روناهي/ جل آغا – كيف كان حال الأطفال في ظل الخوف والمرض والحظر لمنع انتشار وباء كورونا؟, وكيف بالإمكان منع الأطفال من الخروج, فهم مخلوقات رقيقة كالفراشات ومن الصعب منعها من الطيران والتحليق واللعب والمرح والخروج والاختلاط برفاقهم، وكيف كان تعامل الأمهات معهم؟.
عندما يصاب المجتمع بوعكة صحية, يؤدي إلى شلل شبه تام للحركة والعمل, وهذا يعني أن هناك خطر ما تلوح بوادره في الأفق، ونتيجةً لذلك تبقى هناك الفئة الأكثر ضرراً بالموضوع نتيجةً لمنع الأمهات أطفالهن من الخروج يتحولن بنظرهم لسجانات.. فهل غريزة الأمومة والحفاظ على صحة أولادها هي ما جعلت الأمهات يبالغن في الاهتمام بأطفالهن بشكلٍ مفرط؟ أم أننا بالفعل نحن بظل أزمة حقيقية تسمى (كورونا) تحتاج إلى كل هذا الحرص وعدم التهاون في كيفية التعامل معه سواءً داخل المنازل أم خارجه، فقرار الإدارة الذاتية بحظر التجول مؤخراً كان حرصاً منها على سلامة المواطنين. ولكن؛ بعد استئناف القرار واجه الأطفال صعوبة في تقبل هذه الفكرة، فخوف الأمهات على فلذات أكبادهن أكثر حتى من أنفسهن أثناء الحظر كان في نظر الأطفال مبالغاً فيه، وبلغ الذروة والحد المُنفّر من قبل الأولاد الذين ضاقوا ذرعاً جرّاء تعامل الأمهات والآباء معهم داخل البيت.
تشدد الأمهات من ناحية تعاملهن
هل انعكس هذا الحرص سلباً على حياة الأطفال ونفسياتهم وخاصةً الذين لا يتجاوزون السادسة من عمرهم؟ هذا العمر الذي يكون الطفل عاشقاً للحرية للعب يرفض القيود والقوانين الأسرية التي تمنعه من الحركة واللعب مع الأخرين وفي الوقت نفسه؛ هناك خطر يهدد المجتمع، ويجب أخذ الحيطة والحذر، فقد راودتنا الكثير من التساؤلات حول كيفية تعامل الوالدين مع أبنائهم في هذه المرحلة التي حجزت حرية الطفل داخل حدود المنزل، وما هو رأي الأطفال بسياسة الأمهات المنزلية في ظل هذه الجائحة “كورونا”. وفي هذا الصدد ولمعرفة الإجابات الشافية لتساؤلاتنا؛ التقيتنا بإحدى الأمهات التي كانت قد وصلت لحد “تعقيم وغسيل وتطهير للبيت بمعدل كل ساعة”، فقالت الأم ندى الإبراهيم: “لدي ثلاثة أطفال وأنا حريصة كل الحرص طوال الفترة الماضية على الوقاية من هذا الوباء، فخوفي على أطفالي من مخالطة الناس والخروج إلى الشارع انعكس سلباً عليهم وباتوا يشعرون بالملل، ويبكون دون مبرر، فكان لا بد لي أن أشرح لهم أبعاد هذا المرض وخطره على صحة الأطفال على وجه الخصوص، ليتقبلوا فكرة الحجر المنزلي”.
ما بين التقارب العائلي والروتين المفروض
فيما كان للأم سولين شمو رأي آخر حيث أنها أم لطفلين وهي تعمل معلمة والتي أكدت بأنها استفادت من الفترة الماضية “فترة الحظر نتيجة وباء كورونا” وتقربت من أولادها وجالستهم، وكانت حريصة على سلامتهم ولا تشعرهم بالخوف الزائد كي لا تتأثر نفسيتهم، وذلك عبر اللعب معهم وتناسي هذا الوباء وعدم الحديث بشكلٍ كبير عنه في البيت وتمنت السلامة للجميع في نهاية حديثها.
أما الأطفال فكان لهم كلمتهم في هذا الصدد، حيث قالت الطفلة رندأحمد الخلف وهي بعمر الخمس سنوات متحدثةً عن معاناتها مع كورونا أثناء فترة الحظر المنصرمة التي نطقتها بأسلوبٍ طفولي بريء: “ماما لم تكن تدعنا نخرج أنا وأخوتي، وقد مللنا من البيت ولم تكن تسمح لنا باللعب مع صديقاتنا، وكانت تقول لنا دائماً بأن كورونا في الشارع، وتسألت الطفلة بعفوية هل انتهى كورونا؟”.
أما الطفل بهرم أحمد الخلف بن الأم سولين شمو التي أسلفنا ذكرها فبدا أكثر تفهماً وهو ابن السادسة قال: “تحملنا فترة الحظر وكنت أهتم بصحتي جيداً وكنت أقوم دوماً بتعقيم وتطهير يدي ولم أكن أصافح أو ألامس أحد تجنباً لأي عدوة”.
وباء يهدد المجتمع بأكمله لا يميز بين صغير وكبير وطفل وعجوز الكل معرض للإصابة به، أنه الموت المتنقل بالعدوة. لذا؛ يتوجب على الجميع الحفاظ على سلامتهم وسلامة أولادهم مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية أثناء الحظر وبعد استئنافه مؤخراً بالتعاون مع الجهات المعنية من طبابة وصحة، ومراعاة الحالة النفسية للأطفال من قِبل الأهل نتيجة التقيد بقيود مفروضة أسبابها لهم مجهولة لأنها مهمة جداً.