No Result
View All Result
المشاهدات 0
لم تعش المرأة حياة حرة بهويتها هي إلا في العصر النيوليتي هذا العصر الذي تميز بكوميناليته كصبغة أضفت لون الحرية على حياة أفراد الكلان، حيث عاش كل فرد بهويته وساند بعضهم البعض في السراء والضراء ولعل السبب عائد في ذلك إلى إدارة أولئك الأفراد وتنظيمهم لأنفسهم، حيث تنظيم العيش وحماية الكلانات وتأمين المأكل والمشرب سوياً، ولدى البحث عمن كان يدير تلك الكلانات في ذلك الوقت اكتشفنا بأن المرأة هي التي كانت تديرها؛ فكان لها دور الآلهة الأم والمقدسة كونها رعت رعيتها وأمنت لهم ما يلزم ونظمت الكلانات وأفرادها ووزعت العمل فيما بينهم بحيث يعرف كل فرد دوره، وواجبه وحقوقه في منطقته.
استمر هذا العيش الرغيد لدى جميع أفراد الكلانات وفي مقدمتها المرأة مدة عقود حتى ظهرت الذهنية السلطوية ومن ثم الحداثة الرأسمالية التي عملت على إضفاء اللون الذكوري على الحياة والعيش، فبات النظام الكومينالي يتصارع ويقاوم في ظل انتشار نظام السلطة الرجولية وباتت المرأة في أدنى المستويات وتجردت من هويتها وشنت هجمات حادة عليها رامية إلى إبادتها من الوجود، فحدد دورها في المجتمع وبات مقتصراً على العمل المنزلي، فتحولت إلى آلة للإنجاب وتربية الأطفال وتأمين مستلزمات الجنس الذكوري.
ورغم كل هذه الممارسات والضغوطات على المرأة، إلا أن أنها لم تستسلم وعرفت أنه لا بد من استرجاع كينونتها كما في السابق وأدركت أن تحقيق ذلك يكون بمعرفة الذات والعيش في مجتمع حر ديمقراطي لا يميز بين جنس أو آخر، فناضلت وخاضت ثورة الكرامة والحرية ودافعت عن وجودها وهويتها. وبناء قرية خاصة بالمرأة مشروع أولي لأولئك النسوة اللاتي توصلن إلى نتيجة مفادها أنه لا بد من تغيير واقع المرأة، هكذا اجتمعت المرأة ووضعت نصب عينيها مشروعها الجديد ألا وهو بناء قرية حرة خاصة بها، فكان لها ذلك وتم تشييد القرية باسم “جنوار” في الثامن من آذار عام 2017 وهذا العمل كان أولى خطواتها نحو استرجاع شخصيتها، وكان لاختيار اسم القرية جنوار “Jin war” لتصبح موطناً لها كاسمها “موطن المرأة”، بحيث تدير شؤونها بنفسها من مأكل ومشرب وحماية وصحة وكل ما يتعلق بحياتها.
حملت المؤسسات والمراكز الخاصة بالمرأة هذه المسؤولية واتسعت بآفاقها لتبني بكلتا يديها اللبنات وتبني المنازل هناك، ليس هذا فحسب، بل زرعت في بستان تلك القرية كل ما يلزمها من خضروات وفواكه تفيدها في الاحتفاظ بها كمؤونة شتوية.
السنة الماضية كانت سنة تخطيط وتنظيم وبناء للقرية ولأن بناءها سينتهي في المستقبل القريب سيكون هذا العام عام العيش فيها، حيث ستنعم المرأة بالعيش فيها حياة حرة تسودها الديمقراطية والمساواة. لذا؛ أبشركن أيتها النساء بأن حلمكن بات يتحقق بالعيش في هذه القرية، قرية المرأة الحرة.
No Result
View All Result