مركز الأخبار/ حسام اسماعيل ـ تعرضت آلاف الدونمات الزراعية قبيل موسم الحصاد، وخلاله للحرائق بسبب استهدافها المباشر من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في مناطق قريبة من خطوط التماس في شمال وشرق سوريا ضمن سياسة تجويع ممنهجة والتي تتبعها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحق أهالي المنطقة.
بالرغم من الاحتياطات التي اتخذتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لحماية الموسم الزراعي الحالي من الحرائق ومنع تكرار ما حصل خلال الموسم الفائت، وتخصيص أكثر من 41 ألف عضو من قوى الأمن الداخلي وقوات حماية المجتمع، وبمشاركة الأهالي في عمليات الحماية، إلا أن الحرائق اندلعت في مناطق متعددة.
الغالبية العظمى من الحرائق التي اندلعت في الأراضي الزراعية، يقف خلفها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وخلايا داعش النائمة، إلى جانب حرائق في مساحات صغيرة بسبب أعطال في الحصادات نتيجة تطاير الشرر من فوهات العادم أو نتيجة ماس كهربائي خلال عملها في حصاد المحصول.
ووثّق مراسلو وكالة هاوار عبر المزارعين المتضررين في مختلف مناطق الإدارة الذاتية، المساحات التي التهمتها الحرائق بـ 100 ألف دونماً من محصولي القمح والشعير، إلى جانب 360 دونماً مزروعاً بأشجار الزيتون، كما وثق مراسل صحيفتنا في عين عيسى مساحة 64 ألف دونماً التهمتها النيران.
وتركزت غالبية الحرائق التي التهمت المزروعات، في المناطق المتاخمة للمناطق التي احتلتها تركيا ومرتزقتها في كل من إقليمي الجزيرة والفرات ومقاطعة الشهباء؛ نظراً للاستهداف المتعمد لهذه الأراضي، وكل من يحاول الوصول إليها لإخماد النيران، وبلغت المساحات المحروقة 55060 دونماً، مزروعة بالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى تلف ما يزيد عن 3500 شجرة زيتون.
والمساحات التي تسبّب الاحتلال ومرتزقته باحتراقها موزعة على الشكل التالي:
في ناحية تل تمر بمقاطعة الحسكة، احترق 13 ألف دونماً من الأراضي الزراعية في قرى “القاسمية، الريحانية، السيباطية، أم الكيف، تل طويل، العريشة, الداودية السلماسة, وتل كوران”.
وفي ناحية زركان بالمقاطعة ذاتها، احترق 17 ألف دونماً في قرى “الشيخ علي, تل مناخ, أم شعيفة, الربيعات, والأسدية”.
أما في إقليم الفرات، فبلغت مساحة الأراضي الزراعية المحروقة 21560 دونماً مزروعة بالقمح والشعير، في قرى وبلدات “عين عيسى, جرن, شركراك, بيرك، خراب خل، أومرك, قجر، كوفي، ايتويران، عساف، عساف، كاروز, مشكو، بندر، شيوخ فوقاني، بوراز، قره قوي”, إلى جانب تلف 35 شجرة زيتون.
ففي عين عيسى؛ كثفت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من القصف المستمر والمتواصل خلال شهر أيار المنصرم ( قبل شهر الحصاد)، وخلال شهر حزيران الحالي، ليتبعها قصف شبه يومي على مناطق التماس في قرى (صيدا ـ الهوشان ـ الخالديةـ كوبرلك ـ قز علي ـ كور حسن ـ لق لقوـ مبعوجة ـ زنار)، وغيرها من المناطق الأخرى. ونتيجة التكثيف المستمر للقصف أو من خلال التعمد في إحراق الأراضي الزراعية من قبل المرتزقة تعرضت آلاف الدونمات الزراعية للحريق الأمر الذي سبب خسائر فادحة لمزارعي القرى المذكورة.
وفي مدينة منبج التهمت النيران التي افتعلتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها مساحة 1540 دونماً من الأراضي المزروعة بالشعير ومساحة 360 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون, في ناحية المحترق, وقريتي ياشلي وجب مخزوم.
