سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بمشاركة فعالة تألقت المرأة حضوراً.. في معرض الكتاب بالرقة

قامشلو/ رشا علي ـ

أكدت الأديبة “جلاء حمزاوي” أن ظاهرة أدبية وثقافية، قامت في مدينة الرقة، والتي تعد فريدة من نوعها، بعد سنوات من السواد والظلام، وبهدف توسيع الفكر الثقافي أكثر في المنطقة، حيث لفتت إلى الدور الكبير لمشاركة المرأة، وتشجيعها ضمن معرض الكتاب في الرقة، وقد تخلل المعرض حفل توقيع كتابها، وتوقيع كتاب لكاتبة أخرى من مدينة الرقة.
بعد توقف استمر أكثر من عشرة أعوام، أُغلقت خلالها جميع دور النشر، والمكتبات، وأكشاك الصحف، وتوقفت أغلب الفعاليات الثقافية، بعد سنوات من سيطرة مرتزقة داعش، انطلقت فعاليات معرض الكتاب، الذي نظمته هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا، وحمل عنوان “في القراءة حياة ” وشارك فيه ثلاثون دار نشر سورية، وعربية، وكردية، كما عرض عشرون ألف كتاب، وأكثر من أربعة آلاف عنوان، وكان من ضمن النشاطات المهمة الموازية للمعرض، توقيع كتابين، أحدهما للأديبة فوزية المرعي، وحمل عنوان، قارب عشتار، والثاني للشاعرة، جلاء حمزاوي، وحمل عنوان “أساور”.
حدث ثقافي هام
وحول أهمية المعرض والمشاركة الفعالة للمرأة فيه، التقت صحيفتنا “روناهي” مع الشاعرة جلاء الحمزاوي، التي أشارت إلى أن إقامة المعرض في مدينة عانت من الظلام والسواد لسنوات طويلة، يعدّ حدثاً ثقافياً مهماً للغاية: “إقامة المعرض في مدينة الرقة العتيدة، التي كانت منسية في النظام الاستبدادي، وقُدمت لقمة سائغة لمرتزقة داعش، يعدّ انجازاً كبيراً، وانتصاراً للنور على الظلام”.
منوهةً في حديثها، إلى أن مثقفي الرقة يستعيدون عافيتهم الثقافية، بعد أربع سنوات من التحرير، وبأن الإدارة الديمقراطية السائدة في المدينة، تشجع على حرية الرأي والتعبير، وتمنح المثقفين مساحات واسعة للتعبير، دون أي قيود، وتعدّ ديمقراطيتها حقيقية: “كانت مدينة الرقة ضمن العواصم الثقافية في سوريا، وهي مدينة “عبد السلام العجيلي” وهي مدينة أسماء، وقامات ثقافية كثيرة، جديرة بالاحترام؛ لما قدموه من أعمال، واليوم تعود إلى مكانتها الكبيرة، شعورنا لا يوصف بهذا المعرض، لقد أثار افتتاح المعرض مشاعرنا، وحرك أحاسيسنا، لأننا نشعر حقيقة بأننا نعيش حالة من الأمن والاستقرار، والسلام في هذه المدينة، التي أصبحت، مدينة السلام”.
المدينة المنسية والمهمشة
وحول ديوانها الأول، والتهميش المتعمد للمثقفين في ذلك الوقت، بيَّنت جلاء، أن ديوانها الأول، والذي حمل العنوان “لمن”  الذي صُدر في عام ٢٠٠٧، وبأنها لم تتلقَ أي رعاية، أو دعم من أي جهة حكومية، أو مدنية، وإنما طبعت الديوان على نفقتها الخاصة، وتم طباعة عدد قليل منه، وتوزيع نسبة ضئيلة، وذلك بسبب اقصاء المثقفين: “عندما اصدرت ديواني الأول، كانت هناك حالة إقصاء المثقفين بشكل عام، والمثقفات بشكل خاص؛ وذلك بسبب الحالة الاستبدادية، التي كانت سائدة من قبل السلطات الحاكمة في ذلك الوقت، لم تكن تقبل حكومة دمشق، أن تكون مدينة الرقة عاصمة للثقافة، لذلك كانت المدينة منسية ومهمشة”.
ريادة المرأة
وعن حفلة توقيع ديوانها الأول “لمن” في العام الماضي، أكدت جلاء أن مجلس سوريا الديمقراطي، أقام حفل توقيع الديوان، ورعايته، وكان ملفتاً للنظر، ولفتت: إلى عودة المرأة إلى مكانتها الرائدة في مجتمع ديمقراطي، وخاصة في المناطق العربية، التي عانت من الإرهاب، وتحررت على يد قوات سوريا الديمقراطية.
توقيع كتاب “أساور”
وحول ديوانها الثاني، الذي حمل عنوان “أساور”، وتم توقيعه في معرض الكتاب في الرقة، أشارت جلاء، إلى أن ديوانها الثاني بعنوان “أساور” تم كتابته بلسانين، وهما لسان الرجل، ولسان المرأة، وبأن القصائد تحمل عناوين واحدة، هي “قالت وقلت”: “أحببت أن أخوض هذه التجربة بلسان الرجل والمرأة، وأن أشعر بشعور الرجل والمرأة، عندما كتبت بلسان الرجل، كانت المرأة هي القاسية، والعنيفة تجاه الرجل، وكان الرجل هو الأمير النبيل بمشاعره، وبتصرفاته، ، هذا الديوان حظي بدعم واهتمام دار شلير، للنشر، ولجنة الثقافة والأثار في الرقة، وأتمنى أن ينال ديواني الثاني أعجاب الوسط الثقافي والقراء”.
دور المرأة ومشاركتها في المعرض
وفي ختام حديثها، عبرت الأديبة جلاء حمزاوي عن فرحتها العارمة، لأن ديوانها الثاني حظي بدعم واهتمام، قائلةً: “فرحتي عارمة بتوقيع ديواني الثاني في مدينة الرقة العتيدة، التي تناضل، وتقاوم، وتتجدد كما يتجدد الفرات دوماً، لاحظت تشجيعاً كبيراً للمرأة الأديبة، والمثقفة، وللمرأة الرقاوية بشكل خاص، لأثبات وإظهار نفسها، وأيضاً ضمن معرض الكتاب في الرقة، تم توقيع كتاب للأديبة “فوزية المرعي” “قارب عشتار من توتول إلى ماري” بالإضافة إلى كتاب ديواني الثاني أساور”.
والجدير بالذكر، أن معرض الكتاب الأول في الرقة، افتُتح تاريخ ١٨/٦/٢٠٢٢، وكان من المقرر أن ينتهي تاريخ 20/6/2022 إلا أنه مدد ليوم آخر؛ لإتاحة الفرصة للأهالي، ولمحبي الثقافة والأدب، والكتاب على وجه الخصوص، لزيارة المعرض واقتناء ما يحتاجونه من الكتب، وتبادل المعرفة والآراء بين الزوار من كتاب، وناشرين، وقراء.