No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ سلافا أحمد –
روناهي/ كوباني- أكد الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني أحمد شيخو في الذكرى الرابعة لليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني بأن مساندة مقاومة كوباني تعني دعم ومساندة النضال الديمقراطي والحرية لشعوب الشرق الأوسط.
كان يوم الأول من تشرين الثاني من عام 2014م، يوماً تاريخياً، حيث تضامنت فيه جميع الشعوب الحرة لمساندة مدينة المقاومة “كوباني”. خرج الملايين من المتظاهرين من مختلف الدول بكافة انتماءاتهم وشعوبهم وأديانهم، رافعين لافتات دونّت عليها شعارات تندد بالهجمات الهمجية على مدنية السلام كوباني، ويذكر بأنها مدينة صغيرة الحجم ولكنها ذات صدىً كبير في العالم بمقاومتها وإرادتها القوية أمام أخطر مرتزقة في الشرق الأوسط “داعش”، فكانت مقاومتها سبباً لجذب الأنظار على نضال ومقاومة الشعب الكردي، ونواة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية لتحرر مناطق الشمال والشرق السوري، للقضاء على المرتزقة.
أهمية موقعها الجغرافي
مدينة كوباني أحد المدن الصغيرة في سوريا والتي تقع بين عفرين والجزيرة، وهي ثاني أكبر منطقة في روج آفا، وبالنسبة لموقعها حسب الجغرافية السورية فهي تقع في الريف الشرقي لمدينة حلب وتبعد عن مركز مدينة حلب حوالي 150 كم، واقعة على الحدود السورية التركية، وتعتبر عقدة طريق مهمة في المنطقة، حيث يمرُّ بها كل من طرق تل أبيض، منبج، صرين وسط المدينة، والتي أصبحت رمز المقاومة والنصر للعالم أجمع، بمقاومة وحدات حماية المرأة والشعب أمام همجية مرتزقة “داعش”، التي تشكل خطراً كبيراً على العالم أجمع.
ومع انطلاق شرارة ربيع الشعوب في الشرق الأوسط من تونس ومصر وليبيا وبعدها الوصول إلى سوريا في عام 2011م، وبدء شرارتها من مدينة درعا وبعدها الوصول إلى كافة المدن السورية، ومن بينها المدنية الصغيرة كوباني، الذي كان الجميع يظن إن مصيرها سيكون مثل مصير كافة المدن السورية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة التي كانت تطلق على نفسها “الجيش الحر” المدعومة من بعض الدول العربية وتركيا، ولكن أهالي مدنية كوباني لم يقبلوا بأن يكون مصيرهم بيد أحد، بل اختاروا مصيرهم بأنفسهم.
اتخذوا مشروع الأمة الديمقراطية نهجاً
في التاسع عشر من تموز عام 2012م، انطلقت ثورة روج آفا من هذه المدينة المقاومة لتصل بعدها إلى إقليم الجزيرة وعفرين، اتخذ أهالي كوباني سياسة خاصة بهم مستندين في ذلك النهج الديمقراطي في الثورة السورية التي لا تأيد النظام السوري ولا المعارضة، بل اتخذوا من مشروع الأمة الديمقراطية أساساً لهم، على خطى فكر وفلسفة القائد الأممي عبدالله أوجلان.
وفي 15 أيلول عام 2014م، هاجمت مرتزقة داعش بدعم من دولة الاحتلال التركي مدينة كوباني وقراها، بكافة معداتها وأسلحتها الثقيلة، وكانوا يظنون إنه سيكون مصير مدينة كوباني مثل كافة المناطق الأخرى التي سيطرت عليها مرتزقة داعش في العراق وسوريا، ولكن صُدِموا بمقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة، اللذين اتخذوا قرار الصمود والبقاء حتى الرمق الأخير، وعدم الاستسلام لمرتزقة داعش وتسليم مدينتهم.
