سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بمهنة الخياطة تُحيي الزي الفلكلوري الشعبي

تسعى الخيّاطة ميديا قدور إلى إحياء الزي الفلكلوري الشعبي لدى نساء الشهباء وتورث المهنة التي ورثتها عن والدتها لشابات من المنطقة إيماناً منها بحماية الفلكلور وثقافة الألبسة الفلكلورية الشعبية.
تحافظ المرأة على ثقافتها وتحمي فلكلورها في أغلب الأحيان عن طريق امتهان بعض الحِرف ومهنة الخياطة تعتبر إحدى المهن التي تمتهنها المرأة كوسيلة تحمي ثقافة الألبسة الشعبية والفلكلورية.
ميديا قدور إحدى النساء اللاتي اتخذن من الخياطة مهنة يسترزقن بها إلا أن السبب الرئيسي لاختيارها هذه المهنة هو حبها لفلكلورها فأرادت أن تحميه بطريقتها الخاصة وذلك بخياطة الألبسة الفلكلورية الشعبية.
الخيّاطة ميديا من أهالي ناحية أحرص في مقاطعة الشهباء تبلغ من العمر 40 عاماً تعلمت الخياطة وهي في سن الـ 16 سنة، لوالدة ميديا فضل عليها بتعليمها فن الخياطة فالوالدة كانت تتقن فن الخياطة على مدار أعوام متتالية فورثت هذه المهنة لابنتها.
قبل عشرات الأعوام كانت القرية التي تعيش فيها ميديا صغيرة وفيها عوائل معدودة  حيث يواجهون صعوبات ومشاكل في تأمين المواصلات والتنقل من قرية لأخرى لخياطة الملابس أو تصليحها هذا الشيء دفع بميديا إلى سد النقص في قريتها فصممت على تعلم مهنة الخياطة.
مهنة الخياطة لم تعد كالسابق مقتصرة فقط على ربة المنزل, إذ تجاوزت مجرد إنها مهنة تقليدية إلى الفن والإبداع وتحتاج إلى خبرة وإتقان, والمرأة اليوم تحافظ على تراثها الفلكلوري من الضياع وتورّثه للأجيال.
كل شخص يتعرض للصعوبات في بداية  كل عمل جديد وميديا كغيرها واجهت الكثير من المصاعب والعوائق في بدايات تعلمها على مهنة الخياطة لكنها بالممارسة والإصرار على الاستمرار استطاعت التغلب على الصعوبات، إذ أنها بدأت بخياطة ملابس الأطفال كونها كانت صغيرة إلى أن وصلت لمستوى الإبداع والتفنن بالخياطة.
لفتت خياطة ميديا انتباه النساء في المنطقة وأثارت إعجابهن فمع مرور الوقت باتت جميع نساء وأهالي القرية والقرى المجاورة لأحرص يقصدونها للخياطة وتصليح الملابس.
بجانب العمل في الخياطة وبعدما استطاعت ميديا التعلم بحرفة في هذه المهنة التي ورثتها عن والدتها وعبر ورشةٍ متواضعة وصغيرة جمعت شابات المنطقة وسعت لتعليمهن المهنة, وقصدتها الكثير من الفتيات بقصد التعلم، كما أن ورشتهن كانت تتضمن مجموعات متنوعة من الأعمال اليدوية.
وعن مهنتها أكدت لوكالة JINNEWS على تمسكها بمهنة الخياطة والإبداع في حياكة الملابس الفلكلورية الشعبية الخاصة بنساء الشهباء، وأنها تسعى لتوريثها لشابات المنطقة حفاظاً على هذه المهنة والثقافة من التدهور والانحلال.
هذا ورغماً عمَا تعرضت له مقاطعة الشهباء من انتهاكات وممارسات لإبادة الثقافة والفلكلور الشعبي في المنطقة على يد المرتزقة وداعش بإمحاء وجود المرأة وراء القناع والملابس السوداء تحت مسميات الاحتشام، إلا أن المرأة الشهباوية أصرت على التمسك والحفاظ على ثقافتها العريقة.