روناهي/ قامشلو: إلغاء مهرجان المسرح السنوي هل كان لأسباب صحية أم تخبطات كثيرة وعديدة تلقاها المسرح الكردي في روج آفا، ما الأسباب وكيف سيتم تخطي هذه المشاكل، إلى جانب استمرار التدريبات بشكلٍ أسبوعي، من أجل تقديم أفضل الصور الفنيّة المسرحية.
يُعتبر المسرح وبكل فنونه من أروع ما قدمه الإنسان إلى المجتمع، فالمسرح أبو الفنون وأقدمها، فمسرحيات شكسبير وغيره من الكتّاب القدامى دليل على أن المسرح قديم قِدم الزمن، وإلى جانب هذا الأمر يُعرف أن منصة المسرح تمثل حياة بأكملها من حزنٍ وفرح وغناء وتمثيل وحركة وديكور، فالمسرح ممتلئ بكل هذه العناصر التي تجذب المجتمع لتكون الباب الحقيقي والواقعي لأحواله، فالعروض المسرحية تتناول قضايا اجتماعية حساسة وبحاجة إلى حلٍ فوري وإلقاء الضوء عليها لمعالجتها.
وفي روج آفا أخذ المسرح شعاعه الأول ليسطع من جديد على الحياة الاجتماعية وليكون الفكر الحر والسيناريوهات الدرامية المقتبسة من قلب الواقع القلب النابض له، وليعبّر الكرد على وجه الخصوص بما يبدعون ويعتلوا المسارح ويمثلوا من أجل ثقافتهم وبلغتهم الأم التي كانت ممنوعة في ظل الحكومة السورية، ولكن هذه السنة لم ينل المسرح الكردي حقه، وحتى مهرجان المسرح السنوي لم يتم إقامته لربما لأن المشرفين والمعنيين بشأن المسرح لم يحركوا ساكناً، ولكن وبعد انتهاء الحجر الصحي في قامشلو سارعت “فرقة المسرح” إلى متابعة تدريباتهم من جديد.
شلل الحركة المسرحية!
وفي هذا الصدد قمنا بزيارة فرقة المسرح في قامشلو ليطلعونا على آخر أعمالهم، فكان لنا لقاء مع العضو في فرقة المسرح “عبد الرحمن إبراهيم” حيث قال: “لقد أوقفنا تدريباتنا كما الجميع من أجل الحفاظ على صحة الجميع بسبب تفشي وباء كورونا، وعند انتهاء فترة الحظر عدنا إلى عملنا من جديد”.
وكانوا قد حضروا ليوم المسرح العالمي عرض مسرحي وكان سيتم فيه تكريم المخرج عادل إبراهيم، ولكن لم يكتمل هذا العمل بسبب جائحة كورونا، وتم نشر رسالة المسرح العالمي كما كل سنة على صفحة فرقة المسرح، وانتشرت على نطاقٍ واسع لأنه تم ترجمة النص إلى اللغة الكردية أيضاً، وعن أحوال المسرح في المنطقة أشار إلى أن المسرح في حالة ركود وهذا الأمر سيكون سلبياً إن استمر، ولكنهم في فرقة المسرح يحاولون أن يعيدوا الحياة الحركة إلى المسرح من جديد.
العمل بجهدٍ السبيل للنجاة
وعن المشكلة الأساسية لهذه الهشاشة عبر “عبد الرحمن إبراهيم”، أن المسرح بحاجة إلى مسرحيين متفرغين لهذا المجال وليس كما ينتشر هنا عمل المسرحيين إلى جانب أعمال أخرى، ويجب العمل على فتح معهدٍ أكاديمي لفن المسرح وعدم إهمال هذا الفن العظيم، والمثابرة على إقامة مهرجان المسرح كل عام لأنه كملتقى للمسرحيين جميعاً ومن مختلف المناطق، وإخراج المسرح من النطاق الذي تقيَّد فيه ونشره بين المجتمع وتنقله بسلاسة وخفة، وأخيراً تمنى إبراهيم أن يتقدم مسرحنا أكثر فبحسب تعبيره “البلد الذي يكون فيه فن المسرح متقدماً هو دليلٌ على ارتقائه فكرياً وسيادة الديمقراطية والحرية”، وإن العمل بجدٍ؛ الوسيلة الوحيدة التي ستنقل المسرح من الظلام إلى النور.
هذا وسيتم عرض مسرحيتين في الأيام القادمة في قامشلو، والتدريبات تستمر من أجل العرضين، وأخيراً نصل إلى أنه على الجهات المعنية بالشأن المسرحي الارتقاء بهذا الفن العظيم.