بكر حج عيسى
تمر عشرة أعوام على يوم التضامن العالمي للمقاومة التاريخية التي أذهلت العالم وهزمت أسطورة الإرهاب “داعش” دفاعاً عن الإنسانية والعالم في مدينة المقاومة كوباني، وما زالت هذه المدينة إلى يومنا تتعرض للقصف التركي انتقاماً لداعش وللقضاء على هذه الإرادة الحرة وروحها المقاومة.
جميعنا يُدرك أن الدول الإقليمية، وخاصةً تركيا، لم تتحمل نتائج ثورة ١٩ تموز التي بدأت في كوباني. إنها كانت ثورة مجتمعية تدعو إلى الحرية والمساواة والعيش المشترك بين الشعوب، وعُرفت بثورة المرأة في كافة المجالات وأسست نظام جديد على أساس التعاون بين الشعوب.
وللقضاء على هذه التجربة قامت تركيا ورجعيات المنطقة بتوجيه داعش في ١٥ أيلول ٢٠١٤ إلى مدينة كوباني وحصارها من الجهات الأربعة وبالأسلحة الثقيلة والمتطورة، لكن إرادة قواتنا المتمثلة بـ YPG و YPJ وشعبنا كانت أقوى من أسلحتهم؛ فانتصرت الإرادة في كوباني، علماً أن جيوش الدول في المنطقة عجزت عن الصمود والوقوف في وجه داعش.
فهذه المقاومة المجتمعية كان لها صدىً قوياً على العالم، مما جعل مجموعة من الكتّاب والفنانين والأكاديميين والمؤرخين والنواب وممثلي منظمات المجتمع المدني والحائزين على جائزة نوبل، يوقعون على عريضة للتعبير عن تضامنهم مع مقاومة كوباني، والمطالبة بالمساعدات الدولية لسكانها، وأصبح اليوم الأول من نوفمبر في كل عام يوماً عالمياً للتضامن مع كوباني والقيام بمسِيرات ومظاهرات كبيرة في العالم لإبداء تضامنهم مع هذه المقاومة التاريخية، وجُعلت كوباني رمزاً للمقاومة ضد مرتزقة داعش وإنقاذ العالم من انتشار هذا الإرهاب المخيف.
وهنا ندعو ونناشد الدول والمجتمعات وكافة المؤسسات والدوائر في الساحة الدولية والرأي العام العالمي والمدافعين عن حقوق الإنسان والدول الضامنة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الشريكة لمحاربة داعش وروسيا مساندة هذه المدينة المُقاوِمة ودعم إقليم شمال وشرق سوريا الذي يتعرض منذ أسبوع إلى القصف العشوائي وتدمير مقومات الحياة والبُنية التحتية وتهجير سكان المنطقة من الاحتلال التركي وَسْطَ صمت مُريب من قبل الدول الضامنة.
إن صمتكم تجاه القصف التركي يقتل أطفالنا ونساءنا ويشجِّعُ على نشوء وإنعاش داعش من جديد.