بين الكاتب وأستاذ الأدب الكردي في جامعة روج آفا بشير ملا نواف أن القضية الكردية ليست قضية حزب أو عشيرة أو قضية جزء معين، بل هي قضية أخلاقية ووجدانية، قضية تتعلق بوجود الشعب الكردي ومستقبله، والسبيل الوحيد لنيل الشعب الكردي حقوقه هو الوحدة الوطنية، وكل من يعرقل ذلك لا يمكن قبوله ضمن المجتمع الكردي.
من بين الشعوب التي تهدف إلى نيل حريتها الشعب الكردي، ففي التاريخ الحديث أوصى قاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد والذي أعدم عام 1947 على يد النظام الإيراني الشعب الكردي بضرورة توحيد الصف، في وصيته التي تضمنت: “أناشدكم وكأخ صغير لكم بالله، وأقول: اتّحدوا ولا تتفرقوا… وتيقّنوا بأنّ العجم لو منحوكم العسل، فإنّهم يدسّون السمّ فيه…. لا يخدعنّكم العدو… فعدوّ الكرد عدوٌّ أيّاً كان لونه وجماعته وقومه… لا شفقة له ولا ضمير، ولا يرحمكم، ويوقع بينكم الفتنة والتقاتل، ويثير بينكم التفرقة… وعن طريق الخدعة والأكاذيب، يُحرضُ بعضَكمْ ضد بعض”.
الوحدة الوطنية ضرورة ملحة وأساسية للشعب الكردي
وحول هذا الموضوع الهام يرى الكاتب وأستاذ الأدب الكردي في جامعة روج آفا بشير ملا نواف أن الوحدة الوطنية الكردستانية هي حاجة ملحة وأساسية للشعب الكردي، وقال لوكالة أنباء هاوار: “من الضروري على جميع القادة والسياسيين وأبناء الشعب الكردي الرجوع إلى وصايا قاضي محمد، لأن الوحدة الوطنية حاجة ماسة لشعب الكردي ليس من الناحية السياسية فقط، بل الاجتماعية والوجودية أيضاً”.
وأوضح ملا نواف أن المنطقة تمر بمرحلة حرجة، وبشكل خاص الشعب الكردي، والحل الوحيد للخروج من هذه المرحلة هو توحيد الكرد لصفوفهم، وبأقصى سرعة ممكنة وبخاصة في هذه الأوقات العصيبة.
وتتعرض مناطق شمال وشرق سوريا منذ التاسع من تشرين الاول 2019 لهجمات من قبل جيش الاحتلال التركي، والذي باشر بشن هجمات أكثر عنفاً على مناطق حق الدفاع المشروع في باشور كردستان، ويهدف الاحتلال عبر هذه الهجمات لإبادة الشعب الكردي.
الوحدة بين القوى السياسية ليست كافية
وتابع بشير ملا نواف بقوله: “إن الوحدة الوطنية الكردستانية هي حاجة إنسانية واجتماعية بالنسبة للشعب الكردي، لذلك يجب أن يشارك فيها كافة شرائح المجتمع ومؤسساته وأن يضغطوا على الذين يُعرقلون مساعي تحقيق الوحدة، وباعتقادي أن الوحدة بين الأحزاب السياسية ليست كافية، الأحزاب السياسية يمكنها طرح المشاريع لأن الوحدة الحقيقة وحدة المجتمع لذا يجب أن يشارك فيها كافة شرائح وفئات المجتمع”.
ونوه بشير ملا نواف بالقول أن الذين يعيقون تحقيق الوحدة الوطنية بقصد أو دون قصد؛ فإنهم يخدمون أعداء الشعب الكردي، وعلى المجتمع أن يدرك ذلك جيداً، وعلى الذين يعملون من أجل وحدة الصف إرشاد المجتمع، والتوضيح ما الذي يخدم الشعب وما الذي يضرّه.
وحول مساعي بعض القوى إلى استغلال موضوع الوحدة وخلق العراقيل والبحث عن المصالح الضيقة والمحاصصة، أوضح بشير ملا نواف أن هذه المساعي لا يمكن القبول بها أبداً، وهي تخدم أعداء القضية الكردية، وقال: “القضية الكردية ليست قضية حزب أو عشيرة أو جزء معين، بل هي قضية أخلاقية ووجدانية، قضية تتعلق بوجود الشعب الكردي ومستقبله، والسبيل الوحيد لنيل الشعب الكردي حقوقه هو الوحدة الوطنية، وكل من يعرقل ذلك لا يمكن قبوله ضمن هذا المجتمع”.
الحزب الديمقراطي الكردستاني يتهرب من الوحدة
وبصدد مساعي حزب العمال الكردستاني المستمرة والمتكررة إلى توحيد الصف الكردي، فمنذ أكثر من 40 عاماً وهو يطالب بضرورة توحيد الصف الكردي دون شروط مسبقة، أما الحزب الديمقراطي الكردستاني فيماطل، ولم يخطُ أي خطوة في هذا الصدد حتى الآن، بيّن بشير ملا نواف: “إذا عدنا إلى الوراء قليلاً، نجد الحزب الديمقراطي الكردستاني ومنذ عام 1992 لا حول له ولا قوة، لأن معظم مقدرات باشور كردستان تم وضعها في يد الاحتلال التركي، وتهربه من الوحدة الوطنية هو نتيجة الاملاءات التركية.
واختتم الكاتب وأستاذ الأدب الكردي في جامعة روج آفا بشير ملا نواف حديثه بالقول: “إن تشتت البيت الكردستاني يؤثر سلباً في الشعب الكردي من كافة النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية، وهذا التشتت يخلق خوفاً لدى الشعب، وتحقيق الوحدة الوطنية كافية بإزالة هذا الخوف، بالإضافة إلى خلق مجتمع نهضوي. إن تحقيق الوحدة الوطنية هي لصالح أولئك الذين يخلقون العراقيل نتيجة تبعيتهم لبعض الجهات، لأنهم سيتخلصون من هذه التبعية ويتحررون”.