بيّن عضو حزب سوريا المستقبل بقامشلو بيشروج جوهري أن حزب سوريا المستقبل حزب حديث العهد تم الإعلان عنه رداً على مآلات الأزمة السورية، وأشار إلى أن الاحتلال التركي يشكل خطراً حقيقياً على الشعب السوري بأكمله، حيث يرتكب العديد من الانتهاكات والجرائم بحق شعوب المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا
الاحتلال التركي يستهدف شعوب المنطقة
حول دور حزب سوريا المستقبل في حل الأزمة السورية مُنذ تأسيسه ومشاريعه المستقبلية، أجرت صحيفتنا لقاءً مع عضو حزب سوريا المستقبل بقامشلو بيشروج جوهري، والذي حدثنا في البداية عن أهمية تأسيس حزب سوريا المستقبل قائلاً: “حزب سوريا المستقبل حزب حديث العهد تشكل رداً على مآلات الأزمة السورية التي بدأت أحداثها بتاريخ 15/3/2011، وهذا الحزب له رؤية سياسية واسعة بهذا الخصوص تشمل الهوية السورية؛ أي سوريا لكل السوريين، ويؤمن بأن قوات سوريا الديمقراطية بأنها الوحيدة التي تسعى لبناء سوريا تعددية لا مركزية، كما يدعو الحزب لخروج الجيوش الأجنبية المحتلة كافة من سوريا، ومن بينها الاحتلال التركي؛ لأن الاحتلال التركي يستهدف الهوية السورية وجغرافيتها وكافة أبناء شعوبها وبخاصة أبناء شعوب شمال وشرق سوريا”.
وتابع جوهري حديثه عن هجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا قائلاً: “الاحتلال التركي يشكلٍ خطراً حقيقياً على الشعب السوري، وكلنا نشاهد الانتهاكات التي تجري بحق شعوب المناطق المحتلة أمام أنظار العالم، كمدينة عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، فالدولة التركية الفاشية تهدف لإحداث تغييرات سياسية وديمغرافية في بنية المجتمع السوري في المناطق التي تحتلها، حيث تتخذ الإسلام مطية لارتكاب جرائمها؛ والدين الاسلامي بريء من المحتل التركي وأعماله، ومنهج الدولة التركية المحتلة حركة الإخوان المسلمين، وهي تسعى للسيطرة على سوريا ومناطق أخرى عبر دعمها”.
ونوه جوهري فقال: “الدولة التركية المحتلة بنظامها الفاشي تمثل نظاماً عسكرياً سياسياً؛ تستهدف إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة، أي أن هناك زمرة حاكمة في تركيا تسمى بالعثمانيين الجدد لا تعترف بالحدود القائمة، والآن تسعى إلى ضم عدة مناطق إلى أراضيها كسوريا وليبيا وكافة الأراضي المجاورة لها. لذا نرى بأن الدولة التركية تقود أخطر المشاريع الاحتلالية في سوريا والعراق وليبيا وبعض البدان الأخرى”.
وأشار جوهري إلى أنّ المحتل التركي تدخل في الكثير من البلدان كسوريا وليبيا ومصر وباشور كردستان أيضاً؛ ما يشكل خطراً حقيقياً على الشرق الأوسط، وأكد: “في الآونة الأخيرة الدولة التركية المحتلة تدخلت في أرمينيا أيضاً عن طريق تقديم الدعم لأذربيجان، ما يشكل خطراً كبيراً على أوروبا أيضاً، كما أن تركيا هي من أكثر الدول التي عقدت الأزمة السورية، لأن لديها أطماعاً خبيثة في سوريا”.
خيار الكرد تحقيق وحدة الصف
وبخصوص المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وانتهاء مرحلتها الأولى بنجاحٍ، تحدث جوهري قائلاً: “مع الأسف هنالك أحزاب تدعي أنها كردية، وهذه الأحزاب ورقة بيد أردوغان وهي تخدم أجندات تركيا، ومنها المجلس الوطني الكردي. ومبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حول وحدة الصف الكردي خطوة عظيمة؛ لأنها تهدف إلى لم شمل البيت الكردي في سوريا. وتركيا بحكم عدائها لكل ما هو كردي تحاول إفشال مثل هذه الخطوة المباركة، وتركيا تريد تقسيم سوريا وتدميرها، ولا تريد الحل السوري ـ السوري والوصول لإنهاء الأزمة السورية، لذلك هي مبادرة مباركة وتقطع الحجج والذرائع التركية في سبيل التدخل في الشأن السوري، وبخاصة في العمق الكردي”.
وأردف جوهري بقوله: “أدعو القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي للمضي قدماً في إنجاز هذه الوحدة المنشودة، لبناء موقف سياسي كردي موحد وسحب هذه الذريعة من يد الأتراك، وكلنا يعلم بأن تركيا تعمل كل ما بوسعها لإفشال هذه المساعي في بناء وحدة الصف الكردي، ومن ثم تقويض كافة الحلول الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين السوريين عامةً، كما أدعو المجلس الوطني الكردي إلى الخروج من الائتلاف السوري الإخواني الذي يخدم الأجندات التركية. لا خيار أمام الطرفين الكرديين إلا الوصول إلى تفاهم مشترك للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء”.
واختتم عضو حزب سوريا المستقبل بقامشلو بيشروج جوهري، حديثه بالقول: “نحنُ في حزب سوريا المستقبل نرى بأن هذه المبادرة هدفها بناء البيت الكردي من جديد والتوصل لإنهاء الخلافات بين إخوة الدم والتراب، كما تهدف المبادرة لحل الأزمة بين السوريين ولو كان بشكلٍ جزئي، وبالنتيجة تخدم المصلحة السورية بشكلٍ عام، وهي ستساهم في التوافق السوري ـ السوري في حل الأزمة السورية”.