No Result
View All Result
المشاهدات 1
نصر الدين عثمان –
في الآونة الأخيرة من الأزمة السورية التي تتفاقم يوماً بعد آخر، يبدو أن هناك معركة لمواجهة القوى الكبرى مع بعضها البعض في إدلب السورية، لوجود تناقضات حادة وقوية بينهم وحسب المصالح والأجندات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لكل دولة. إن تلك المجاميع والفصائل الإرهابية والعصابات المسلحة، وما تسمى بجبهة النصرة الإرهابية وجميع المجموعات الإرهابية الأخرى وأغلبها الموالية للحكومة التركية الأردوغانية، والتي تمددت على كامل الجغرافية السورية لم يكن وجودها صدفة، وبخاصة في السنوات الأخيرة من عمر الأزمة السورية. وبعد تجميعهم وتوطينهم في إدلب وعفرين بعد إبرام اتفاقات وصفقات عديدة سياسية واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية من قبل تركيا، وبمشاركة روسيا وإيران والنظام السوري، خلال هذه السنوات من الأزمة السورية؛ تم بيع المعارضة الموالية لتركيا للطرف الآخر، وتم تجميعهم بإدلب في نهاية الأمر لتصفيتهم فيها وبالطريقة التي تناسبهم وقد تكون بالأسلحة الكيمياوية أو غير ذلك بعد أن نفذوا كل مصالح وأجندات حكومة أردوغان كما أراد، والآن يشكل بقاؤهم خطراً على أمن تركيا ومعظم الدول، وأمسوا يخططون في كيفية التخلص منهم، حيث يتحرك أردوغان يميناً وشمالاً كي يقنع حلفاءه بالحفاظ على الإرث الحضاري له ولصنيعته داعش وجبهة النصرة وأخواتها باستخدامهم في المعارك والحروب التي كان يخطط لها، وتحقيق حلمه في إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية في المنطقة. ولكن؛ واجهت الدولة التركية المقاومة الفولاذية والإرادة الشعبية حتى تكسرت تلك الأحلام الأردوغانية، وواجهت وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية هذا المخطط التوسعي وأفشلوا حلم الإمبراطورية الطورانية العثمانية الأردوغانية الجديدة بعد أن تم صرف المليارات من الدولار من أموال الشعب التركي على تدريباتهم ودعمهم بأحدث الأسلحة الفتاكة في العالم، وتلك الأفكار المشبعة بالأيديولوجية الإسلامية المتطرفة كما هو الحال في الذهنية الداعشية وأخواتها جبهة النصرة، لقمع الشعوب في المنطقة واستخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية وحسب الأجندات والمصالح التركية وتهديد الدول الأوروبية والعالم من خلال هؤلاء. ولكنهم؛ فشلوا بسبب سياساتهم الرعناء التي مارسوها في المنطقة، وبالموازاة ساهمت هذه السياسة في إيذاء الشعب التركي وشعوب المنطقة قاطبة حتى قام جيشه بتهديد روج آفا وشمال سوريا مرات عديدة، بالرغم من وجود الأمن والأمان والاستقرار على كامل حدود روج آفا مع باكور كردستان. ومع ذلك قام بغزو عفرين بالاتفاق مع الروس مقابل تحقيق مصالح وأجندات معينة تعادي المشاريع الديمقراطية في المنطقة، عفرين الآمنة والتي كانت من أكثر المدن السورية استقراراً وأمناً؛ استقبلت مئات الألوف من النازحين الفارين من آتون الحرب الدائرة في مختلف المدن والبلدات السورية. ولكن المقاومة التي أبداها كل من الشعب ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الأسايش في عفرين بات يضرب بها المثل على مستوى العالم أجمع، حيث علموهم دروساً في البطولة والمقاومة والفداء، ولقنوا العدو التركي ومرتزقته دروساً في فنون القتال، على الرغم من التفاوت الكبير في العدد والعدة والعتاد بالإضافة إلى إشراك عدد كبير من المرتزقة في الهجوم، حيث باتت السرقة والنهب وارتكاب المجازر السمة البارزة لهم، وتم توطين مرتزقة داعش ودرع الفرات وجبهة النصرة في الكثير من النواحي والقرى بعفرين، بعد إجبار أهلها على المغادرة، في محاولة للتغيير الديمغرافي وإمحاء كل ما يمت للكرد بصلة، وما النتائج التي آلت إليها الجيش التركي ودبلوماسيتها إلا لتلك السياسة الهوجاء. والآن تتعرض الدولة التركية لأكبر الأزمات الخانقة اقتصادياً وسياسياً في الداخل والخارج التركي، ومن النواحي كافة وبخاصة بعد انهيار العملة والليرة التركية، حيث أصبح الاقتصاد التركي في الحضيض، وهذا كله كان نتاج التدخلات التركية في شؤون دول الجوار وبخاصة سوريا والعراق. والآن يعيش الشعب التركي على سياسة التقشف والتنازلات التي تتم تقديمها بمناسبة ومن دون مناسبة للروس وغيرها من الدول، وإذا ما استمر في هذه السياسة الفاشلة قد يكون مصير تركيا الانهيار الحتمي.
No Result
View All Result