سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

امرأة ريفية تحاكي في يومها أريج الماضي

جل آغا/ أمل محمد –

تحاكي بعملها الزمن الغابر وتتحدى الطبيعة حينما تعمل “حمدية حسن” في زراعة الخضار وأشجار الفاكهة.
المرأة الريفية تحدث فرقاً كبيراً في محيطها سواءً في إدارة شؤون المنزل أو إنعاش الاقتصاد المحلي لما تمتلك من خبرة، في إقليم شمال وشرق سوريا والتي يحتل الريف نسبة كبيرة من مساحتها الجغرافية تتميز النساء بخبرتهنَّ في مجالات عدة ومن إبرازها الزراعة وتربية الماشية، وبالرغم من التطور الحضاري وما شهده العالم من تسهيل لكافة الجوانب إلا أن هناك نسبة كبيرة من النساء لا تزال تحافظ على الطابع الريفي في إدارة شؤونهنَّ اليومية.
الزراعة المنزلية تحقق عدة فوائد
في قرية كري ديرا والتي تبعد ما يقارب سبعة كيلو مترات عن ناحية كركي لكي تستيقظ “حمدية حسن” مع بداية كل فجر وتتجه نحو مزرعتها الصغيرة في فناء منزلها الخارجي وتبدأ بعملها المعتاد في زراعة الخضروات والاهتمام بها إلى جانب العناية بأشجار الفاكهة.
زارت صحيفتنا “روناهي” منزل “حمدية حسن” الجدة الستينية والتي تزين وجهها نقوش زرقاء والتي كانت في وقتها زينة تتزين بها النساء استقبلتنا وحدثتنا: “أعمل في زراعة الخضار لتأمين حاجة المنزل من حاجتنا من الخضار، أزرع في الفصول الأربعة فلكل فصل خضار خاصة به، نجني من خيرات أرضنا، لا أبيع منتجات الأرض فهي ليست بتلك الكمية الكبيرة ولكن نقدم الفائض للجيران والأقارب وهذه عادة قديمة نتشاركها في القرية”.
إلى جانب الخضار قامت حمدية حسن قبيل أعوام من اليوم بزراعة أشجار الفاكهة في أرضها، واليوم وبعد هذه السنوات الطويلة تجني من مشروعها بعض ثمار الفاكهة: “زرعت أشجار الزيتون والخوخ والتين وكذلك العنب والزيتون، نستفاد من ثمارها في صناعة بعض أنواع المربيات، هذه الأعمال ليست بالسهلة كما يُرى على العلن بل تستمر لساعات طويلة”.
بين اليوم والأمس حكايات من الزمن الغابر
وعن أعمال الريف بين الأمس واليوم أوضحت: “فرق شاسع بين أعمال الريف اليوم وما عشناه سابقاً، كانت المرأة الريفية في السابق تجيد الأعمال، الزراعة، والحراثة وتربية المواشي والخياطة، والتطريز، فكل شيء كنا نقوم به يدوياً، الحياة في السابق كانت متعبة جداً، ولكن كنا نستمتع بتفاصيلها كلها، الحياة أصبحت أكثر سلاسة ومرونة وكل شيء متوفر”.
تعمل حمدية حسن في تربية الماشية لأنها ترى العمل يكسب الفرد أهمية ويمنحه شعوراً نبيلا: “منذ خطواتنا الأولى على هذه الأرض وجدنا آباءنا وهم يعملون في أعمال عدة، ترعرعنا أن لكل فرد دوراً ولكل سن عمل خاص به حتى كبرنا ونحن نمتلك خبرة واسعة في مختلف جوانب الحياة”.
تعد النساء من أهم القوى العاملة في الزراعية، وفي الإنتاج الزراعي وإدارة الأراضي والموارد الطبيعية: “غزا التطور الحضاري العالم وأصبح كل شيء وفي مختلف جوانب الحياة سهلاً ومتوفراً، ولكن على خلاف ذلك في السابق كانت اليد العاملة النسائية من أهم العوامل، التي تساهم في نجاح الزراعة وتربية الماشية، حيث كانت النساء تشارك الرجل يداً بيد في الحراثة والزراعة والحصاد”.