تقرير/ آزاد كردي-
روناهي/ منبج- قرار توحيد اللباس المدرسي لمرحلة التعليم الأولى ثم الثانية كان مقترحاً من القاعدة الشعبية وهم أولياء الطلبة بمنبج، وتم تبنّيه فيما بعد من قِبل هيئة التربية والتعليم ليصبح قراراً وتجمعت الآراء حول إيجابية هذه الخطوة.
كانت لجان التربية والتعليم بمناطق شمال وشرق سوريا التابعة لهيئة التربية والتعليم، قد عقدت اجتماعاً مؤخراً، ودار النقاش حول أبرز المستجدات في العملية التعليمية وسبل دعم هذا القطاع الحيوي الهام، كما وتم النقاش حول أبرز القرارات التي من شأنها الرقي بالتعليم وتطويره، ومنها؛ قرار توحيد اللباس المدرسي في كافة مناطق شمال وشرق سوريا لمعرفة المزيد والوقوف على هذا القرار ومضمونه والآثار المترتبة عليه، أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءً مع النائب في لجنة التربية والتعليم؛ صالح حاج محمد، فضلاً عن إعداد استطلاع للرأي بهذا الخصوص مع بعض المواطنين.
تعاون مثالي بين لجنة التربية والأهالي
بدايةً، حول الآلية لاتخاذ هكذا قرار، حدثنا النائب في لجنة التربية والتعليم؛ صالح حاج محمد قائلاً: “نعم، كان هناك في واقع الأمر اجتماعاً منذ بضعة أيام، عُقد في عين عيسى، وشمل لجان التربية والتعليم بمناطق شمال وشرقي سوريا؛ التابعة لهيئة التربية والتعليم. وتم خلال هذا الاجتماع النقاش في عدة قضايا تنظيمية على مستوى العمل، بهدف تطوير العملية التعلمية والارتقاء بالمستوى التعليمي إلى مكانة مميزة، وكان على رأس جدول هذه القضايا؛ توحيد اللباس المدرسي. القرار الجديد، تضمن توحيد اللباس المدرسي في المرحلة الأولى على أن يتم توحيد اللباس المدرسي المتعلق بالمرحلة الثانية في فترة لاحقة”.
وأشار أيضاً بأن اللافت في هذا المضمار هو أن القرار الصادر من هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمصدق من المجلس التنفيذي بخصوص توحيد اللباس المدرسي، جاء تلبيةً لأحد المطالب والاقتراحات التي تبنتها لجنة التربية والتعليم بمدينة منبج وريفها على أثر اجتماع عقدته في العام الفائت مع أولياء الطلبة، وهو بالمناسبة، اجتماع دوري تقيّمه لجنة التربية والتعليم بمدينة منبج وريفها؛ لاطلاع الأهالي على طريقة سير العملية التعليمية والأداء الدراسي والوقوف على أبرز المستجدات من حيث الضعف أو القوة عند الطلبة، حيث اقترح بعض أولياء الطلبة أن يتم توحيد اللباس المدرسي، فبحسب رأيهم “إذ أن من شأن ذلك، فصل الفروقات الطبقية بين الطلبة أنفسهم”. وبالفعل، أخذت لجنة التربية والتعليم بمدينة منبج وريفها هذا القرار ودرست حيثيات هذا الأمر، ومن ثم عرضته من خلال دراسة وافية إلى المجلس التنفيذي بمدينة منبج وريفها الذي أطلع على فحوى هذا الاقتراح، ومن ثم تم رفعه مقترحاً من لجنة التربية والتعليم بمدينة منبج وريفها إلى هيئة التربية والتعليم لإدارة شمال وشرق سوريا الذي أقرته بدورها لكل المناطق في شمال وشرق سوريا، مع احتفاظ كل منطقة بحق اختيار اللون والتصميم المناسبين.
وذكر أيضاً بأن المجلس التنفيذي بمدينة منبج وريفها عقد بعد ذلك اجتماعاً ثنائياً ضم لجنة التربية والتعليم المعنية بالقرار فضلاً عن لجنة المرأة التي حضرته بصفتها الجهة الراعية التي سوف تقوم بتنفيذ قرار توحيد اللباس المدرسي؛ كونها تمتلك ورشات ومشاغل خياطة خاصة بها، ما يعني أنها قادرة على تصنيعه داخل هذه الورشات، حيث تم اختيار اللون والتصميم المناسبين بإجماع الحاضرين.
الهدف النموذجي؛ تحقيق العدالة بين الطلبة
النائب في لجنة التربية والتعليم؛ صالح حاج محمد، في حديثه عن الدافع لإصدار هكذا قرار، أشار إلى أنه ضرورة من ضرورات التعليم قائلاً: “هناك دائماً في أي مؤسسة أطراً عامة ترسخ القواعد العامة لتحريك أعضاء هذه المؤسسة في جانب تنظيمي بالغ الأهمية الذي يخلو أيضاً من إزالة كافة الفروقات الطبقية بين الطلبة، إضافةً إلى محو ظاهرة التنمر حيال هذا الموضوع بين بعضهم البعض، وهو ما يساعد على اندماجهم مع مجتمعهم المدرسي بشكل سريع دون أي عقبات قد تصدر عن هكذا قرار. كما أن آلية إصداره لا تخلو أيضاً من الممارسة الديمقراطية التي تنتهجها لجنة التربية والتعليم، حيث كان القرار صادراً من القاعدة الشعبية وهم أولياء الطلبة، وتم تبنيه فيما بعد من قبل هيئة التربية والتعليم، مما يعني مشاركة الشعب في صنع القرار وتطبيق مبدأ اللامركزية بالطبع”.
واختتم صالح حاج محمد القول: “لقد مثّل قرار توحيد اللباس المدرسي خطوة رائدة في نقل التعليم إلى حيز المستويات المتقدمة والحضارية بمدينة منبج وريفها؛ والبعيدة عن الشطط ، الأمر الذي سوف يسهم في دعم الشعب في تطوير العملية التعليمية التي تخدم المجتمع بطبيعة الحال”.
اللباس المدرسي تحت عين المجهر