صمدوا ولم يقبلوا بالهزيمة
حيث أصدرت الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني قرار خروج المدنيين من المدينة والقرى لسلامة الأهالي، وبعدها خرج العديد من النساء والأطفال من المدينة والقرى المجاورة، مع بقاء من يستطيع القتال من الأهالي مع وحدات حماية المرأة والشعب يقاومون المرتزقة بمعداتهم وأسلحتهم البسيطة ولم يقبلوا الهزيمة.
ومن خلال مقاومة كوباني التي كان لها صدىً في العالم أجمع، تمكن العالم من معرفة ثورة روج آفا التي تناضل على أساس مشروع الأمة الديمقراطية والمساواة والعدالة بين الرجل والمرأة، وعلى فكر وأيديولوجية القائد عبدالله أوجلان.
حيث أصحبت منطلقاً لدحر مرتزقة داعش من مناطق شمال وشرق سوريا، وتحرر الأهالي من الظلام الذي حُكِم عليهم من قبل المرتزقة، ونواة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية التي تضم كافة الشعوب السورية، وعلى يدهم تحررت معظم مناطق الشمال والشرق السوري.
مقاومة إنسانية ضد الظلم والاستبداد
وبهذا الخصوص كانت لصحيفتنا لقاء مع الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني أحمد شيخو حول مقاومة مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في كوباني، والذي حدثنا قائلاً: “نحيّ الذكرى الرابعة لليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني بروح مقاومة العصر في عفرين”. وأضاف بأن مقاومة كوباني التي أبدتها وحدات حماية الشعب والمرأة أمام مرتزقة داعش تمكنت من إيقاظ الإنسانية من جديد في العالم، مؤكداً بأن مقاومة كوباني كانت مقاومة الإنسانية ضد الظلم والاستبداد.
وتابع شيخو بأن الهدف من مخططات الدولة التركية بالهجوم بالتنسيق مع مرتزقته “داعش”، على مدنية كوباني والسيطرة عليها هو ضرب العمود الفقري لثورة روج آفا، والفصل بين مقاطعتي الجزيرة وعفرين، ولتتمكن بحرية دعم المرتزقة من البوابة الحدودية التي تفصل كوباني وباكور كردستان.
وأشار أحمد بأنه مع هجوم مرتزقة داعش على كوباني والسيطرة على العديد من القرى ومعظم المدينة، كانت الدولة التركية تلقي تصريحات بأن كوباني قد سقطت، ولكن مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة قلبت حلم أردوغان الذي كان يسعى للسيطرة على كوباني عن طريق مرتزقته وتنفيذ مخططاته القذرة التي تسعى إلى إنهاء الكرد من الوجود وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية، إلى كابوس أخفق مخططاتهم.
مساندة الشعوب لمدينة السلام
وأضاف شيخو في سياق حديثه بالقول: “النصر الذي تحقق في كوباني كان وراءه إرادة وقوة مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة من جهة، ودعم ومساندة الشعوب الحرة في جميع أرجاء العالم من جهة أخرى”.
ونوه بأن خروج الملايين من المتظاهرين من جميع أنحاء العالم لمساندة مقاومة كوباني لعب دوراً مهماً في جذب الانتباه إلى ثورة روج آفا باعتبارها ثورة الحرية والديمقراطية، ودورها الاستراتيجي للقضاء على أعداء الإنسانية ” داعش”.
وأشار أحمد بأنه مهما تحدث لن يوفي الأبطال الذين قاتلوا حينها حقهم، مشدداَ بأنه ليس باستطاعته وصف الملاحم البطولية والمقاومة التي أبداها وحدات حماية الشعب والمرأة في كوباني.
واختتم حديثه بأنه لا يمكن اعتبار يوم الأول من تشرين الثاني يوم مساندة مقاومة كوباني أو الشعب الكردي فقط بل هو مساندة جميع الشعوب المضطهدة وشعوب الشرق الأوسط، لأن مساندة مقاومة كوباني تعني دعم ومساندة النضال الديمقراطي والحرية لشعوب الشرق الأوسط.
No Result
View All Result