الرئيس التركي أردوغان وبعد عودته خالي الوفاض من حضوره اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، حيث كان يأمل كسر حاجز البرودة في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحمل طائرتين بالدبلوماسيين والاقتصاديين والتجار وقد كان يتوقع بأنه سيكون من الشخصيات البارزة التي حضرت وبأنه سيكون محط اهتمام أمريكي بشكلٍ خاص، بيد أن التوقعات والأحلام الأردوغانية ذهبت أدراج الرياح مع وصوله إلى نيويورك حيث تم استقباله ببرودة حتى من قبل الإعلام ووصوله مر مرور الكرام ومن دون أية خاصية.
والطامة الكبرى التي تلقاها أردوغان بأنه لم يتصل معه أي مسؤول أمريكي حتى من الدرجة الثالثة والرابعة، وهو الذي كان يأمل بلقاء مسؤولين أمريكيين كبار بل وكانت أحلامه تتعدى ذلك حيث كان يمني النفس بلقاء الرئيس الأمريكي بايدن ولو على عجالة، ولكن لم يحدث ما خطط له، ولهذا كان من المتوقع وعند وصوله لتركيا أن يدلي بتلك التصريحات النارية ضد الولايات المتحدة وسياسة الرئيس جو بايدن، بل وشدد على خروج القوات الأمريكية من سوريا ومن دون شروط.
وبعد الضربة القاسية وخيبة الأمل الامريكية حاول التواصل مع الرئيس الروسي لعله يعيد له شيئاً من الهيبة التي تمرغت بالتراب في أمريكا والحصول على لقاء مع بوتن وكان له ما أراد ليحفظ من خلاله حفظ ماء وجهه، حيث قبل بوتن اللقاء وذهب إلى الروس مهرولاً يستجديهم فيما آلت إليه أموره التي تتعقد يوماً بعد آخر، حيث كان يأمل بالحصول على الدعم المطلوب في الملفات العالقة في سوريا وبخاصةٍ ما كان يحدث في إدلب، وذلك بعد خيبة أمله في الحصول على النتيجة المرجوة أثناء حضوره اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.
وبعد القبول الروسي باستقبال أردوغان صرح بأنه سيتطلع الآن إلى إقامة علاقة أوثق مع روسيا، وأنه سيسعى إلى المُضي قُدماً في العلاقات مع روسيا، وبأنه عندما يلتقي بوتن سيسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، ولكن لم تجرِ رياح أردوغان حسبما تجري رياح سفن بوتن في منتجع سوتشي على البحر الأسود عند اللقاء، وبدا من خلال المحادثات علامات اليأس على وجه اردوغان ما دل على أن النتيجة المتوقعة لم تتحقق، وأن بوتن مُصِر على تسوية وضع إدلب وإخراج جبهة النصرة هو أساس كل تسوية، وذكر أردوغان بوعده حول إخراج النصرة وجميع المجموعات الإرهابية من إدلب وأكد بأن الاتفاق بيننا يجب أن يُنفذ.
وفي الختام أقول الآن آن أوان التعقل وأوان السلام وحل القضية الكردية والأوضاع الداخلية السيئة في تركيا مرتبطة كلياً بحل القضية الكردية من جذورها، وعلى أردوغان أن يصحح المسار ويلتفت إلى المطالب الكردية وأيضاً مطالب الشعب التركي الذي أنهكته سياساته الفاشلة في المنطقة بالعموم، فلا بايدن ولا بوتن قادران على مساعدته وتقديم العون له ما لم يتم ترميم البيت الداخلي في تركيا، لذلك الحلول موجودة والقضية الكردية أساس كل الحلول، والكرد منفتحون على الحلول السلمية والسياسية وهم ينتظرون الانفتاح من قِبل الأتراك، وكباردة حُسن نية على الأتراك إخراج قواتهم من عفرين وسري كانيه وكري سبي وبقية الأراضي السورية المحتلة.