No Result
View All Result
المشاهدات 1
هيفيدار خالد –
شهد العراق في الفترة الأخيرة عمليات اغتيال طالت شخصيات نسائية معروفة، وآخرها كانت تصفية الشخصية الفنية المعروفة تارة فارس في العاصمة العراقية بغداد، هذه الأحداث المتتالية والتي نفذت بشكل ممنهج ترك لدى ذهن المواطن والشارع العراقي الكثير من التساؤلات حول هذه العمليات المشبوهة والمتتالية، فقط بدأت عمليات تصفية النساء بوفاة خبيرة التجميل الشهيرة رفيف الياسري في ظروف غامضة، والتي كشفت من قبل دائرة العدالة في بغداد، فيما بعد بأن رفيف قتلت مسمومة بمادة الزرنيخ في منزلها، ولم يمض أسبوع واحد على هذه الحادثة، حتى أعلن في بغداد عن وفاة خبيرة التجميل الأخرى رشا الحسن، التي تسرب أيضاً معلومات بأنها أيضاً تعرضت لتسمم حاد في ظروف غامضة، أما حادثة الاغتيال الثالثة، جاءت لتطرح المزيد من الاستفهامات بشأن وجود جهة ما تستهدف النساء المعروفات في العراق، ففي البصرة، قتلت، الناشطة المدنية المعروفة سعاد العلي، بعد أيام من مشاركتها بفاعلية في حركة احتجاج واسعة ضد سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد في مؤسسة الدولة، أما عملية الاغتيال الأخيرة، فاستهدفت الموديل تارة فارس قبل أسبوعين الفتاة العراقية الفتية، التي أطلق عليها مجهولون النار في وضح النهار وسط بغداد، من دون أن تقدم السلطات المختصة تفسيراً واضحاً عن الحادثة المريعة، تفاقم ظاهرة قتل النساء في العراق ليس بأمر جديد وحادثة اعتيادية أو المرور من جانبها، إنها حادثة هامة بالنسبة للمرأة وبشكل خاص في هذه الفترة، جميع المعطيات البارزة لنا لدى مشاهدتنا للمشهد السياسي العراقي تظهر لنا بأن أهم أسباب قتل النساء في العراق تقف من وراءها الذهنية الطائفية التي تتحكم بالعراق والحاكم الفاسدين والمعارضة الفاشلة التي تتحكم بالمرأة وتحد من نضالها وساحة حريتها، فالفتاة العراقية تارة فارس التي قتلت أمام أنظار الجميع وبدون أي ذنب، أي ذنب ارتكبته؟ قتلت لأنها لم تقبل بأن تصبح تلك المرأة الضعيفة الهزيلة، التي ترضخ للذهنية الطائفية التي تتحكم بالمرأة العراقية، قتلت لأنها لم تقبل بأن تصبح تارة التي هم يريدونها بل كانت تريد دائماً أن تكون تارة التي هي تريدها تارة التي يجب أن تدافع عن حقوقها ولا تسكت عن مطالبها، ومصير سعاد لم يختلف عن صديقتها الأخرى، فقد أقدموا على قتل سعاد العلي لأنها كانت المرأة الفعالة في قيادة المظاهرات ضد فساد الدولة القومية والعنصرية والفساد وفي الصفوف الأمامية في البصرة، قتلوها لأنها دافعت عن الإنسانية وأظهرت للعالم أجمع بأن دولة العراق التي يتحكم فيها أيدي إيرانية ميليشياوية طائفية واليد الأمريكية أيضاً، بينما يموت سكانها من الجوع والعطش ولا أحد يعلم بها، قامت بدروها كامرأة تحس بآلام الناس وتدافع عن حقهم وربما تجدن من يلبي ندائهن إلا أنهن دفعن حياتهن ثمن لمطالبهن المقدسة، من هنا وللحد من ظاهرة قتل النساء، على جميع النساء وبخاصة المرأة العراقية رص صفوفها والنضال لتوعية النساء للدفاع عن حقوقهن في الحياة السياسية والاجتماعية.
No Result
View All Result