أما في مقاطعة الشهباء فاحترقت مساحة 1600 دونماً من الأراضي الزراعية, وتعرضت 3500 شجرة زيتون للتلف. هذا واندلعت حرائق في مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا، التهمت مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل، ففي ريف مقاطعة قامشلو، التهمت النيران مساحة 4000 دونماً في قرى “قراع الطماش, تل الناصر, الأحيمر, الحنوة, واوية” في ناحيتي تل حميس وتل براك.
وفي ريف مقاطعة الحسكة، وصلت مساحة الأراضي الزراعية المحروقة إلى 27070 دونماً في قرى وبلدات “تل الأمير, تل جلاد, قبر عامر, أم الجمة, الصبيخة, الصلالية, طوق الملح, قانا, ربيعات, مزيرعة, سليمانية, صفيا, طرمبات, المجرجع, الحمر, الخريطة, مخروم, تل صخر, دعيبل, ذيبة, أم الكبر, ميلبية, علواني, توينة, وحشك, عنيق الهوا، جابرية، كري رش، محمودية، كري بوزان، عنترية، قمر شرقي وغربي، حجية، حليوات، قراقتيا، بركيل بوز”.
وكذلك شهد الريف الشمالي والشمالي الغربي لمدينة دير الزور اندلاع حرائق في المحاصيل الزراعية, وصلت مساحة الأراضي المتضررة إلى 14100 دونماً.
وتسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وبمشاركة المزارعين وأصحاب الحقول الزراعية, إلى حماية المحاصيل الزراعية من النيران المفتعلة, واتخاذ كافة التدابير لمنع نشوبها وإخمادها بسرعة قبل توسعها وانتشارها وصعوبة السيطرة عليها.
ويشارك الأهالي بفعالية في إخماد النيران التي تندلع، وقد تسبب ذلك بفقدان ثلاثة مدنيين لحياتهم وإصابة اثنين آخرين حالتهما حرجة، بحسب ما أكده الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية سلمان بارودو.
ويشار إلى أن الحرائق التي اندلعت العام الماضي أثّرت وبشكل سلبي في أهالي المنطقة، وفي الإنتاج الزراعي والمزارعين، ويسعى الجميع هذا العام إلى حماية المحاصيل، خصوصاً مع قرب دخول قانون قيصر حيز التنفيذ وتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار.
وحددت الإدارة الذاتية قبيل الموسم الزراعي سعر شراء محصول القمح بـ 225 ليرة سورية لكلغ الواحد، ولكنها عدّلت السعر لاحقاً وحددته بـ 315 ليرة لكلغ الواحد، كما أنها أكدت شراءها لمحصول الشعير بسعر 150 ليرة لكلغ الواحد.
ومن جانبه؛ أكد الإداري في لجنة الاقتصاد والزراعة بعين عيسى محمد عدنان خلال لقاء لصحيفتنا بأن الآلاف من الدونمات الزراعية في مناطق على خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته تعرضت للحريق المتعمد، وأن أصحابها تعرضوا لخسائر فادحة نتيجة لذلك.
وأكد عدنان بأن ما يقارب الـ64 ألف دونم من القمح والشعير وهي أرضي في قرى (صيدا ـ جهبل ـ معلق ـ بير التينة ـ اللويبدة ) أُحرِقَتْ، ولم يستطع المزارعون الوصول إليها لحصادها بسبب الخوف من الاستهداف المباشر من قبل نقاط تمركز جيش الاحتلال ومرتزقته المتواجدين بالقرب منها.
هذا وتعمل دولة الاحتلال التركي على اتباع أساليب متعددة، وتوسيع سياستها لتجويع الأهالي من خلال استهداف مصادر أرزاقهم، ولتشمل مناطق التماس المجاورة لنقاط تمركزها في المنطقة، واتباع سياسة نهب المحاصيل الزراعية كما فعلت خلال عدوانها الأخير على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول من العام المنصرم، وإفراغ المخازن الاستراتيجية من القمح والشعير المتواجدة في المنطقة كصوامع الشركراك والعالية والدهليز.