الشهباء/ فريدة عمرـ أكدت الإدارية في منظمة ستيرك لمتابعة وحماية حقوق الطفل، في مقاطعة عفرين والشهباء “بديعة مسلم”، بأن هجمات الاحتلال التركي تشكل خطراً كبيراً على مستقبل الأطفال، ودعت المجتمع الدولي عدم الصمت والقيام بواجبه.
استمرار لضرب المشروع الديمقراطي ومكتسبات المنطقة، وإبادة شعبها، بتاريخ 23 من الشهر الجاري، شن الاحتلال التركي مجددا هجمات وحشية، على مقاطعة عقرين والشهباء والفرات والجزيرة، مسبباً عشرات الإصابات والشهداء من المدنيين، فيما استُهدفت المراكز الحيوية ومنشآت النفط ومحطات توليد الكهرباء والأفران والنقاط الطبية، وجميع المراكز التي تخدم شعوب المنطقة.
وكشفت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، في بيان أصدرته بتاريخ 26 تشرين الأول المنصرم حصيلة العدوان التركي، على مدار أربعة أيام، أي منذ لحظة الهجمات ولحين إصدار البيان، على عموم مناطق مقاطعة الجزيرة والفرات ومنبج وعفرين والشهباء، والتي كانت كالتالي: الاستهداف بـ 188هجمة بالطائرات المسيرة، 20 استهدافا بالطائرات الحربية، و893 قذيفة هاون، وإجمالي عدد الهجمات 1031، فيما كانت حصيلة الجرحى والشهداء، 17 شهيدا، و65 جريحا بينهم نساء وأطفال.
إبادة حق الطفل والطفولة
ودون أدنى شك، للأطفال في كل مرة نصيب من هذه الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي مراراً وتكراراً على المنطقة، ولا يزال يدفع ثمنه الأطفال سواء بتعرضهم للاستشهاد أو اليتم جراء استشهاد أحد الوالدين، عدا عن التأثيرات النفسية، التي يعيشها الأطفال، في ظل انعدام الأمن والأمان، التي باتت حلما لكل شعوب المنطقة بسبب ممارسات الاحتلال التركي، وسط صمت وتغافل الجهات المعنية.
وفي هذا السياق، أشارت لصحيفتنا “روناهي”، الإدارية في منظمة ستيرك لحماية ومتابعة لحقوق الطفل، في مقاطعة عفرين والشهباء، بديعة مسلم، أن الهجمات التركية على المنطقة، هي إبادة لحقوق الطفولة: “إلى جانب التأثيرات، التي تشكلها الهجمات التركية على المنطقة، هنالك دون شك، تأثير أكبر على واقع الأطفال، لانعدام حقهم في العيش بسلام، فأطفال عفرين تحديدا يعيشون في ظل ظروف صعبة ومعاناة التهجير، ولن يقف الأمر إلى هذا الحد، بل واستمر به إلى استهدافهم على الرغم من التهجير، وهذه إبادة حق الطفل والطفولة”.
الأطفال بين واقع خطير ومستقبل مجهول
ونوهت بديعة، بأنه وبفعل الهجمات التركية على المنطقة، فإن الأطفال يعيشون في خطر مستمر وبين مستقبل مجهول: “حقيقة إن وضع الأطفال ينذر بمخاطر، نتيجة ما تمر به عموم المنطقة، بفعل سياسات الاحتلال التركي وهجماته المستمرة، فالطفل بحاجة إلى رعاية واهتمام، وأن يكبر في بيئة سليمة، إلا أن الاحتلال التركي يحرم الأطفال ذلك، فخلال الهجمات الأخيرة أيضا، استشهد وجرح أطفال، وغيرهم الآلاف من الأطفال الذين يتعرضون للخطر في كل ثانية”.
وسلطت بديعة الضوء، على جهود الجهات المعنية في شمال وشرق سوريا المعنيين بشؤون الأطفال: “انطلاقاً منا كمنظمة ستيرك المعنية لحماية حقوق الطفل، ووصولا إلى كافة المنظمات والجهات المعنية بذلك في عموم إقليم شمال وشرق سوريا، هنالك جهود حثيثة ومستمرة، للنهوض بواقع الأطفال وتحسينها، وتقديم الإمكانات لهم، من أجل حمايتهم وبناء جيل واع يمكنه التأقلم مع البيئة المحيطة، والسعي لإنشاء جيل قادر أن يكون فاعلا ضمن المجتمع، على الرغم من كل الظروف التي تمر بها مناطقنا”.
على المجتمع الدولي إلزام تركيا باتفاقية حقوق الطفل
وأوضحت بديعة، بأن بلدة تل رفعت تحديدا شهدت العديد من المجازر بحق الأطفال التي ارتكبها الاحتلال التركي سابقا: “في الأعوام المنصرمة أيضا، شهدت بلدة تل رفعت على وجه الخصوص، مجازر بحق الأطفال، ونحن على مقربة من ذكراها، وفي كل مرة يكون للأطفال النصيب الأكبر في القتل والتهجير، فلا زالت ذكرى تلك المجزرة تجول في مخيلة الأهالي، والذين يشهدون في كل عام على مجزرة جديدة، بفعل وحشية الاحتلال التركي”.
ودعت الإدارية في منظمة ستيرك، لحماية ومتابعة حقوق الطفل، في مقاطعة عفرين والشهباء، بديعة مسلم، المجتمع الدولي إلزام تركيا باتفاقية حماية الطفل، ووضع حد لجرائمها: “إن الصمت عن المجزرة الأولى فتح المجال للثانية والثالثة، ولا تزال تركيا ماضية في جرائمها، بحق الأطفال والنساء والطبيعة، ولا تزال ترتكب كل ذلك، لأن الجهات المعنية ملتزمة الصمت، وهذا إن دل على شيء يدل على الشراكة في الجرائم ضد الإنسانية، ومسؤولون بالدرجة الأولى، لذلك على المجتمع التركي وضع حد لجرائم الاحتلال التركي، وإلزامها باتفاقية حقوق الطفل، لأن مستقبل الأطفال ينذر بمخاطر حقيقية في حال الاستمرار بالتزام الصمت”.