روناهي/ الرقة –اقترب موعد جني محصول القطن في الرقة وكانت تحضيرات المزارعين تقتصر على الري والقليل من الأسمدة بحيث لم يسع غالبيتهم تأمين كمية السماد المطلوبة للقطن هذا العام.كما هو الحال بالنسبة للمخصبات والمبيدات الحشرية خاصة وقد تم تسجيل انتشار الدودة الشوكية في بعض المناطق كالريف الشرقي للرقة الذي كان انتشار الدودة فيه بشكل أكبر.
استاء فلاحو الريف الشمالي من عدم قدرتهم على تأمين سماد كافٍ للقطن وتسبب ذلك في تقلص الإنتاج تقديريًا فجني لمحصول لم يبدأ بعد، حيث طالب العديد منهم بتوضيح عدم توفير شركة التطوير الزراعي لسماد القطن وعبر الفلاحون عن استيائهم في لقاءات أجرتها معهم صحيفتنا “روناهي” منهم مزارع من قرية تل السمن جنوبي يدعى حميدي الطه الذي قال: “كان تحضيراتنا لزراعة القطن متواضعةً هذا العام، حيث لم يكن بمقدورنا تأمين كمية السماد الكافية للقطن واقتصرت على كمية ضئيلة من سماد الفوسفات عند سقايته للمرة الأولى أما بعدها فلم نستطع شراء الأسمدة لعدم توفر سيولة لدى الفلاحين فمنهم من لجأ للتجار الذين يبيعون السماد بالدين بأسعار تفوق السعر المتداول وهذا كان الخيار الأوحد”.
ويضيف الطه قائلًا: “بعد توريد محصول القمح لشركة التطوير الزراعي بالرقة تأخرت بصرف الفواتير ولم نستلم أموالنا إلَّا بعد فوات أوان تسميد القطن هذا ما تسبب بانخفاض الإنتاج كما هو ظاهر خلال تجولنا في الحقول المزروعة”.
واختتم الطه شكواه بمناشدة لجنة الزراعة والري وكافة الجهات المعنية بالواقع الزراعي في الرقة بعدم إهمال توفير السماد للمحاصيل الزراعية كونها من أساسيات تحسين إنتاج المواسم الزراعية كافة.
يشتكي فلاحو تل السمن جنوبي من عدم استلامهم سمادًا للقطن وهذا ما حدث جراء تأخر الفلاحين بسداد ما يترتب عليهم من أجور ري فلجنة الزراعة والري اشترطت أن يبرئ الفلاح ذمته من أجور الري لكي يستلم السماد.
كما أنَّ الأخوة الفلاحين تأخروا بإيداع ثمن سماد القطن مسبقًا عبر تسليم المبلغ لرئيس الجمعية في الوقت المحدد كما أعلن عنه وهو من بداية شهر شباط إلى نهاية شهر نيسان من العام الجاري 2020م.
وهذا بحسب ما أوضح الرئيس المشترك لشركة التطوير الزراعي أحمد العلي والذي ذكر أسباب المغالطة التي حصلت مع الفلاحين وعدم استلامهم لمستحقاتهم من السماد المخصص للقطن قائلًا: “تأخر مزارعو معظم الجمعيات بدفع ما يترتب عليهم من أجور ري وصيانة لمكتب الري ذلك؛ ما عرقل استلامهم لسماد القطن هذا الموسم علمًا أننا نوهنا لهذا الشرط وقد كانت جميع الجمعيات الزراعية على علمٍ مسبق لذى لم يدرك أغلبية الفلاحين موعد انتهاء توزيع السماد المخصص للقطن”.
وأضاف العلي: “نقوم الآن بتسليم السماد المخصص لمحصول الذرة بمقدار 10كغ للدونم الواحد، حيث يستلم كل فلاح كميته شخصيًا عن طريق قطع إيصال دفع ري وجلب بطاقته الشخصية لتوثيق تسليمه مخصصاته من السماد وهذا ما يساعد على عدم تعرض الفلاحين للاستغلال من قبل التجار”.
كما تجدر الإشارة إلى أن الخلل في آلية توزيع السماد لم تكن من قبل الجهات المعنية فقط، بل كان إهمال المزارعين للتقدم برخص لاستلامه هي العامل المسبب للمشكلة التي حصلت.