روناهي/ الطبقة -أكدت المتخرجات من دورة الشهيدة “جيندا جودي” أنه على المرأة زيادة وعيها الفكري للحد من ظاهرة العنف الممارس ضدها، ووجوب زيادة الفعاليات والأنشطة والقيام بحملات توعوية لإبراز حجم وخطورة العنف الممارس ضد المرأة.
في 25 تشرين الثاني من العام 1960، تم قتل الأخوات ميرابال الثلاثة (باتريا، مينيرفا، ماريا تيريزا) الناشطات والسياسيات النسويات في جمهورية الدومينيكيات وفي عام 1999، صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديد 25 تشرين الثاني من كل عام يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة.
الحياة والمعرفة…. بناء مجتمع ديمقراطي
مع بدء الإعلان عن برنامج منصة المرأة في شمال وشرق سوريا حول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بتاريخ العاشر من تشرين الثاني الجاري، تحت شعار “بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية احمي نفسكِ” قام تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الطبقة بتخريج دورة الشهيد “جيندا جودي” والتي نظمها تجمع نساء زنوبيا وضمت 20 متدربة من مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، ومن أكاديمية الشهيدة “أردا هارون” الواقعة في الحي الأول بمدينة الطبقة.
انطلقت الدورة في 14 تشرين الأول المنصرم، وانضمت للدورة 20 متدربة من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وبدأت فعالية تخرج المتدربات، بالوقوف دقيقة صمت إكراماً لأرواح الشهداء، ومن بعدها كلمة ترحيبية ألقتها “وفاء المحمد” وهي إحدى الخاضعات للدورة وجاء فيها: “في هذا اليوم العظيم نبدأ بالخطوة الأولى نحو الحياة والمعرفة ونحو بناء مجتمع ديمقراطي حر بفكر وإرادة حرة وبطليعة قيادة المرأة الحرة وبفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.
كما وعاهدت على المثابرة حتى الوصول للحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان فحرية المرأة مرتبطة بتحطيم قضبان سجن إمرالي. ومن ثم تم تقديم عرض بعنوان “المرأة، الحياة، الحرية” وتم إلقاء رسائل من المتدربات لإنهاء العنف ضد المرأة، ووقف جميع أشكال العنف الجسدي والنفسي، والحض على المساواة بينها وبين الرجل وزيادة وعيها لمجابهة الأخطار التي تتعرض لها، وتخلل الفعالية إلقاء شعر من “وعد الحمادة” إحدى الخاضعات للدورة، وانتهت الفعالية بترديد شعارات “عاشت المرأة الحرة”، “المرأة، الحياة، الحرية”.
“بزيادة الوعي الفكري نوقف العنف ضد المرأة”
وعلى هامش الفعالية التقينا بعدد من المنضمات للدورة، حيث قالت “نجوى العلي” متدربة في دورة الشهيدة جيندا جودي: “من الواجب علينا حماية المرأة وتحريرها من القيود، والعنف الذي يلاحقها في المجتمعات السلطوية، وتعزيز الوعي بمشكلة العنف ضد المرأة والتي تعد من أخطر انتهاكات حقوق المرأة”.
وعن أهمية الدورات الفكرية أشارت نجوى: عند التعمق بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي أنصف المرأة وأعطاها حقها ومكانتها الطبيعية بين المجتمع، لذا من الواجب من النساء بشكل عام أن ينظمن أنفسهن للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، وتنظيم الفعاليات والأنشطة والقيام بحملات توعوية وثقافية لإبراز حجم وخطورة العنف ضد المرأة، ومحاسبة هذه الانتهاكات التي يتعرضن لها بين الحين والآخر، وتعزيز ثقافة السلام والمساواة والتعايش بين الجنسين”.
ومن جانبها نوهت نارين سلو: “إن العنف ضد المرأة هو نتيجة التصورات الخاطئة حول دورها ومكانتها وقيمتها في المجتمع، والتي تعتمد على النظرة الاستبدادية من الأنظمة الحاكمة والمجتمعات الذكورية، والتي تسعى دائماً لحرمان المرأة من حقوقها وحريتها وكرامتها وإرادتها وهويتها”.
وزادت: “يجب العمل على تغيير الذات والوعي والسلوك والممارسة والتصورات الصحيحة حول دور المرأة ومكانتها الطبيعية في المجتمع والاعتماد على النظرة الديمقراطية والتحررية والتشاركية والمساواة بين المرأة والرجل لتغيير هذه الثقافات التي زرعتها الأنظمة الرأسمالية المستبدة، ولن يحصل هذا التغيير إذا لم نقم بتكثيف الفعاليات والأنشطة والخضوع لدورات أيديولوجية تعزز من ثقافتنا وتقوينا في المجتمع عامة”.
هذا ويذكر أن الشهيدة “جيندا جودي” استشهدت في هجوم شنه جيش الاحتلال التركي بمسيرة على الطريق الواصل بين عامودا – قامشلو في الثالث من تشرين الأول من العام 2024 وهي قيادية في وحدات حماية المرأة ووري ثراها في مزار الشهيد خبات بديرك.