No Result
View All Result
المشاهدات 0
تحقيق/ صلاح إيبو –
مع اقتراب فصل الخريف وموسم تساقط الأمطار، تزداد مخاوف مهجري عفرين للبقاء في مقاطعة الشهباء التي يخيم عليها الدمار وضعف الإمكانيات لاستقبال فصل الشتاء القارس ويأملون في العودة إلى عفرين، وتحسباً لما قد يحدث من أمطار خريفية مبكرة تعمل بلدية الشعب في عفرين والشهباء على تدعيم البنية التحتية في مخيمات النزوح التي قطنها مهجري الشهباء.
وبهذا بدأت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الشهباء بتوجيه هيئة الإدارة المحلية والبلديات لتعديل البنية التحتية في المخيمات الأربعة المنتشرة في الشهباء، وذلك لأن هذه المخيمات تم إنشاؤها على عجالة ولم يتم تهيئة البنية التحتية لاستقبال فصول الأمطار.
تأهيل البنية التحتية… لدرء مخاطر الأمطار والفيضانات
وكانت هذه المخيمات قد تعرضت لموجة هطول للأمطار الربيعية المتأخرة في شهر نيسان الماضي وبقيت عدد من الخيم تحت الماء، ولا سيما في مخيم برخدان الذي شيّد على مساحة ستة هيكتارات من الأرض المستوية المحاطة بمساحات صخرية مائلة باتجاه موقع المخيم، ولهذا تم تعديل البنية التحتية حالياً ليتم توسيع المخيم وإزالة الخيم التي تتوسط المنطقة المنخفضة، إضافة لزيادة المسافة الفاصلة بين الخيم، وتدعيمها عبر إعطاء كل خيمة ما مقداره خمس وخمسون بلوكة (حجر بناء صناعي) وكيس من الإسمنت لبناء جدار حول الخيمية ورفعها عن الأرض للحيلولة دون دخول مياه الأمطار إليها، وهذا الشيء نفسه يطبق في المخيمات الأخرى المنتشرة في مقاطعة الشهباء وشيراوا.
إلى جانب هذا يتم حالياً تدعيم أقنية الصرف الصحي وإعادة تنظيم توزيع كتل الحمامات بحيث يتم حصرها على جانبي المخيم ولا سيما في مخيم سردم الذي يعاني من عشوائية توزيع الحمامات وخزانات المياه، وبهذا قال الرئيس المشترك لبلدية المخيم قازقلي محمد أنهم يعملون إلى جانب تدعيم الخيم رصف الطرق الفرعية بين الخيم ولا سيما عدد من الحارات التي يكون فيها منسوب ارتفاع الطريق عن الخيم أكبر وسيتم معالجة هذه الإشكالية برفع الخيم عن مستوى الطريق.
وأشار محمد إلى أنهم يعملون على نقل خزانات المياه والحمامات إلى جانبي المخيم الذي ينظم على شكل حارات، كل حارتين تضم 60 خيمة وتشكل كوميناً ويخصص لكل كومين كتلة من الحمامات توضع على جانب المخيم والهدف منه هو منع دخول السيارات الكبيرة من صهاريج وآليات ثقيلة على الشوارع الرئيسية والفرعية للمخيم وعدم تهالك الطرق كون أن المخيم مشيّد على أرض زراعية ذات تربة حمراء سهلة الانضغاط في الشتاء.
وتعمل البلدية في مخيم سردم على تشييد طرق قوية تتحمل تحرك الآليات الثقيلة التي تخدم المخيم عبر طريق معلق على جانبي المخيم، وبهذا يشير قازقلي محمد إلى أنهم يحاولون إيجاد الحل بهذه الطريقة.
“نتمنى العودة قبل حلول الشتاء”
ويقول المواطن حجي مستو الذي يعمل على صيانة خيمته ببناء جدار في محيط الخيمة: “قدمت البلدية لنا أحجار البناء والإسمنت بالمجان ونتعاون نحن والجيران على ترميم خيمنا، ولكن لا أظن أن هذا الشيء سينفع في ظل البرد القارس هنا بهذه المنطقة”.
