عندما احتلت تركيا ومرتزقتها مدينتي سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) سيطروا على الطريق الدولي الذي يربط مدن إقليم الجزيرة ببقية المناطق السورية؛ ما أدى إلى إغلاقه بشكل تام، وخلق إغلاق هذا الطريق الحيوي مصاعب كبيرة في ربط إقليم الجزيرة ببقية المدن السورية الداخلية. وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الإغلاق وسيطرة المجموعات المرتزقة والجيش التركي المحتل، توصلت كل من روسيا وتركيا بموافقة قوات سوريا الديمقراطية، على فتح الطريق عبر اتفاق وقع بين هذه الأطراف. ولكن؛ على ما يبدو أن تركيا والمجموعات المرتزقة الموالية لها لم تلتزم ببنود الاتفاق، ما خلق نوعاً من عدم الارتياح لدى مستخدمي الطريق.
مرتزقة الاحتلال التركي لم تلتزم ببنود الاتفاق
وحول ذلك؛ تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد خلال مؤتمر صحفي؛ قائلاً: “المجموعات المرتزقة الموالية لدولة الاحتلال التركي لم تلتزم بأهم بنود الاتفاق، ومن شروطه الابتعاد عن الطريق الدولي لمسافة أكثر من خمسة كليو متر، ليشعر مستخدم الطريق بالأمان والراحة في الذهاب والإياب. ولكن؛ هذه المجموعات التي تديرها تركيا وتمتثل لقراراتها لم تلتزم بمسافة الأمان وهي لا زالت بالقرب من الطريق الدولي، ولهذا هناك خطر على المارة وعلى حياتهم”.
وتابع جيا كرد بقوله: “على تركيا ومرتزقتها الالتزام ببنود الاتفاق بشكل كامل، والروس الذين لعبوا دور الضامن والمراقب للاتفاق عليهم القيام بدورهم، والضغط على هؤلاء للرجوع على خط ما بعد الخمسة كيلو مترات؛ لأن هناك خطر جدي على حياة المارة بوجود هذه المجموعات المرتزقة بمحاذاة الطريق الدولي، واستبعادهم مسؤولية الروس الذين يضعون مراقبة الطريق الدولي على عاتقهم. وإن بقيت الأمور هكذا وبقيت تلك المجموعات في مواقعهم الحالية؛ لن يكون استخدام الطريق آمناً. لذلك؛ على الروس القيام بمسؤولياتهم الكاملة في تطبيق الاتفاق”.
سَتُفتتح مراكز لبيع المواد وستُباع بسعر التكلفة
وحول الإجراءات التي ستتخذها الإدارة الذاتية للحيلولة دون تأثير قانون قيصر بشكل مباشر على شمال وشرق سوريا قال جيا كرد: “من الأمور الهامة التي نحن بصددها أن المواد الأساسية كالوقود والخبز والكهرباء والماء ستحافظ على سعرها القديم ولن يطرأ أي تغيير عليها، وكلنا يعلم أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عفت المواطنين من فواتير الماء والكهرباء أثناء الحظر بسبب كورونا، وهناك مراكز لبيع المواد الغذائية الأساسية ستُفتح من قبل الإدارة الذاتية في مراكز المدن وهذه المواد ستباع بسعر مخفّض وبسعر التكلفة لهذه المواد”.
وأردف بدران جيا كرد قائلاً: “نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نناقش الوضع الاقتصادي لمناطقها في الداخل ومع الدول المعنية كالولايات المتحدة الامريكية ودول التحالف؛ بغية عدم تأثر مناطق شمال وشرق سوريا بعقوبات قيصر أو الحد قدر الإمكان منها. وحول ذلك صرّح مستشار التحالف الدولي السفير وليام روباك بشأن عدم تأثر منطقة شمال وشرق سوريا بالعقوبات”، وأوضح أن هناك لقاءات مكثفة تجريها الإدارة الذاتية مع الجانب الأمريكي، إلا أنهم لم يحصلوا بعد على جواب كافٍ وآلية واضحة حول كيفية تنفيذ الوعود حول عدم تأثر الإدارة الذاتية بعقوبات قانون قيصر.
واختتم نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد حديثه قائلاً: “شدد الجانب الأمريكي على عدم تعرض منطقة شمال وشرقي سوريا لعقوبات “قيصر” التي ستطبق في الأيام القلية المقبلة، وإبقائها بعيدة عن التأثيرات التي قد تنجم عنه، كما يجب أن يكون هناك تدابير للتحالف الدولي تمنع تأثر مناطق شمال وشرق سوريا بالعقوبات الأمريكية التي ستفرض على دمشق، وأنه في حال غياب التدابير؛ فإن مشاكل جمة ستواجه المنطقة لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب”.