رفضت نساء ناحية صرين التهديدات التركية التي وجهها الاحتلال التركي برئاسة أردوغان على مناطق شمال وشرق سوريا، وأكدن على أنهن سيقاومن ضد الاحتلال التركي، ولن يسمحن لأي عدو باحتلال مناطقهن.
في الآونة الأخيرة هدد أردوغان مرة أخرى بأنه سيحتل مناطق شمال وشرق سوريا، وجاء ذلك بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية والمشارفة على انتهاء داعش في آخر معاقله في دير الزور، ومع هذه التهديدات قرر الرئيس الأمريكي ترامب بسحب قواته من مناطق شمال سوريا، في الوقت الذي لاتزال قوات قسد تحارب تنظيم داعش في شرق دير الزور بكل قوة وتتقدم في دحر الإرهاب.
فكلما اقتربت قوات سوريا الديمقراطية من إنهاء داعش تبدأ تركيا بتهديد مناطق شمال وشرق سوريا، لأنها تسعى لإطالة عمر داعش في سوريا، لأن تركيا الداعمة الأساسية للمرتزقة، وبهذا الصدد التقت مراسلة جن نيوز بعدة نساء في منطقة صرين، واللواتي رفضن بدورهن الاحتلال التركي والتهديدات التركية على شمال وشرق سوريا.
أهداف تركيا لن تتحقق
وبهذا الصد أكدت المواطنة فاطمة الخليل قائلةً: “أن أهداف تركيا في بلادنا لن تتحقق أبداً، وحلمٌ مستحيل، لقد عانينا سابقاً من مرتزقة داعش، الذين مارسوا العنف والقتل والتهجير بحق النساء والأهالي، ونهب ممتلكات الشعب، والقوة الوحيدة التي واجهت مرتزقة داعش وحررت المناطق وضحت بدمائها هي قوات سوريا الديمقراطية”.
وتابعت فاطمة: “نعيش هنا مع الشعب الكردي منذ سنوات طويلة، من دون تفرقة وقوات قسد هي القوة التي واجهت هذا التنظيم ودحرته، وقدمت المئات من الشهيدات والشهداء وضحوا بدمائهم من أجل السلام في كل المناطق، ونحن نعيش مع الأكراد منذ سنوات طويلة، بحياة تشاركية ولا يوجد أي فرق بين الشعوب هنا، ولا ننسى فضل هذه القوات والشهداء علينا الذين بفضلهم تحررنا من المرتزقة.
وأضافت فاطمة من خلال حديثها بأنه وبعد كل هذه التضحيات التي قدمناها من أجل هذه الأرض، لا نسمح لأردوغان لتخريب مناطقنا الآمنة مهما هدد وحاول، الأرض لأهلها ولا يحق لأي عدو من أي دولة أن يحتل هذه المناطق المقدسة، وأشارت قائلةً: “لن نستسلم مهما فعلوا وسنبقى صامدين، ونتضامن مع قوات قسد حتى النهاية والنصر، ولا يهمنا خروج أمريكا من مناطقنا لأننا نعرف أنهم هنا من أجل مصالحهم ومصالح حلفائهم لأنهم يطمعون بسوريا منذ زمنٍ بعيد، لكنهم لن ينجحوا بمخططاتهم هذه التي يحاولون تطبيقها في بلادنا مهما حاولوا”.
وبدورها أضافت المواطنة فاطمة دوجي من الشعب التركماني بالقول: “نحن شعبٌ حر ولا نرضى احتلال تركيا لمناطقنا، تركيا تقوم بتهديد مناطق شمال وشرق سوريا كل فترة، وكلما اقتربت قوات قسد من دحر داعش في ريف دير الزور، تهدد تركيا باحتلال مناطقنا، محاولةً إطالة عمر الأزمة، والإرهاب في المنطقة، لأن تركيا هي التي دعمت مرتزقة داعش وأرسلتهم إلى سوريا من أجل تدميرها.
وبينت فاطمة بأنه بعد احتلال تركيا لمقاطعة عفرين قاموا بتدميرها ونهب ممتلكات شعبها وسرقوا مواسم الزيتون وقطعوا الأشجار وأقدموا على حرقها، ولا سيما الانتهاكات التي مارسها بحق الأهالي والنساء من “قتل، نهب، سرقة، تهجير، إخطاف، اغتصاب”، وتحاول تركيا الآن أن تكرر هذه الانتهاكات في مناطقنا أيضاً، إلا أننا لن نسمح لهم.
سنصد المحتل بكل عزيمة
وأكملت فاطمة دوجي حديثها: “بعد القرار الأمريكي بالانسحاب، يظن أردوغان أنه سيحتل بلادنا، ليعيد تاريخ أجداده العثمانيين الذي كانوا يحتلون سوريا سابقاً، لكن عليه أن يعرف أن الشعب الذي يعيش بروح إخوة الشعوب، لا يخاف منه وسنصده بكل ما لدينا من قوة، ولن نرضخ لأي عدو يريد أن يحتل أراضينا”.
فيما أوضحت بالسياق ذاته المواطنة هلالة الدكدوك قائلةَ: “يهدد أردوغان كل فترة وأخرى باحتلال مناطقنا، وزعزعة الأمن والاستقرار، وهذه التهديدات ما هي إلا مجرد حرب نفسية لا غير، وكلما يرى استقرارنا الذي ننعم به، وتعايش الشعب مع بعضه يقوم بتهديدنا ليزرع الخوف في قلوبنا، وأنا أم لثلاثة شهداء استشهدوا في مدينة الرقة أثناء تحريرها من داعش، وهم ضحوا بدمائهم من أجل أمان الوطن وسلامته”.
ولفتت هلالة بأن المرأة بعد تحرير منطقة صرين تعيش بحرية وديمقراطية، وهي تعمل وتخرج ولها حقوق معترف بها، فقد كان داعش سابقاً يحرمها من كل هذه الحقوق، ولم تكن تستطع أن تلفظ أنفاسها أمامهم، ولا نريد أن تعود تلك الأحداث مجدداً بقدوم أردوغان ومرتزقته.
واختتمت هلالة في نهاية حديثها بالقول: “نحن مستعدون لنمنع أي عدوان على بلادنا سواءً كانت تركيا أو غيرها، ولن نتراجع للدفاع عن كرامة وطننا، وقوات سوريا الديمقراطية هم الذين حررونا من إرهاب داعش، وعلى تركيا أن تخجل من نفسها ولا تتدخل في سوريا، هذه الأرض أرضنا وهذه الديار ديارنا”.