سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“تركنا ديارنا في عفرين بعد تهديد مرتزقة تركيا لزوجتي”

تقرير/ شيار كرزيلي –
روناهي/ الشهباء ـ هدد مرتزقة الاحتلال التركي بعفرين الزوجة بقتل الزوج وأطفالها فلم يبقَ أمامهم سوى الخروج من المنزل وترك الديار خوفاً من بطشهم.
لا تختلف أفعال مرتزقة الاحتلال التركي عن داعش من حيث الانتهاكات من قتل وإرهاب وخطف وقتل وجرائم إبادة جماعية ومجازر وإجبار النساء على الزواج منهم دون رضاهن.  
ففي عفرين يتعرض أهالي المقاطعة من قبل المحتل التركي ومرتزقته إلى أبشع الجرائم والأساليب والطرق البعيدة كل البعد عن الأخلاق والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية.
“أن لم توافقِ سنقتل عائلتك”
حيث يقوم المرتزقة المدعومين من قبل الاحتلال التركي بتهجير الأهالي والقيام بتغير ديموغرافي واستيطان الغرباء بدلاً عنهم، وذلك عبر حملات اعتقال تعسفية وخطف وقتل واغتصاب النساء والزواج من القاصرات تحت الضغط، ففي كل يوم هنالك حوادث تكشف تعرض النساء للاعتداءات مرتزقة الاحتلال التركي.
وبسبب ما يتعرض له المقيمين من انتهاكات من قبل هذه التنظيمات المدعومة من الاحتلال التركي هنالك تهجير قسري وبشكل يومي.
ففي الآونة الأخير فرت عائلة من عفرين بسبب قيام مرتزقة فصيل الشرقية بطلب من زوجة أحد أبناء عفرين لإقامة علاقة غير شرعية معها مهدداً بقتل الزوج والأطفال إن رفضت الطلب.
اعتقال وفرض ضريبة على الأهالي
وبعد فرار العائلة من عفرين ألتقت صحيفتنا روناهي مع الزوج والزوجة التي تم تهديدها ولم يذكروا أسمائهما خشية تعرض أهل الزوج للانتهاكات من قبل المحتل التركي ومرتزقته.
حيث قال الزوج: “بعد دخول المحتل إلى عفرين قاموا باعتقالي مرتين وسوّق بي إلى سجون في إعزاز وكان هذا في عام 2018 وقبل ستة شهور قامت المحكمة بفرض ضريبة مالية عوضاً عن الحكم بالسجن ثلاثة شهور وقمت بدفع الضريبة والتي كانت قرابة 250ألف ليرة سورية وقبل أيام أي قبل خروجي من عفرين قام المسؤول في فصيل الشرقية بالمحمودية بالمجيئ إلى صالون زوجتي التي تعمل كوافيرة وتم إخبارها بأنها مطلوبة من أجل التحقيق وعلى الفور اتصلت بي زوجتي وطلبت مني الحديث مع المحقق وعند تحدثي معه قال بأنه سوف يتم التحقيق في المنزل مع زوجتي وامرأة أخرى بعد انتهائها من العمل، وفي تمام الساعة الثامنة مساءً حضر المحقق ومعه رجل إلى منزلنا للتحقيق مع زوجتي والمرأة”.
ويكمل حديثه: “وأنا بدوري قمت بالاتصال بزوج المرأة كي يقوم بالحضور إلى منزلنا، وعند الحضور كان بصحبته أحد المسؤولين من الشرقية كي يقوم بالتوسط مع المحقق وبعد دخول المسؤول على المحقق بقي لمدة ربع ساعة يحدثه بمفرده ثم خرج وترك المحقق وغادر”.
وقام المحقق باستدعاء زوج المرأة وضربه أمامنا حتى أغمي على الرجل وبعد أن عاد إلى وعيه طالبهم بدفع 4آلاف دولار أمريكي، وبعد قيام الرجل بالتوسل لهم وبأنه لا يملك المبلغ المطلوب قاموا بمطالبته بألفي دولار فذهب الرجل وجاء ومعه ألف دولار وقال بأنه سوف يقوم بتأمين المبلغ المتبقي في الصباح وثم قام الرجل والمرأة بمغادرة منزلنا.
وتابع الزوج حديثه: “بقي المحقق وزوجتي في الغرفة وبقي الرجل الذي برفقته يجلس معي واستمر يحقق حتى الساعة الثانية عشر ومن ثم ذهب وهنا أخبرتني زوجتي عمّا جرى. وقمت على الفور بالبحث عن طريق للخروج من عفرين”.
لاذوا بالفرار من بطش المرتزقة
 
كما تحدثت الزوجة قائلة: “بعد أن تم اتهام المرأة بأنها تقوم بالعمل كعرّافة أو شيخة وتقوم بعمل الحجابات وبأني قمت بمساعدتها قامت المرأة بتكذيب قيامي بالعمل معها وبعد انتهاء التحقيق معها وقيام زوجها بدفع ألف دولار أمامي وخروجهما من المنزل، بقيت وحيدة مع المحقق الذي قال بأنه سوف يقوم بحل مشكلتها فقلت أنا لا أملك أي نقود ولم أفعل أي شيء فقال بل فعلتي وسيكون الحل سهلاً وهو الدخول في علاقة معي. فقلت له بأني متزوجة فهددني بقتل أطفالي وزوجي أو وضعه في السجن. وهنا فكرت بحكمة فطلبت منه أن يمهلني إلى الصباح كي أفكر في الأمر فقال لا بأس وأعطاني رقم الهاتف وخلاج”.
وبعد ذهاب المحقق أخبرت الزوجة زوجها ما دار بينها وبين المحقق وبأنه يجب الخروج من عفرين فوراً بأية وسيلة ممكنة تجنباً لتهديد المحقق وطلبه اللاأخلاقي، لم ينم الزوجان حتى تم تأمين مبلغ للخروج من موطنهم عفرين وفي الصباح خرجوا من المنزل والخوف تمتلكهم وتجنبوا المرور بالقرب من الحواجز خشية من أن المحقق قد عمم أسمائهم “خرجنا من المنزل وكنت خائفة جداً ولم نمر على الحواجز خشية أن يكون تم تعميم أسمائنا ويتم اكتشاف أمرنا ولم نأخذ شيئاً معنا سوى ما نلبسه من لباس وما نملك من مال في أيدينا، ولم يفارقني الخوف حتى الخروج من عفرين”.
قصة هذه العائلة هي إحدى القصص التي تكشف معاناة أهالي عفرين من بطش مرتزقة المحتل التركي وانتهاكاتهم بحق الإنسانية جمعاء.