روناهي/ عين عيسى ـ تعاني من مرض خطير أثقل من عزيمتها وجعلها قعيدة الفراش، وزاد على همومها ومعاناتها مرارة التهجير الذي مارسه مرتزقة الاحتلال التركي ما تسمى بالجيش الوطني السوري بحقها وحق أسرتها التي لم تعد قادرة على تأمين تكاليف علاج ابنتهم في ظل حياة النزوح، وتجاهل المنظمات الإنسانية لحالها.
تقطن المهجرة حورية الحبيب (في العقد الثالث من عمرها) مع عائلتها المؤلفة من أبيها (70) عاماً، وزوجة أبيها في مخيم مهجري كري سبي الذي تم تأسيسه من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عقب هجمات الاحتلال التركي الأخير على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول من العام المنصرم، لإيواء الأهالي المهجرين قسراً من منطقة تل أبيض/ كري سبي المحتلة.
“عاثوا فساداً في مناطقنا”
قصة مؤلمة عاشتها المهجرة حورية رغم أنها لم تروها على لسانها لكونها من ذوي الهمم (صماء وبكماء)، وروتها بالنيابة عنها زوجة أبيها المهجرة (خالدية الزيد) التي قالت: “بعد أن تغيرت الأوضاع وكثرت الأخبار عن اقتراب العدوان التركي على مناطقنا، أصبنا بنوع من الخوف والتحسب كغيرنا من المدنيين لمصيرنا بسبب الصيت السيء للمحتل التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة كجرابلس والباب، وغيرها من المناطق الأخرى التي طالها العدوان، وأصيبت بلعنة الاحتلال”.
وأردفت بالقول: “ضاقت بنا الدنيا بما رحبت بعد أن بدأ العدوان التركي بغزو مناطقنا حتى وصوله إلى قريتنا (شركراك) الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض المحتلة، لقد عاثوا فساداً وخراباً في المنطقة مثلما كنا نتوقع، ورغم كل الممارسات ارتكبها المرتزقة وجيش الاحتلال التركي من نهب وسلب وقتل واعتقال بحق المدنيين، كان هدفنا الوحيد هو البقاء في بيتنا، والعمل على حماية ممتلكاتنا المتبقية”.
توجهوا إلى المناطق المُحرّرة
وأضافت خالدية بأنه بعد شهرين من العيش في ظل هذه الظروف الصعبة التي فرضت عليهم بسبب الاحتلال التركي ومرتزقته، والتي لم يسلم منها أحد في المناطق المحتلة، وفقدان الخدمات وكل الأمور الحياتية التي كانوا ينعمون بها، وتابعت بالقول: “آثرنا التوجه إلى المناطق المحررة، وتركنا بيتنا وممتلكاتنا لتلاقي مصيرها المحتوم بالسرقة والنهب على أيديهم على الرغم من علمهم بوجود بنت زوجي (حورية) وعلمهم بحالتها الصحية المتردية يوماً بعد يوم لكونها مصابة بمرض خطير (سرطان الدم) إلى جانب إعاقتها المزدوجة”.
نعجز عن تأمين مبلغ لجرعة حورية
تقول المهجرة خالدية بأن وضع حورية خطير للغاية، وحالتها الصحية تتطلب جرعة طبية لمعالجة هذا المرض الخطير، وأنها تضطر كل 20 يوم إلى التوجه إلى مشافي العاصمة السورية دمشق لتزويدها بالجرعة اللازمة، والتي تكلف ما يقارب (150) ألف ليرة سورية، والآن هي وزوجها عاجزين عن تأمين المبلغ المطلوب لتزويدها بالجرعة المطلوبة.
“لا أحد مد لنا يد العون”
وبينت المهجرة خالدية الزيد بأنه منذ أن استقر بهم المطاف في مخيم مهجري كري سبي إلى لحظة إعداد هذا التقرير لم تقدم أي جهة سواءً من المنظمات الإنسانية والطبية العاملة في المخيم أو من قبل إدارة المخيم أي مساعدة للمريضة حورية، كون وضعها استثنائي وهنالك خطورة على حياتها بعد أن بدأ المرض يستشري في جسدها المريض، وتحتاج إلى الجرعات المطلوبة بوقتها لمقاومة المرض.
وناشدت في نهاية حديثها الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لمد يد العون لها لتستطيع تأمين العلاج اللازم لـ “حورية”، ومراعاة الظروف الصعبة التي مرت بها العائلة بعد تهجيرهم قسراً من بيوتهم ومصادرة ممتلكاتهم التي تعتبر مصدر إعالتهم الوحيد من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.