No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير / شيار كرزيلي –
روناهي/ الشهباء-بروح المقاومة التي اكتسبها منذ صغره، يُقاوم العم مصطفى كل الظروف ويتحدى المحتل التركي بعزيمته القوية، وإصراره الذي لا يعرف الكلل أو الملل بالعودة القريبة إلى أرض عفرين المباركة.
الخياطة أو صناعة الألبسة مهنة قديمة جداً يرجع تاريخها إلى العصور الحجرية، وكان باقياً مع استمرار التطور البشري، فبعد اختراع الإنسان الإبرة والمقص والقماش تطورت هذه المهنة أكثر، وأصبح الخياط ذو قيمة وقدرٍ كبير في المجتمعات.
لم يستسلم لِقدره
وفي عفرين اشتهر العديد من الخياطين، وكما كانت هنالك محلات كثيرة لتفصيل الملابس لأهالي المقاطعة، ومنهم من كان يذهب للعمل في ورشات في حلب، ومن الخياطين المعروفين قديماً في عفرين حكمت محمد، ومحمد بهجت وغيرهم الكثيرين الذين يقومون بتفصيل الألبسة. أما عن انتشار الورشات فكانت في بداية التسعينات من القرن الماضي، حيث تم فتح العديد من ورشات الخياطة، ومن المعلوم إن أكثر مهنة تنتشر بين شباب عفرين هي الخياطة.
وفي خِضم هذا الحديث كان لنا لقاء مع مصطفى حسين عبدالله، وهو من قرية داركري من مواليد 1977م، والذي حدثنا عن حياته والمقاومة التي يُبديها في سبيل العيش الكريم، حيث قال: “كنت أدرس في قريتي، وفي صغري حدث لي حادث سير، حيث قامت جرارة زراعية بدهسي وكنت حينها بحدود الثامنة من عمري، ونتيجة الحادث فقدت ساقي وكانت تلك الحادث بمثابة صدمة كبيرة لي، لكنني لم أستسلم لقدري وتابعت دراستي حتى الصف التاسع، وثم تركت الدراسة وذهبت لتعلم مهنة الخياطة التي أحبها كثيراً”.
وأضاف مصطفى بأنه قد قام بتعليمه هذ المهنة أحد الخياطين المعروفين في عفرين آنذاك، وكان أسمه عبدو سلو الذي كان ماهراً في مهنته، وهو الذي شجع مصطفى على تعلم الخياطة بشكلٍ أسهلٍ وأسرع، وتابع مصطفى بالقول: “بعد أن تعلمت بقيت أعمل مع معلمي عبدو لما يُقارب السنتين، وبعدها ذهبت إلى حلب وعملت في ورشات وبقيت هنالك عدة سنوات، ثم عدتُ إلى عفرين وقمتُ بفتح ورشة خاصة بي، وبقيت مستمراً في مهنتي حتى في الأزمة السورية، ولكن بعد الأزمة والحرب في سوريا بقيت بدون عمل بسبب تردي الأوضاع، إلى حين افتتاح المشاريع في المقاطعة ومنها ورشات الخياطة، حيث قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بدعم المشاريع الإنمائية”.
وأشار مصطفى بأنه قبل الاحتلال التركي لعفرين، كانت عفرين تعج بورشات الخياطة، وتنتج الألبسة بشكلٍ كبير، وكان هنالك العديد من شركات الإنتاج، والعديد من المعامل التي تنتج الألبسة بشتى أنواعها القطنية والقماش والجينز، مؤكداً بأن عفرين كانت تزدهر يوماً بعد أخر.
صامدون رغم المعاناة
وذكر بأن الحال قد استمر في عفرين على ما هو عليه، حتى قيام جيش الاحتلال التركي بشن هجومه الهمجي على عفرين “تم تهجيرنا قسراً من عفرين، وبعدها تم سرقة معظم الورشات من قِبل مرتزقة جيش الاحتلال التركي، وتهجيرنا إلى مقاطعة الشهباء، وقد قام مجلس بلدة تل رفعت بدعم المشاريع الصغرى التي تبناها الأهالي أصحاب الإمكانات، حيث قام بعض الأهالي بفتح عدة ورشات في تل رفعت، وكنت أنا من بين الذين عَمِلوا في إحدى هذه الورشات التي تم فتحها”.
وعلى صعيد العمل في الشهباء قال مصطفى بأن العمل والقصات كانت تأتيهم من حلب، وكانت أجرة عمله الأسبوعي تصل إلى ما يقارب 15ألف ليرة سورية، بسبب قلة العمل والإمكانات، ولكنه استمر بالعمل رغم قلة الأجر لأنه المعيل لعائلته.
ونوه مصطفى بأنه تم توقف الورشة عن العمل، بسبب توقف الطلب والشراء في الأسوق، فبقي دون عمل، حيث اختتم مصطفى بالقول: “بالرغم من أنني بحاجة ماسة إلى العمل، وتمنيت كثيراً لو إنني كنت أمتلك ماكينة خياطة لأُعيل أسرتي ولأساعد جميع المهجرين، ولكننا لن نيأس وسنبقى بالقرب من عفرين نقاوم كل الظروف التي نواجهها لحين طرد المحتل التركي من أرضنا، والعودة لأحضان عفرين بكل فخر”.
بالرغم من كل الجهود التي تقدمها الإدارة الذاتية ومجلس مقاطعة الشهباء لمهجري عفريين، تبقى الكثير من العوائل يعانون من قلة العمل والبطالة بسبب الاحتلال التركي لعفرين وتهجيرهم قسراً، ولكنهم صامدين ويعملون بكل طاقتهم للعودة لأرضهم وطرد المحتل التركي ومرتزقته منها.
No Result
View All Result