روناهي/ الرقة ـ نتيجة المعارك التي دارت في مدينة الرقة، تعرضت لدمار كبير ولم يقتصر الدمار على منازل المدنيين فحسب، بل شمل البنية التحتية والمرافق العامة بشكلٍ كامل، ومِن البُنى التحتية التي طالها الدمار (المشافي، والمستوصفات الصحية، والحدائق، والأفران، والمدارس وبعض المساجد التي كانت مرتزقة داعش تستخدمها كمقرات تدريب عسكرية).
وبعد تحرير واستقرار مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، انتقل مجلس الرقة المدني من عين عيسى إلى الرقة، وانبثقت عنه بلدية الشعب والتي هدفت إلى إعادة إعمار المرافق الخدمية والبنية التحتية التي دُمرت خلال عملية التحرير من براثن المرتزقة.
القيام بخطوات جوهرية رغم حداثة عهدها
رغم الإمكانيات المحدودة لبلدية الشعب في الرقة وحداثة عهدها، باشرت فوراً بأعمالها ابتداءً من ترميم المدارس الشبه مدمرة، وإعادة تأهيل الأفران والحدائق والمساجد والطرقات التي كانت تعيق حركة السير.
وعن منجزات البلدية في عام 2018، حدثنا الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الرقة أحمد الإبراهيم وذلك من خلال لقاء لصحيفتنا به؛ قائلاً: “منذ انطلاقة البلدية الأولى كان أكثر اهتماماتها إيصال المياه وإيجاد رغيف الخبز ذو الجودة الجيدة والسعر المناسب الذي يتلاءم مع الواقع الاقتصادي المعاش ضمن مدينة الرقة؛ ومن هذا الباب انطلقت أعمال بلدية الشعب في الرقة، حيث استطاعت إيصال مياه الشرب إلى ما يقارب 75% من مدينة الرقة؛ وذلك منذ بداية شهر حزيران من العام المنصرم، بالإضافة إلى افتتاح عدة أفران ودعمها بسعر مدعوم يتناسب مع الواقع الاقتصادي، وصناعة رغيف خبز جيد”.
صلة الوصل بين المدينة وما حولها
وأكد الإبراهيم: “من الاهتمامات التي تقوم بها البلدية تحسين صلة الوصل بين مركز المدينة ومراكز المدن الأخرى، ومركز المدينة والقرى المحيطة بمدينة الرقة، وبذلك أولت البلدية الاهتمام بافتتاح الكراجات الموجودة وتفعيلها لوضعها في خدمة المواطنين ضمن مدينة الرقة، وكان منها “كراج البولمان، وكراج الطبقة، وكراج الشرقي، وكراج الشمالي”.
وأضاف أحمد الإبراهيم لحديثه: “افتتحت البلدية مكتب الدور للشاحنات؛ بهدف حماية كل من المستهلكين وأصحاب الشاحنات؛ وذلك بتوفير فرص عمل لهم. وحفاظاً على الموارد البيئية قامت بإعادة تأهيل الحدائق؛ حيث كان لا بد من افتتاح حدائق في مدينة الرقة؛ لأنها تعتبر المنفس الوحيد للترويح عن الحزن الدفين الذي يعانيه أهالي الرقة من ويلات الحرب، حيث تمكنت إلى نهاية عام 2018 من افتتاح ما يقارب ثلاثون حديقة بين حدائق مركزية وفرعية”.
تشجيع الحركة العمرانية
وتابع الإبراهيم: “ومن المشاريع التي أطلقتها البلدية؛ تشجيع الحركة العمرانية ضمن مدينة الرقة عن طريق التسهيلات العديدة من قبل المكتب الفني خلال العام المنصرم، حيث تكون إجراءات المنازل المدمرة مجانية بالكامل، أما المباني المحدثة فتكون رسومها رمزية”.
ونوَّه: “تم التنسيق مع غرفة المهندسين بخصوص تخفيض الأتعاب الهندسية على المباني المحدثة ضمن مدينة الرقة؛ مما ساعد على تشجيع النمو العمراني ضمن المدينة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الأرصفة والطرقات والدوارات الموجودة ضمن مدينة الرقة”.
وحول المشاريع التي ستنفذها البلدية؛ قال الإبراهيم: “ومن أهم المشاريع التي أطلقتها البلدية في نهاية عام 2018 واستقبالاً لعام 2019 هو مشروع الإنارة بطول 2 كيلو متر؛ الذي يمتد من بداية الجسر القديم إلى مجسم الساعة؛ ومن مبنى الإطفائية ووصولاً إلى مشفى الأطفال؛ وكان بمثابة إشعال الأمل في قلوب أهالي مدينة الرقة؛ ومع بداية العام الجديد أنهت المرحلة الأولى من مشروع الإنارة الذي كان تحت مسمى “رح نورها””.
بناء كل حجر تم تدميره ضمن خطط عمل البلدية
واختتم الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الرقة أحمد الإبراهيم حديثه بالقول: “أمَّا بالنسبة للخطة المستقبلية في 2019 فهو الاستمرار بعمليات البناء، بالإضافة إلى إنشاء الحدائق، والتأهيل الفني لجميع الدوارات، وتنظيم المناطق العشوائية في مدينة الرقة. وبلغت مساحة المناطق العشوائية ضعفي المخطط التنظيمي؛ ولا بد من إيجاد حل لهذه المناطق وتخديمها بـ “الصرف الصحي، والمياه، شبكة الهاتف، والكهرباء، وإعداد طرق نظامية، وحدائق ومدارس ومشافي ومستوصفات” لابد من تخديمها وتنظيمها خلال عام 2019 وعلى هذا الأساس تم وضع خطط العمل، وسنستمر فيه. والجدير ذكره؛ إن البلدية أطلقت حملة تحت شعار “يد بيد لبناء البلد” ويتم العمل يتم على هذا الأساس إلى أن يتم بناء كل حجر تم تدميره في مدينة الرقة لتعود لسابق عهدها”.