ذكرنا في مقالنا السابق تعريف الحراثة وقلنا بأنها عملية إثارة التربة وقلبها لتعريضها للعوامل الطبيعية بغية تحسينها ورفع جودتها وبيّنا أنواعها حسب العمق وتحدثنا عن كل نوع، وفي هذا المقال سنتكلم عن أنواع الحراثة حسب توقيتها، حيث تقسم إلى ثلاثة أنواع حراثة خريفية، حراثة ربيعية، وحراثة صيفية، وهذه الأخيرة أي الصيفية تتم بمعدل مرة أو مرتين وتكون سطحية للحفاظ على رطوبة التربة لأطول فترة ممكنة من خلال تنعيم التربة وتسويتها، والقضاء على الأعشاب والحشائش وبقايا المحاصيل، وبما أنها سطحية فعمقها (8) سم ولا يزيد عن (10) سم، أما الحراثة الربيعية فيختلف توقيتها من منطقة لأخرى وفقاً للظروف المناخية وتكون أقل عمقاً من الحراثة الخريفية لأن الهدف منها قلب الأعشاب البرية ودفنها وخفض كمية المياه المتبخرة من التربة وتجرى خلال شهر آذار أو نيسان…
أما الحراثة الخريفية وهي أهم نوع من الأنواع السابقة الذكر فتجرى عقب بدء موسم الأمطار، ويجب أن يكون عمقها بين (12-15) سم، وهذه الحراثة تساعد على استيعاب كميات كبيرة من الأمطار في فصلي الخريف والشتاء، والاستفادة منها في فصل الجفاف، كما وتؤمن اختلاط الأسمدة العضوية والكيميائية البطيئة الذوبان بالتربة، وتعتبر هذه الحراثة الأكثر شيوعاً في منطقتنا، وهي الحرثة الأساسية للتحضير للزراعات المختلفة كالقمح والشعير والبقوليات…
هذا ويشتكي الفلاحون هذا الموسم من ارتفاع أسعار الحراثة للهكتار الواحد مقارنةً بالمواسم السابقة وعطفاً على تدهور الموسم الماضي، إذ أن الفلاحين هذا الموسم بحاجة إلى دعم جدي وفعال من قبل الهيئات والمؤسسات المختصة لانتشال الفلاح من القاع وإنعاش الواقع الزراعي المتهالك وهذا الدعم يأتي عن طريق القروض وتأمين البذار والأسمدة والمحروقات اللازمة وتقديم النصائح الإرشادية من قبل الدوائر المختصة…