روناهي/ قامشلو- بعد مشروع حملة تشجير تلة حي الهلالية “قلاج الهلالية” الذي بدأ مؤخراً بمبادرة عدد من الأشخاص، سرعان ما انتشر بين أبناء الحي وغيرهم من المتبرعين للمشاركة فيها، بينما تبرع آخرون بتأمين صهاريج المياه لسقاية الأشجار منذ البداية، فيما ساهم البعض الآخر في أعمال الحفر والزراعة، إلى أن وافقت بلدية الشعب في مدينة قامشلو على حفر البئر بعد نجاح حملة التشجير التي أطلقها أبناء الحي عبر صفحة (أبناء حي الهلالية في قامشلو) على موقع الفيسبوك.
المراد بالتشجير هو زيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية والمناطق القاحلة والجافة، وذلك عن طريق غرس المئات من الشجيرات الصغيرة والغراس ضمن خطة زراعية واضحة تتناسب مع المكان جغرافياً ومناخياً، وهناك أمور يجب مراعاتها في عملية التشجير ومن أهمها اختيار الأشجار الملائمة للبيئة من حيث درجات الحرارة، والمناخ، ونوعية التربة، وتوفر مصادر المياه، إضافة إلى اختيار الأشجار التي تعيش لسنوات طويلة.
زراعة 670 شجرة
وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا روناهي مع المواطن “مسعود عمر” وهو من أبناء حي الهلالية وأحد المساهمين في حملة التشجير، حيث أكد لنا بأن حملة زراعة الأشجار في تلة الهلالية بدأت بمساهمة أربعة أشخاص في بداية الحملة وتم الاتفاق بين الإداريين في صفحة أبناء الهلالية وتم شراء حوالي 20 شجرة، وزرعها، وأضاف: “بمبادرة من أبناء الهلالية القاطنين فيها قاموا بمساعدتنا وتم النشر على موقع صفحة أبناء حي الهلالية إطلاق الحملة لزراعة الأشجار ووصل عدد الأشجار المزروعة حتى الآن إلى 670 شجرة”.
تكفّل البلدية بحفر البئر
وتابع عمر بأن الأشجار كانت بحاجة إلى رعاية وسقاية بالماء، وبمبادرة طوعية من أبناء الهلالية ممن كان لديهم صهاريج ماء حيث كانوا يقومون بشكل يومي على سقاية الأشجار وبدون مقابل مادي، كما أكد قائلاً: “توجه القائمين على الحملة بمطالبة هيئة البلديات التابعة للإدارة الذاتية بتوفير مياه الري بشكل دائم للأشجار، وتقديم طلب رسمي إلى بلدية الشعب في مدينة قامشلو في بداية الحملة إلا إن كان هناك تأخير في حفر البئر من قبل البلدية بسبب أعمالهم ومجيء موسم الحصاد وانشغالهم بها، وفي الآونة الأخيرة عندما قاموا بمراجعة البلدية لنفس السبب حصلوا على موافقة حفر البئر، وبعد يومين من الموافقة تم حفر البئر من قبل بلدية قامشلو وذلك من أجل سقاية الأشجار”.
مطالب برسم البلدية
وطالب عمر بتوظيف الحارس الحالي المعني بعناية بالأشجار وتثبيته بشكل رسمي وتخصيص مبلغ مالي له من قبل البلدية، كما أن هناك مطالب بتزويد تلك المنطقة بمقاعد خشبية وحماية الأشجار من العبث، وتقديم سلال وحاويات قمامة للحفاظ على النظافة ووضع ألعاب خاصة للأطفال هناك.
وختم المواطن “مسعود عمر” حديثه بشكر بلدية الشعب في قامشلو تعاونهم على حفر بئر الماء، كما شكر كل من ساهم في زراعة الأشجار ليزيد من جمالية المنطقة.
وفي السياق ذاته التقينا مع الإدارية في شعبة الحدائق في بلدية قامشلو “دنيا أحمد محمد”، حيث أوضحت لنا استجابتهم للانتقادات المستمرة للبلدية حول هذا الموضوع، وتلبيةً لمطالب الشعب قاموا بحفر البئر على نفقة البلدية، وأيضاً كهيئة البيئة قاموا بزراعة الأشجار في “تلة الهلالية”، كما تم وضع خطة صباحية من أجل السقاية بواسطة الصهاريج التابعة للبلدية إلى أن يتم وضع البئر في الخدمة.
البلدية تستجيب لمطالب الشعب
وأشارت دنيا بأنه تم حفر البئر بعمق (63) متر إلى أن يتم وضع غطاس فيها وتأمين توصيل الكهرباء إلى البئر، لذلك إلى الآن وبشكل مستمر تذهب الصهاريج في كل صباح من أجل سقاية الأشجار، وأشارت بالقول: “كما أن بعض المنظمات حملت على عاتقها وضع كراسي في تلة الهلالية، وفي حال لم تقم بذلك فالبلدية ستقوم بذلك، كمان أنه من ضمن مخططنا بهذا الصدد تفعيل مشروع “الري بالتنقيط”، وذلك من أجل توفير الماء للأشجار، وبناءً على مطالب الأهالي بتثبيت الحارس الحالي في وظيفة حراسة هذه المنطقة قررنا منحه هذه الوظيفة”.
وختمت الإدارية في شعبة الحدائق في بلدية قامشلو “دنيا أحمد محمد” حديثها بتوجيه الشكر إلى أبناء الهلالية والقائمين على حفر البئر والمساهمين في زراعة الأشجار.
وتهدف هذه الحملة إلى جعل هذه التلة متنفساً بيئياً لسكان مدينة قامشلو لتزيد من جمالية المكان، ويسمح بالنزهات القصيرة، وإمضاء الوقت الممتع، للراحة والترويح عن النفس، في أحضان الطبيعة، إذ كان السكان يضطرون، لا سيما في فصل الربيع، للذهاب إلى منطقة عين ديوار وغيرها من المناطق البعيدة نوعاً ما ذات الطبيعة الخلابة، مما كان يشكل ثقلاً على كاهل الأسر الفقيرة، كما أن حظر التنقل بين المدن هذه السنة بسبب الخوف من فيروس كورونا الجديد، حرم الأهالي من الرحلات والنزهات الربيعية المعتادة.