عُقدت قبل أيام أولى جلسات محاكمة جيجك كوباني في محكمة الجزاء الخامسة في مدينة رها. وشهدت الجلسة سجالاً. ففيما تسعى الاستخبارات التركيّة لاستصدار حكم بالسجنِ المؤبد عليها، أكّد محامي الدفاع عدم توفر أدلةٍ تثبتُ اعتداءَ موكلته على الأمن القوميّ التركيّ لتستحقَّ هذه العقوبة. وبالنتيجة تم تأجيل المحاكمة إلى 28/7/2020. وفي الواقع لا يتضمن ملفُ جيجك أيّ معلوماتٍ حول إصابتها أو الجهة التي أسَرتها، كما ولا يُذكر فيها اسم الجهة التي اعتقلتها.
قانونيّاً تعتبر جيجك هي أسيرةُ حرب ولا ينبغي محاكمتها وفق قوانين دولةٍ معاديةٍ، وتوصيفُ الحالةِ بالاعتقال غير القانونيّ لأنّ جيجك مقاتلة في صفوف وحدات عسكريّة شاركت بالحربِ ضدَّ الإرهابِ في بلدٍ آخر، ولم تستهدفِ الأمنَ التركيّ.
في26/10/2019 نقل موقع RT أنَّ الإعلامَ التركيّ نشر صورة جديدةً لجيجك كوباني معلناً أنّها تتلقى العلاج في إحدى المشافي التركيّة، دون ذكر اسمها.
جيجك كوباني هي دوزكين تمو من أهالي الرقة وتعود في أصولها إلى منطقة كوباني، وهي مقاتلة في وحداتِ حماية المرأة المنضوية في صفوف قسد وقد شاركت بالمعارك ضد داعش، وعندما بدأت تركيا عدوانها على شمال سوريا شاركت في القتال أيضاً.
في 21/10/2019 وحوالي الساعة 21.00 شنَّ مرتزقة جيش الاحتلال التركيّ هجوماً على قرية مشرافة بناحية عين عيسى. ووقعت اشتباكات عنيفةٌ أدّت لاستشهادِ عددٍ من المقاتلين وأُصيبت جيجك كوباني في ساقها فلم تتمكن من الانسحابِ فوقعت أسيرة. وكان الهجوم مفاجئاً إذ جاء بعد الاتفاقِ التركيّ الأمريكيّ لوقف إطلاق النار، إلا أنّ أنقرة ومرتزقتها لم يلتزموا بالاتفاق، فتسللت مجموعة من مرتزقة فيلق المجد إلى نقاط تمركز قسد. وتفيد المعلومات أنّ الفصيلَ الذي أسر جيجيك يُسمّى “أحرار دارة عزة” وفي المقطع المصوّر تأكيد لذلك.
في 25/10/2019 أصدرت وحدات حماية المرأة بياناً كتابيّاً طالبت فيه المجتمع الدوليّ بالتدخل لحماية حياة المقاتلة الأسيرة جيجك كوباني. وذكر البيان أن المقاتلة جيجك، شاركت في المعارك ضد مرتزقة داعش وكذلك في مقاومة العصر.
نشرت قيادة الفيلق الثالث التابع لما يسمّى وزارة دفاع الحكومة السوريّة المؤقتة بياناً أشار إلى أنّ أسر جيجك كوباني حدث أثناء محاولتها تفجير نفسها بين مجموعة من المدنيين والعسكريين قرب من مدينة تل أبيض، وهذا ما قاله الناطق العسكريّ باسم الجيشِ الوطنيّ الرائد يوسف حمود. وقفز البيانُ فوق شرعيّة وجودِ قواتِ الاحتلالِ التركية ومجاميع الإرهاب على الأرض السوريّة.
تمّ توثيق أسر جيجك في فيديو نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتظهر بالمقطع المصوّر الطريقة المهينة ويُسمع التهديدُ بالذبح وتُطلق ألفاظ نابية بحقها. حيث يظهر في الفيديو مسلحٌ يحمل الأسيرة، ويسمع صوت آخر يقول “أسيرة من الحزب”.
تظهر الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعيّ، عدداً من قياديّي ما يُسمّى “الجيش الوطنيّ” مع مجموعة مرتزقة في منطقة ريفية في محيط تل أبيض، يتباهون بالتقاطِ صوراً مع الأسيرة، وعُرف من القياديين يامن تلجو القائد العام لفيلق المجد وياسر عبد الرحيم وجميل أحمد ومحمد الديري قياديّ باللواء 51 التابع للواء المجد.
ياسر عبد الرحيم من بلدة ترمانين سبق أن امتدحه أردوغان وكان قائداً في “فيلق الشام” و”غرفة عمليات حلب” التي أدارتِ العدوانَ على حي الشيخ مقصود بحلب، حيث اُرتكبت جرائم حرب. وبحسب موقع قناة الحرّة، فإنّ عبد الرحيم قائد فيلق المجد الذي يتمركز بمنطقة تل أبيض، سبق أن مثّل المعارضة السوريّة متحدثاً عسكريّاً في محادثات أستانة وهو ضيفٌ دائمٌ على قناة الجزيرة.
يُذكر أّنّ فصيلَ نور الدين الزنكيّ الذي يُعرف بتاريخه السيء بالتعرّضِ لأسرى الحرب، وارتبط اسمه بجريمةِ ذبح الطفل الفلسطينيّ عبد الله عيسى في 19/7/2017 في مخيم حندرات بحلب، وتشويه جثث مقاتلي قسد، انحلّ بعد المعارك مع هيئة تحرير الشام وانسحب إلى عفرين وانضمّ في 25/3/2019 في فيلق المجد ليكونَ اللواءَ الثالث.
جميل أحمد وهو من بلدة قبتان الجبل غرب حلب، وكبر وترعرع بقرية باسوطة بعفرين ويجيد الكرديّة بشكل جيد، شارك أيضاً بالعدوان على حي الشيخ مقصود. وتفيد شهادة أهالٍ من قرية باسوطة أنّ كان على علاقة بجبهة النصرة الإرهابية”.