سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“بعيداً عن أرض عفرين لسنا بحاجة لغير العودة.. لأننا فقراء وطن فقط”

تقرير/ نشتيمان ماردنلي   –

روناهي/ قامشلو- أعوام تمضي وأهالي عفرين السورية مازالوا يقاومون ويواجهون هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته وانتهاكاتهم اللاإنسانية في عفرين من عمليات السلب والنهب والتتريك والتغيير الديمغرافي وصولاً بهم إلى القصف العشوائي الذي أدى إلى تهجيرٍ قسري لآلاف المدنيين العزّل من أهالي عفرين.
شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جبهة النصرة وداعش هجوماً وحشياً على مقاطعة عفرين في كانون الثاني من العام 2018 مستخدمين في هجومهم كافة صنوف الأسلحة الثقيلة والمتطورة والمحرمة دولياً إلى جانب القصف الجوي, حيث أسفرت هذه الهجمات الوحشية عن استشهاد المئات من الأهالي وآلاف الجرحى والمصابين من أطفال ونساء وشيوخ, ناهيك عن آلاف المهجّرين قسراً من بيوتهم تحت طائل من القصف الوحشي.
المقاومة لحين العودة
هُجِّر الآلاف قسراً من أهالي مقاطعة عفرين إلى المناطق الأكثر أمناً والبعيدة عن بطش الاحتلال التركي فكان لقامشلو نصيباً في احتضان بعض العوائل المهجرة قسراً من عفرين, ولكن السؤال هل كيف يتدبرون أمورهم؟؟
بهذا الخصوص التقينا مع عائلة مُهجّرة قسراً من عفرين ومقيمة في قامشلو منذ أكثر من عامين ليفصحوا لصحيفتنا روناهي عن ما يراود أذهانهم من مقاومة مختلطة بالحنين لأرض عفرين, حيث تحدث المواطن من عفرين خ.خ قائلاً: “أقيم في قامشلو مع عائلتي ووالداي منذ أن هُجّرنا من عفرين قسراً أثناء قصف المحتل التركي على المدينة في العام 2018, حياتنا الهنيئة في عفرين قبل الهجوم والقصف انسرقت منّا خلال ساعات قليلة لتصبح بيوتنا رماداً تحت أهوال المدفعيات والدمار الذي جرى, خرجنا من عفرين تحت طائل من أصوات الطائرات والمدفعيات العسكرية التابعة للاحتلال التركي وهو يقصف عفرين وقراها, تشتت العائلة وتحتم علينا النزوح دون غيرنا من أخوتي الموجودين في الشهباء, حيث تعرض واحد من أخوتي للاعتقال من قبل المرتزقة مما يسمى بالجيش الوطني السوري وبقى معتقلاً لديهم إلى أن تم إطلاق سراحه بعد دفع غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف دولار, وذلك بسبب انضمام أخينا إلى صفوف المقاومة حيث استشهد في الشهباء عام 2016 في حملة عسكرية ضد متطرفي داعش, نتيجة لغم انفجر أثناء أدائه لمهامه في حماية أرض عفرين”.
على أرض عفرين فقط نشعر بأننا بخير
وأضاف حول وضعه المعيشي في مدينة قائلاً: “بالنسبة لأوضاعنا المعيشية منذ وصولنا إلى قامشلو فهي جيدة نوعاً ما، فنحن نعيش كما يتعايش جميع الأهالي مع الأزمات المعيشية التي فرضت على الجميع ومع الهجمات الخارجية التي تشن علينا بين الفنية والأخرى, لكن تهجيرنا من بيوتنا ومن عفرين مرتبط بأيماننا المحتوم بالعودة, لأننا نقاوم بشتى السبل ونتمسك بأمل العودة فجميع الأراضي احتضنتنا جميعها آوتنا لكننا لا نشعر إلا على أرض عفرين بلاد الزيتون أننا بخير حال”.
اختتم المواطن خ.خ من أهالي عفرين المقيم في قامشلو حديثه بالقول: “الأهالي في قامشلو لا يشعروننا بأننا غرباء عنهم كما يفعل أصحاب المراكز المدعوة بالخدمة الإنسانية, فدائماً ما يكون هناك تمييز لديهم اتجاهنا, حيث أن بعض المراكز المعنية بشؤون النازحين وتقديم العون لهم سواءً المادي والمعنوي, لم يصلوا بعد إلى مستوى تلبية الحاجة بشكل فعلي بعد, سواءً من الناحية المادية أو المعنوية والتي تهمنا وتشعرنا بالأمان أكثر, فعلى سبيل المثال بعض المراكز والجمعيات الخيرية كانوا يقرعون علينا الباب ليسألونا هل أنتم نازحين؟ وعند علمهم بأننا من النازحين من عفرين, يدعون أنه ليس هناك مساعدة لأهالي عفرين دون مراعاة لمشاعرنا في حديثهم, وسأذكر في حديثي من جديد أننا هنا بعيداً عن أرض عفرين لسنا بحاجة لغير العودة لأننا فقراء وطنٍ فقط”.