الحجر المنزلي الذي تخضع له ملايين العائلات حول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، كان له تأثير على النساء العاملات في الأوساط الأكاديمية اللاتي يكتبن مقالات في المجلات الاقتصادية والسياسية، وترتب على انشغالهن بالأطفال والأعمال المنزلية اتساع الفجوة بين نسبتهن في كتابة هذه المقالات مقابل الرجال.
أوضحت أستاذة مساعدة في الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، جينا ستيرنز، أن مجلة الجمعية الاقتصادية الأوروبية كشفت في دراسة حديثة لها، أن الوباء جعل الفجوة بين الجنسين في الكتابة بالمجلات الاقتصادية والسياسية تزداد، حيث انخفضت الأعمال النسائية من 11% في عام 2019 إلى 4% في نيسان الماضي.
وأشارت إلى أن هذه الفجوة ظهرت واضحة في عدة مجلات، أبرزها المجلة الأمريكية للعلوم السياسية التي انخفضت فيها نسبة الكتابات النسائية من 22% إلى 17% بين 15 آذار و19 نيسان، ومجلة الدراسات السياسية المقارنة التي زادت فيها نسبة كتابات الرجال 50% في الفترة ذاتها، بينما ظلت أعداد النساء راكدة، وفقًا لموقع مجلة “اوزي” الأمريكية.
“عواقب الفجوة لن تختفي بانتهاء الفيروس”
وقال مرشح الدكتوراه في السياسية والاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز، أنيرودا جوش، إن سبب تراجع أعداد النساء هو الأعباء المنزلية التي تراكمت عليهن بعد تطبيق حجر منزلي وإلزام الكثير بعدم مغادرة المنزل والتدريس للأطفال ورعاية الزوج، أما زيادة نسبة الرجال فنابعة من محاولة الذكور الحصول على فرصة للعمل داخل المنزل لتوفير أموال للأسرة.
وأضاف أن عواقب الفجوة التي حدثت لن تختفي بانتهاء الفيروس التاجي، بل يمكن أن تستمر لسنوات قادمة؛ لأن توقف النساء عن العمل يؤخرهن عن الحصول على ترقيات مرموقة وفرص أكثر جودة، ولهذا ستكون عودة بعض النساء بداية جديدة بينما يستمر الرجال في التفوق.
وأكد أن الكتابات في المجلات السياسية والاقتصادية لم تتأثر وحدها، حيث إن نتائج البحث الذي صدر عن كلية “جيس” للأعمال بجامعة إلينوي الأمريكية مؤخراً، أثبتت تراجع المؤلفات النسائية التي تنشر بالتعاون مع المجلات الجامعية بنسبة 5% خلال شهر نيسان الماضي مقارنة بمؤلفات الرجال، موضحاً أن هذه النسبة ما هي إلا بداية لانخفاض مستقبلي في حالة استمرار فيروس كورونا بحسب وكالة أخبار المرأة.