طرأ ارتفاع كبير على سعر صرف الدولار قبيل بدء موسم الحصاد، إذ تجاوز سعر الصرف مقابل الليرة السورية تسعة آلاف، ولكن مع بدء موسم الحصاد، بدأ بالانخفاض، وأصبح يتراوح بين ثمانية آلاف، وثمانية آلاف وستمائة ليرة سورية؛ ما أثار مخاوف الفلاحين من أثر التلاعب بسعر الصرف، حيث من الممكن أن يبقى في نزول إلى الانتهاء من موسم الحصاد، وبيع المحاصيل، ثم بعدها يعود للارتفاع بعد أن سبب خسائر كبيرة لهم، بالرغم من الكثير من المشاكل والمعوقات للإنتاج، التي كانت تصادفهم، وتزيد من صعوبة الوصول بموسمهم إلى بر الأمان….
الإنتاج ليس بالكبير في الكثير من المناطق، التي بدأت عملية الحصاد فيها، وخاصةً بالنسبة للمحاصيل البعلية، ناهيك عن أن نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية لم تصل إلى مرحلة الحصاد، ولكن يبقى التركيز على المحاصيل المروية، والتي هي قليلة جداً بالمقارنة مع مساحة الأراضي الزراعية في المنطقة، وبالرغم من احتمالية قلة الإنتاج بالنسبة للمواسم الجيدة، إلا أن الفلاح في تخوف كبير من تذبذب سعر الصرف، الذي يذهب في انخفاض أثناء موسم الحصاد، وبيع الإنتاج، ومن ثم يعاود الارتفاع بعد بيع الفلاحين لمحاصيلهم، وخلال فترة التحضير للزراعة؛ ما يسبب خسائر للفلاحين هم بغنى عنها، وخاصة أن المواسم السابقة، كانت مواسم جافة، لم يستطع الفلاح خلالها تسديد ما ترتب على زراعة أرضه من مصاريف، وتراكمت كديون عليه، وأثقلت كاهله حتى الموسم الحالي.
فثبات سعر الصرف أو حتى انخفاضه، مع الحفاظ على هذا الانخفاض، من المؤكد أنه سينعش من وضع الفلاح العام، ولكن تذبذبه مع الفارق الكبير، فهذا حتماً سيؤدي إلى زيادة وضع الفلاح سوءاً، وهذا الوضع السيء للفلاح، سينعكس على الاقتصاد بشكل عام، ويزيد الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان بشكل عام سوءاً، فالزراعة أصبحت قطاعاً غير مستقر، ولا يجذب المستثمرين، بسبب المشاكل والصعوبات، التي لا تلبث أن تزداد موسماً بعد آخر، وتؤثر على الاقتصاد بشكل عام.