روناهي/ قامشلو ـ احتضنت مدينة قامشلو فعاليات معرض الكتاب الثاني في روج آفا تحت شعار «بالقراءة نحيا» برعاية هيئة الثقافة والفن في صالة زانا على مدى ستة أيام، وضم المعرض العديد من العناوين من مؤلفات نخبة من الكتاب والمثقفين من كل المكونات.تميز معرض الكتاب الثاني بمشاركة فعالة للمرأة ضمن المعرض من خلال نتاجاتها الأدبية والفنية، حيث تركت بصمتها في معظم أقسام المعرض وشاركت العديد من الكاتبات والشاعرات والفنانات بنتاجاتهن فيه، كما شاركت المرأة بشكل فعال في الندوات الحوارية على الطاولة المستديرة اليومية، ونوقشت عدة مواضيع من ضمنها دور الإعلام في الحرب وتأثيره على معنويات الشعب، وتطورات الموسيقا العالمية والكردية، كما ألقت الأديبة روناك مراد محاضرة بعنوان «المرأة في أدب الثورة»، تحدثت فيها عن دور المرأة في الثورة، ومراحل النضال والكفاح التي مرت بها، والتضحيات الجسام التي قدمتها النساء المقاتلات والشهيدات في سبيل تحرير الوطن والحصول على حرية المرأة.
هذا واختتم معرض الكتاب الثاني فعالياته يوم الأربعاء 25 تموز والذي أقيم ابتداءً من تاريخ 20 تموز الجاري، وتضمن المعرض مشاركة فعالة لعدد من دور النشر والاتحادات والكتاب، بالإضافة إلى معرض للوحات التشكيلية خاص بالمرأة برعاية رابطة المرأة المثقفة، ومعرض للصور الفوتوغرافية لوحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الأسايش. وكان معرض الكتاب الثاني تجسيداً للتنوع الثقافي وتعزيزاً لثقافة الشعوب فهو دليل على تقدم الثقافة في روج آفا وشمال سوريا، واللافت أنه كان للمرأة بصمة خاصة في المعرض، ومشاركة فعالة من خلال عرض العديد من الكتب واللوحات التي تتحدث عن تراث المرأة ونضالها ومناهضة العنف ضد المرأة، والبعض عن المرأة الجميلة التي ينبعث منها الفرح والسرور، فهذا المعرض كان فرصة لكل امرأة للتعبير عن مواهبها وإبداعها وإثبات وجودها في مجال الثقافة.
وفي هذا السياق؛ حدثتنا الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة بيريفان خالد عن رأيها في المعرض قائلةً: «تطور المعرض هذه السنة بشكلٍ كبير، وكان هناك إقبال كبير من الشبيبة بخاصةٍ ومشاركة كبيرة للعديد من الكتاب والمثقفين، وما زاد المعرض جمالية هو حفلات التوقيع وحلقات النقاش على الطاولة المستديرة والمعارض الفنية، وطبعاً كان للمرأة دوراً لافتاً للنظر من حيث مشاركتها الفعَّالة التي ازدادت في هذه السنة وبشكل مُميَّز، ولعل أهم مشاركاتها كانت من قبل وحدات حماية المرأة للمرة الأولى، وهناك نساء أخريات كان لهنّ كتب مطبوعة هذه السنة تجاوز عشرة كتب، وأتمنى من كل امرأة أن تنمي موهبتها الثقافية، لأن ثقافة المجتمع من ثقافة المرأة».
مشاركة فعالة من كل المكونات
ومن جهتها؛ حدثتنا الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين بمنبج وريفها عليا شاهين قائلةً: «نشارك للمرة الثانية في المعرض ولنا خصوصية فيه لأن المثقفين المشاركين من منبج هم من جميع المكونات، حيث يشكلون معاً لوحة فنية تشكيلية مؤلفة من المكون الشركسي والتركماني والكردي والعربي، وقمنا بعرض الكتب لكل المكونات، وكان المعرض متميزاً بحضور الضيوف من خارج سوريا، وهذا نجاح كبير للمرأة بخاصة، وهو تحدٍ وشهادة نجاح للأشخاص العازفين عن القراءة والكتابة، وتحفيز للمبدعين في المجال الثقافي».
أما الإعلامية في أسايش المرأة ليلوز أيمن عبد الله فقالت: «شهدنا إقبالاً كبيراً على مشاهدة لوحاتنا في المعرض، ويتم طرح أسئلة من قبل الأشخاص عن معاني اللوحات وما المقصود منها، فهناك لوحة تعبر عن أم شهيد تبكي في مراسم تشييع ابنها ورفيق الشهيد يقبل رأسها، والصورة التي شهدت إقبالاً كبيراً هي صورة الفتاة الصغيرة التي تبكي بحرقة أثناء تشييع أخيها، وأنا كامرأة أعمل قصارى جهدي للنهوض بحقوق المرأة وزيادة رونقها وإظهار إبداعاتها في المجالات المحببة لديها كافة».
واختتمت الإعلامية في أسايش المرأة ليلوز أيمن عبد الله حديثها بالقول: «هذا المعرض كان للنساء مصدر فخرٍ كبيرٍ ونجاحٍ عظيمٍ في ولا بد للمرأة أن تستمر في مسيرتها الثقافية».