سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تراجع حركة البناء جنوب الحسكة؛ نتيجة ارتفاع أسعار المواد

الشدادي/ حسام دخيل ـ

تراجعت حركة البناء بنسبة كبيرة في الريف الجنوبي لمقاطعة الحسكة في شمال شرق سوريا، بعد الارتفاع الملحوظ في أسعار التجهيزات اللازمة للبناء، من أسمنت وحديد، وبلوك وغيرها؛ ما دفع الكثير من العوائل الريفية إلى الاستعاضة بالطوب الطيني؛ نظراً لتكلفته المنخفضة بالمقارنة مع البناء الحديث.
ووصل سعر كيس الإسمنت إلى حدود 19500 ليرة، بينما تخطى طن الحديد حاجز أربعة ملايين ل.س، بينما ارتفع سعر البلوكة الواحدة إلى 900 ليرة؛ ما سبب ركوداً في حركة البناء هذه الأثناء.
ويقول المواطن علاء الخلف، المنحدر من قرية الحريري بريف الشدادي، أنه توقف عن بناء منزله، والبالغة مساحته قرابة 90 متراً فقط، نتيجة ارتفاع التكاليف، وعدم قدرته على مواصلة بنائه.
ويضيف “تبلغ تكلفة بناء منزل بمساحة 100 متر مربع، ما يقارب 20 مليون ليرة سورية، ويعدّ هذا المبلغ كبيراً جداً، إذا ما قورن بمتوسط دخل الفرد الشهري، وهذا يعني إن كثيراً من الشباب في هذه الفترة غير قادرة على بناء منزل بسيط”.

 

ويتابع “أثر عدم استقرار صرف العملة السورية، وانخفاض قيمتها مؤخراً أمام العملات الأجنبية، إلى رفع أسعار مواد البناء بشكل عام، حيث ارتفع سعر كيس الإسمنت إلى 19500 ليرة بمعدل ارتفاع وصل إلي ألفي ليرة سورية، بينما ارتفع سعر البلوكة إلى 900 ليرة بارتفاع مئة ليرة، بينما الحديد تجاوز أربعة ملايين ليرة سورية، ناهيك عن البحص، والبحص العدسي والنحاتة، والتي بدورها ارتفعت هي الأخرى، لأن سعر مبيعها مرتبط بالدولار الأمريكي”.

ووصل سعر الدولار الأمريكي الواحد في أسواق المنطقة لما يقارب من4200 ليرة، حيث فقدت العملة السورية من قيمتها بمعدل 400 ليرة سورية خلال الشهر الفائت.
بينما يقول المواطن ياسر المخلف: “بناء منزل أصبح ضرباً من المستحيل في هذه الأثناء، وخصوصاً على ذوي الدخل المحدود سواء، أكان من صاحبي الأعمال الحرة، أو حتى الموظفين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، لأن الدخل أصبح محدوداً، ولا يكفي لسد احتياجات العائلة، لذلك تراجعت حركة البناء في المنطقة”.
وأردف “اقتصرت حركة البناء حالياً على الطبقة الغنية في المنطقة، أما العوائل البسيطة، فتلجأ إلى الآجار، والذي بدورة أصبح يفوق طاقة السكان وقدرتهم؛ ما دفع البعض إلى التوجه إلى البناء الطيني، الذي يعد أقل تكلفة من البناء الحديث، كواحد من أفضل الحلول المتاحة لبناء منزل، وتجنب دفع أجور المنازل المرتفعة”.
وتبلغ تكلفة بناء منزل طيني بسيط، قرابة خمسة ملايين ليرة؛ ما جعله أفضل الحلول المتاحة في الوقت الحالي. بينما أكد محمد الأحمد العامل في مجال نجارة الباطون، إن عملهم تراجع بنسبة تفوق 70% في الوقت الحالي؛ نتيجة عزوف الأهالي عن البناء، وتراجع الحركة في مناطق جنوب الحسكة بشكل عام.
ولفت الأحمد إلى أن مهنته لا تجدي له نفعاً حالياً، ولم يعد بمقدوره تأمين قوت منزله؛ الأمر الذي يجعله يبحث عن عمل آخر خلال الأيام، التي يتوقف بها عن العمل في مجال نجارة الباطون.
وأرجع الأحمد تراجع عملهم إلى ارتفاع تكلفة البناء على حد قوله، مؤكداً أن سقف سطح بالبيتون المسلح بمساحة 100 متر مكعب، تحتاج لمبلغ يتجاوز 2500 دولار أمريكي، أي يفوق عشرة ملايين ليرة سورية، ناهيك عن التكاليف الجانبية الأخرى.