سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بيريفان محمود: المحتل التركي يواصل انتهاكاته في عفرين والصمت يلف المجتمع الدولي

روناهي/ منبج –

عفرين المحتلة الراقدة على جرحها منذ خمس سنوات، حُوّلت إلى بلد خاوية من أهلها، بعد أن غزاها المحتل التركي، فهُجِّر أهلها، ودُمرت مساكنهم، واجتُثت أشجارها، ونُهبت خيراتها. ولا يزال أهلها صامدين معاهدين على استمرار النضال والمقاومة، حتى تحريرها.
تمر الذكرى السنوية لاحتلال عفرين، بعد مقاومة عنيفة من أهلها مدة ثمانية وخمسين يوماً، وفي هذا السياق، تقول “بيريفان محمود”، من مهجري مدينة عفرين المحتلة، وعضوة لجنة وافدي الشهباء في منبج، لصحيفتنا “روناهي”: “تمر خمس سنوات على احتلال مدينة عفرين، مدينة المحبة والسلام، مدينة الزيتون، المدينة، التي كانت نموذجاً للعيش المشترك، وكانت تحوي آلاف النازحين، الذين شردتهم الحرب”.
وتعرضت مدينة عفرين المحتلة إلى غزو من المحتل التركي، والمرتزقة التابعة له إلى عدوان بري، وجوي استمر مدة 58 يوماً، وكانت تُحكَم في ذلك الوقت بنظام فدرالي، يتبع إدارياً للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

الصمت الدولي… وتهجير الأهالي
وتتابع: “أدى الصمت المطبق من القوى الدولية، وخذلان حكومة دمشق إلى ترك قوات سوريا الديمقراطية وحيدة تواجه الترسانة العسكرية التركية”.
وتضيف: “استُخدمت أحدث الأسلحة الفتاكة، والطيران الحربي، والقصف المدفعي؛ ما أدى إلى موجة تهجير وتشرد الآلاف”.
ووصفت ممارسات المحتل التركي بالعنف الممنهج في القتل، والتهجير، والاستيلاء على الأملاك، والبيوت، وثقافة السلب، والنهب للآثار، إلى جانب هندسة التغيير الديمغرافي بمشهد فاضح، وشديد القسوة.
وحسب توثيق شبكة نشطاء عفرين، بلغت الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي، والمجموعات المرتزقة التابعة له بحق المدنيين الكرد منذ احتلال مدينة عفرين بتاريخ 18-3-2018 هي كالتالي: “جرائم القتل: 126جريمة قتل، وعدد المختطفين أكثر من 4284 مواطناً”.

“المقاومة مستمرة”
وأشارت إلى “إن مقاومة أهالي عفرين ما زالت مستمرة، بروح شهداء عفرين كل يوم، وعهد منا للشهداء الأبرار، وبوحدة ونضال شعبنا؛ سنحرر عفرين عاجلاً أم آجلاً، ولن نتنازل عن هذا الحق بعودة أراضينا المحتلة كافة، رغماً عن المحتل التركي”.
وأكد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الصادر في عام 2019، إلى تدهور الأوضاع الأمنية بعفرين المحتلة.
وحسب التقرير: “ارتكبت هذه الفصائل جرائم حرب، واستهدفت المدنيين، واحتجزت رهائن، وفخخت السيارات، ومارست اعتقالات تعسفية، وابتزاز، وتعذيب، وفرضت قواعد صارمة على لباس النساء والفتيات”، ولفت التقرير إلى “حالات قتل دون محاكمة ضد المقاتلين، والنشطاء السياسيين، والمسعفين الكرد، ونهب الممتلكات ومصادرتها”.
ودعت القوى الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، إلزام دولة الاحتلال بالخروج من أراضي سوريا المحتلة كافة، ومحاسبتها على الانتهاكات، التي مارستها في الأراضي المحتلة، وخاصة مدينة عفرين.
واختتمت بيريفان محمود حديثها: “نرفع الصوت عالياً، ونناشد الهيئات الدولية لوقف هذه الممارسات، وإنهاء الاحتلال التركي، وإيجاد حل سريع لمعاناة شعبنا في عفرين”.