تجاوزت القرن من عمرها وبأدوات بسيطة تستمر بمهنتها في صناعة النسيج اليدوي لتحافظ على تراثها وفلكلورها من التلاشي والاندثار.
حرفة الغزل والنسيج اليدوي قديمة قدم النسيج، فقبل آلاف السنين غُزلت الألياف باليد باستخدام أدوات بسيطة، لصناعة مستلزمات أساسية في الحياة اليومية، مثل صناعة السجاد المنزلي، وبيوت الشَّعر قبل بناء بيوت الطين، وأدوات أخرى تستخدم في زينة المنزل.
صناعة النسيج حرفة عريقة
تعتمد هذه الحرفة على أدوات بسيطة، حيث وقبل البدء بصناعة السجاد اليدوي كان الناس يغزلون الصوف ويحولونه إلى خيوط أو يعتمدون على خيوط جاهزة، وعملية تحويل الصوف إلى خيوط تتم بواسطة الدوك (تشي)، ومبرم بعدها، ثم يتم تثبيت آلة نول بسيطة، حيث توضع قطعتان من الخشب على الجانبين العلوي والسفلي وتُربط الخيوط بالخشبتين بألوان متناسقة متجانسة، وتُفرد هذه الخيوط حتى تصبح مستقيمة بواسطة المساد، ثم تُشد بواسطة قرن الغزال، وتبدأ عملية الصنع بقطع الخيوط الزائدة، وربط الخيوط حتى يصبح السجاد جاهزًا.
تقدمها في السن لم يقف بوجه عطائها
الأم غزالة علي المطلق من أهالي قرية حسو رطلة جنوب ناحية تربه سبيه 15 كم، تجاوزت القرن من العمر، وما تزال تعمل في حرفتها بصناعة السجاد اليدوي، منذ أكثر من 80 عامًا وتجد في حرفتها عملًا تراثيًّا أكثر من كونه مصدرًا لكسب المال، وعلى الرغم من أنها نقلت الحرفة للعديد من نساء القرية اللواتي لم يستطعن إكمال العمل مع تقدمهن في العمر، إلا أنها ما تزال مستمرة في العطاء.
الأم غزالة بحرفتها هذه تثبت بأن المرأة كانت ولا زالت حامية تراثها، وقد تمكنت وكالة أنباء هاوار من الوصول إلى الأم غزالة وإحدى المتدربات اللاتي تدربن على يدها، وتبين في التقرير لمسة المرأة وطابعها بخلق الوجود من اللاوجود.
تصنع سجادة كل ثلاثة أيام
خزنة عباس الحوار إحدى المتدربات اللواتي تعلمن من الأم غزالة، وتبلغ من العمر اليوم 80 عامًا، تقول:” منذ أن وعيت على الحياة والأم غزالة تعمل في مهنة النسيج وصناعة السجاد اليدوي”، وأكدت أنها تعلمت الحرفة مع العديد من نساء القرية من الأم غزالة، واليوم لم تعد تستطيع العمل مثلها.
تقول غزالة إنها تعلمت الحرفة من والدتها بسبب الحاجة في ذلك الوقت، إذ إن صنع بيوت الشَّعر والسجاد المنزلي كان من ضروريات الحياة.
ورغم أن صناعة السجاد اليدوي تراجعت بسبب الاعتماد على المنتوجات الجاهزة، وكون العمل فيها يتطلب المزيد من الجهد، إلا أن الأم غزالة مستمرة في حرفتها إيمانًا منها بأصالة وعراقة هذه الحرفة في المجتمعين العربي والكردي.
الأم غزالة تجاوزت المئة عام، ولديها اليوم أكثر من 100 من الأبناء والأحفاد، وتقوم بصنع سجادة كل 3 أيام، محافظة على صحتها من خلال عملها.