سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بأي ذنب قتلت الطفلة جوى استانبولي؟!

إعداد/ رشا علي –

لازال الاغتصاب، والاعتداء الجنسي، والقتل الطابع الطاغي على عالم الطفولة السورية مستمراً، فلا توجد عبارات تصف ما حصل بحق الطفلة جوى، وسط تساؤلات بأي ذنب قتلت الطفلة، التي لم يتخطَ عمرها أربع سنوات.
بعد أيام من اختفاء الطفلة جوى استانبولي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف، قرب منزلها الكائن في حي المهاجرين بحمص، تم العثور على جثتها الأحد المصادف لـ 14من شهر آب الجاري.
والدة الطفلة جوى تتعرف على جثتها
وأول من تعرف على جثتها هي أمها، وجوى عثر عليها في مكب نفايات تل النصر، وقدر زمن الوفاة منذ خمسة أيام نتيجة ضربة قوية على الرأس.
بدورها، وزارة الداخلية التابعة للحكومة السورية، أصدرت بياناً أوضحت فيه أنه تم العثور على جثة طفلة مرمية في مكب نفايات تل النصر في حمص، ومن خلال التحقيقات الأولية ونتيجة الكشف الطبي على جثة الفتاة تبين أن الجثة تعود للطفلة جوى استانبولي، التي فقدت منذ تاريخ 8/8/2022 وقد تعرفت والدتها عليها من خلال ملابسها، مضيفة أن سبب الوفاة النزف الحاد الناجم عن ضرب الرأس بآلة حادة.
وكانت حادثة الطفلة جوى، تحولت إلى قضية رأي عام، وسط عملية بحث استمرت ليلاً نهاراً من قبل الجهات المعنية، منذ لحظة اختفائها، حتى أن الأمن الجنائي استخدم الكلاب البوليسية للوصول إلى طرف خيط، يؤدي إلى العثور عليها، إلى أن تم العثور على جثتها.
وتفاعل الناشطون السوريون مع الطفلة جوى، وعبروا عن حزنهم الشديد لما جرى، وطالبوا إنزال أشد العقوبات بحق القاتل، لاسيما الإعدام.
وتداول الناشطون صور للطفلة، وأرفقوها بعبارات تواسي أهلها وتعزيهم، واعتبر آخرون أن الكلام انتهى، ولا يوجد عبارات تصف ما حصل، وكتب آخر: “بأي ذنب قتلت؟”.

ماذا جلبت الحرب للطفولة في سوريا؟!
حسب تقرير الأمم المتحدة الصادر بتاريخ 11 آذار 2022 ولد خمسة ملايين طفل في سوريا، منذ بداية الحرب السورية  2011 هؤلاء الأطفال، ولدوا في زمن الحرب؛ لذا لم يروا سواه، وجاء في التقرير ذاته، أن 553 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، والجوع الشديدين، وبأن واحداً من ثلاثة أطفال في سوريا، يعانون من الأمراض النفسية، كالقلق، والتوتر وغيرها، ناهيك عن فقدان 900 طفل حياتهم في عام 2021 (واحد من كل ثلاثة منهم بسبب الألغام)، بينما بلغ العدد الكلي لضحايا الأطفال خلال زمن الحرب حتى نهاية 2021 إلى 13 ألف طفل وطفلة، ولم تؤثر ظروف الحرب على الأطفال بعد الولادة فقط، بل كان لها تأثير آخر على حياتهم، حتى وإن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم، حيث بلغ عدد النساء الحوامل، اللاتي يعانين من ضعف جسدي شديد إلى 265 حالة.
 من جهة أخرى، وصفت المنظمة الألمانية “انقذوا الطفولة” Save The Children، في تقرير صدر في 15 آذار 2022، سوريا بأنها “بيئة خطيرة للغاية للأطفال” وقالت: “يحتاج 14.6 مليون سوري، منهم 6.5 مليون طفل إلى مساعدة إنسانية، واستناداً إلى إحصائية المنظمة، بلغ عدد المتسربين من المدارس 2.4 مليون طفل، إلى جانب ازدياد حالات زواج الفتيات، واستخدام الأطفال في العمل والحرب”.
وحسب الإحصائيات الرسمية لحكومة دمشق، فإن أكثر من عشرة آلاف مدرسة، أي 42% من المدارس السورية تضررت مبانيها، بينما النصف الآخر قد دمر نهائياً.
أما المركز الأمريكي لأبحاث “نومبيو”، فقد كشف، بأن سوريا تأتي في المرتبة التاسعة على مستوى العالم في عام 2021 من حيث الجرائم، بما في ذلك الجرائم المرتكبة بحق الأطفال.
الاعتداءات الجنسية على أطفال سوريا عام 2022
يعد الاعتداء والتحرش الجنسي على الأطفال، من أبشع الأعمال وحشية، ويعدّ انتهاكاً لمعايير حقوق الإنسان، وعلى الرغم من ذلك، تنتشر هذه الجريمة في جميع أنحاء العالم، وتتضمن الاغتصاب والاعتداء والتحرش، ووفقا للبحوث والإحصاءات العالمية؛ فإن 70 بالمائة من أطفال العالم، يتعرضون للاغتصاب، والاعتداء الجنسي بشكل مباشر في حياتهم، وفي كل عام يتعرض 200 ألف طفل لهذه الجريمة، وحسب اليونيسف فإن 83 بالمائة من ضحايا هذه الجريمة، يخفون ما تعرضوا إليه، ولا يتقدمون بشكوى.