ولا يتم الحديث حالياً عن تأمين مصادر التدفئة لقاطني المخيم أو النازحين القاطنين في القرى والبلدات المختلفة في الشهباء، وهنا نخص الحديث عن المنازل التي لا يتواجد فيها نوافذ أو أبواب وغالبية النازحين يسدلون بطانيات أو قطع قماشية على أبوابهم، وفي هذا الصدد لم تباشر الإدارة الذاتية لحل هذه المشكلة، ولكن تم توجيه بعض المنظمات لتحمل هذا العبء إلا أن العمل ما زال بطئياً مقارنة بالكم الكبير من المنازل التي تحتاج إلى ترميم.
“واجبنا تقديم الخدمات في أقسى الظروف”
ويقول عضو منسقية البلديات المهندس محمد الأحمد أنهم يعملون حالياً على تأهلي البنية التحتية للمخيمات كافة: “على سبيل المثال تم رصف أرضية مخيم الشهباء الواقع في بلدة دير جمال بالبحص وتنظيم الصرف الصحي وتشيّد “120 خيمة” وبعد إتمام العمل تم نقل قاطني الخيم القديمة إليها ليتم العمل على إعادة تأهيل القسم الأخر”، ويشير الأحمد إلى أن البلدية تقدم التسهيلات الممكنة للمخيمات بهدف تدعيم البنية التحتية هناك وتوفير سبل التدفئة المطلوبة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتمنى محمد الأحمد ألا يبقى أهالي عفرين في هذه المخيمات حتى الشتاء ولكنهم يتحسبون لكل الظروف. لذا؛ يقومون بما يمليه عليه واجبهم.
بدء توزيع المحروقات على العوائل المهجرة
وفي السياق ذاته، قال الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة عفرين مصطفى حسن أنهم في صدد تنظيم آلية محددة لتوزيع مادة المازوت (الديزل) على مهجري عفرين القاطنين في القرى والبلدات بناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء دون القاطنين في المخيمات، وذلك بموجب استمارتهم الإغاثية وتابع: “يحق لكل عائلة الحصول على برميل واحد أي مقدار 200 ليتر، وتم توجيه الكومينات كافة لحث الأهالي على تجهيز البراميل الفارغة، وفي حال تقديم الكومين الطلب للمجلس بجهوزيتهم سيتم توزيع المازوت بدون استثناء على جميع العوائل النازحة”، وفيما يخص أهالي الشهباء، قال حسن: “إن هذا منوط بمجلس مقاطعة الشهباء، ويستطيع المجلس حصر العائلات الفقيرة والتي تستطيع تدبر أمورها في الشتاء، وتقديم أسمائها للإدارة الذاتية بغية تقديم المساعدة لهم بحسب الإمكانات المتوفرة”.
مناشدات عدة… والوعود كثيرة
هذا؛ وتعمل المنسقية المشتركة للمخيمات بالتعاون مع لجنة العلاقات العامة في إقليم عفرين على تقييم الاحتياجات الشتوية اللازمة للنازحين ولا سيما القاطنين في المخيمات وتقديمها للمنظمات المعنية، وإلى الآن لم تحصل لجنة العلاقات على إجابات صريحة من أي منظمة بما يتعلق بالمستلزمات الشتوية من ألبسة ومدافئ والوقود المستخدم فيها.
وبدوره ناشد قازقلي محمد المنظمات الدولية لمد يد العون لهؤلاء القاطنين في المخيمات والنازحين الآخرين خارج المخيمات، كون المنطقة تحتاج إلى تخديم كبير يفوق طاقة البلديات في هذه الظروف، متمنياً أن يعود أهالي عفرين إلى مدينتهم قبل حلول فصل الشتاء.
No Result
View All Result