادة أيام السلطنة العثمانية السيئة الصيت التي بنيت على جماجم الشعوب، وخيراتها وفي سبيل تحقيق حلمه بجعل مدينة إسطنبول عاصمة للعثمانية الجديدة يرمي إلى ربط الدول الإسلامية بالباب العالي، ولاسيما الدول ذات القومية العربية، بعد أن ينسف ويهدم الأنظمة الحاكمة، فيرتكب للوصول إلى مبتغاه وتحقيق أهداف أتباعه المغررين بهم كل الموبقات، والمحرمات ويصطنع الحروب ويدعم كافة الجماعات الإسلامية الراديكالية لخوض الصراعات المسلحة نيابة عنه. ففي سوريا احتل بعض المدن الشمال السوري من خلال أدواته الإرهابية كداعش، وجبهة النصرة وأخواتهم من الفصائل المرتزقة المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني السوري.
وفي ليبيا ينهب ثرواتها ويتحكم بمصيرها من خلال ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية المدعومة بالمرتزقة السوريين، ومؤخرا انغمست حكومة حزب العدالة، والتنمية في الملف اليمني عبر دعمها لحزب الإصلاح الإخواني اليمني، فاليمن السعيد الذي بقي خارج سلطة العثمانيين بسبب شراسة أهلها أمام الجيش الانكشاري قبل ستة قرون تتعرض هذه الأيام لمؤامرة تركية قطرية تستهدف تركيبته السكانية. فتحت يافطة العمل الإنساني، والخيري وتقديم المعونات لليمنيين المنكوبين بسبب الحرب الأهلية تخطط تركيا للسيطرة على باب المندب المضيق البحري الحيوي المطل على البحر الأحمر من جهة، وبحر العرب من جهة أخرى، وإن تمكنت من تحقيق مرادها فإن الأمن القومي العربي سيكون في مرمى حجر تركيا.
 ففي عام 2018 وصل العشرات من الضباط، والخبراء الأتراك متسترين بعمال إغاثة وبأسماء مستعارة إلى العديد من المناطق اليمنية المطلة على البحر الأحمر، ولاسيما في شبوة، وأبين، ومديرية المخا الساحلية بالقرب من باب المندب، وتقول المصادر اليمنية أن تركيا دربت العديد من المقاتلين اليمنيين على الأراضي التركية وزجت بهم في القتال إلى جانب الفصائل المنضوية تحت إمرة حزب الإصلاح في تعز، وعلى طول الساحل الغربي لليمن. وحسب ما يؤكده سياسيون يمنيون أن أردوغان يريد الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي، وهو أحد أهم الموانئ اليمنية الذي يستخدم في تصدير النفط، والواقع بين مدينتي عدن والمكلا، فإن تمكنت تركيا من السيطرة على ميناء بلحاف من خلال إيصال حزب الإصلاح الإخواني الحليف الإيديولوجي والسياسي لأردوغان والذي يقاتل بأوامر الميت التركي.
 حينذاك سيتاح لتركيا التحكم بمضيق باب المندب، وسيكون من السهل عليها تزويد قواعدها العسكرية في الصومال، وقطر، وسيكون عامل مقلق لكل من السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وستنافس إيران الداعمة للحوثيين كما أن سيطرتها على باب المندب لو تمت سيشكل تهديا جديا للأمن القومي المصري خاصة، والعربي عموما فمصر بقيادة السيسي تعتبر حجر عثرة أمام طموح أردوغان التوسعي في ليبيا، واليمن والسودان والقرن الأفريقي والبحر المتوسط، وهضبة إثيوبيا وبناء على المعطيات السابقة والدعم اللامتناهي لتيار الإخوان يسعى الأتراك إلى أخونة المنطقة العربية برمتها تمهيدا للعودة بالبلدان العربية إلى الحكم بالفرمانات السلطانية.