No Result
View All Result
المشاهدات 1
الكاتبة السوريّة رانيا مصطفى عنونت مقالها بعبارة “الورطة التركيّة في إدلب” وكان الهدف منها هو تسليط الضوء على تورّط دولة الاحتلال التركي في معركتها في إدلب.
ووصفت الحدث في إدلب بأنها سمةً أساسية لمنطقة خفض التصعيد الرابعة؛ وذكرت بأنه بعد كر وفر سيطرت المجموعات المرتزقة بدعم تركي مباشر على مدينة سراقب الاستراتيجية مرة أخرى، وبالتالي قطعت على النظام سيطرته على الطريق الدولي أم – 5، بعد أن بدأ بإرسال ورشات الصيانة لافتتاحه، وكان ردّ النظام والروس استهدافَ مبنى لجيش الاحتلال التركي فقتل 33 منهم وجرح 32 آخرين في سابقة هي الأولى من نوعها.
وأعادت رانيا المشهد إلى سابقه والتأكيد على أنه في المرات السابقة لم تقدم أنقرة للمجموعات الموالية لها الدعم للدفاع عن سراقب ومعرة النعمان، ومعظم تلك المناطق السابقة تم تسليمها، بعد مقاومة هزيلة من جيشها المحلي الذين لا يملكون السلاح؛ أي أن روسيا وقوات النظام السوري قد تجاوزتا خطوط اتفاق سوتشي أيلول 2018، دون اعتراض حقيقي من أنقرة. كانت أنقرة تأمل في تمسّك موسكو باتفاقاتها مع حليفتها، وفتح الطرق وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية، وبمشاركة المجموعات المحسوبة عليها، وتأمين (منطقة آمنة) واسعة، وأن تضمن دورها في سوريا.
وفيما يخص تهديدات دولة الاحتلال التركي وضحت رانيا بأن أنقرة أجلت التصعيد، واكتفت بالتهديد، وأمهلت النظام السوري حتى آخر شباط للانسحاب إلى ما وراء نقاط مراقبتها؛ هي بذلك أعطت فرصة لروسيا والنظام وداعميه للتقدم والسيطرة على مدن استراتيجية على الطريق الدولي في جنوب شرقي إدلب، والتوسع غرباً لتأمين هذه المناطق ومحاصرة جسر الشغور والمناطق المحيطة بها على الطريق الدولي الثاني حلب – اللاذقية، أملت نقرة في تفادي التصعيد الأخير، مراهنةً على موقف أميركي وغربي داعم لها؛ استنجدت بواشنطن وبشركائها في حلف الناتو، ولم تحصل سوى على دعم كلامي باستمرار الدعم.
استخدمت ورقة اللاجئين لتهديد الأوروبيين بالتحرك لوقف الهجوم الروسي في إدلب وفتحت الأبواب عن طريق اليونان وبلغاريا، أمام أعداد كبيرة من اللاجئين المتواجدين في تركيا، جمّعتهم لهذا الغرض، ودون أن تفتح حدودها مع سوريا، حتى الآن، أمام المدنيين الفارين من القصف والمعارك على بلداتهم في إدلب. تسعى تركيا إلى لعب دور إقليمي، تنافس فيه دولاً عظمى؛ فصعود دور تركيا في المنطقة خلال العقدين الماضيين كان يعتمد على سياسة تصفير المشاكل، وبناء علاقات شراكة اقتصادية مع العالم العربي والإسلامي؛ وبقدر ما كانت ناجحة في زيادة نمو الاقتصاد التركي وقتها، تركت تحفظات لدى الاتحاد الأوروبي حول انضمامها إليه، ولدى حلف شمال الأطلسي، وتركيا عضو فيه منذ 1952؛ بحسب الكاتبة رانيا.
وأشارت أيضاً بأن انقلاب الموقف التركي على النظام السوري، بعد اندلاع الاحتجاجات السورية ربيع 2011، ومراهنة الأتراك على استلام المعارضة الحكم بقيادة الإخوان المسلمين، هو ما أدى بتركيا إلى الانتقال إلى سياسة التدخل، وانتهى بها اليوم إلى تدخل عسكري بقواتها واحتلالها عدد من المدن السورية. هناك مغامرتان خطيرتان يقوم بهما حزب العدالة والتنمية التركي قد تؤديان إلى الإطاحة به في حال فشلهما؛ الأولى تتعلق بسياسة التوسع في التدخلات العسكرية، ليشمل ليبيا إضافة إلى سوريا، وربط المصيرين ببعضهما البعض، مع تشابه الأدوات، واختلاف الظروف، ففشل تركيا في سوريا سيعني انكسارها في ليبيا أيضاً، وهو سبب يدفع أنقرة إلى التصعيد الأخير في إدلب.
والثانية تتعلق بسياسة اللعب على حبلي المعسكرين الغربي والشرقي، وابتزاز أحدهما بالآخر لتحقيق مكاسب؛ فأنقرة تفاخر بامتلاكها منظومتي الدفاع الجوي، الغربية والشرقية، المتعارضتين أصلاً، دون القدرة على تشغيل أي منهما في وجه الأخرى في سوريا. كان هدف روسيا من التحالف مع تركيا في سوريا واضحاً، وهو استعادة السيطرة على مناطق المعارضة الموالية لها تباعاً، وباتفاقات مع الأتراك.
وقالت الكاتبة رانيا أيضاً بأن تركيا اليوم متخوفة من خسارة مناطق نفوذها المحققة في عفرين وجرابلس وغيرها في حال خسارة نفوذها في إدلب، وحتى الآن لا مؤشرات على دعم واشنطن أو الاتحاد الأوروبي لتركيا؛ الجميع، رغم إدانتهم لمجازر النظام السوري، راضين عن سيطرة روسيا على مناطق إدلب، وما لا يرغبون فيه هو مشاركة الميليشيات الإيرانية في المعركة. ترفض إسرائيل ودول عربية أيضاً أي دور لإيران وتركيا في سوريا، وتستعد دول الخليج العربي لملء الفراغ بعد انسحابهما، عن طريق تمويل استثمارات إعادة الإعمار، ومن هنا يتم تنسيق عالٍ مع روسيا بشأن ذلك.
ما تستنجه الكاتبة في مقالها هو أن مصير سوريا مرتبط بتوافقات أميركية – روسية، قد تنتهي بانسحاب أميركي لمصلحة الروس، إذا قبل الروس بالشروط الأميركية الثلاثة حول محاربة الإرهاب وتقليص النفوذ الإيراني، والبدء بمرحلة انتقالية وفق القرار الدولي 2254 تخشى أنقرة حصول هكذا توافق يُخرجها وإيران من المعادلة السورية؛ فيما تعتقد موسكو أنها تقترب من فرض أجندتها على المجتمع الدولي مع إكمال سيطرتها على إدلب.
وهذا يعني أن أنقرة باتت محاصرة اليوم، ومهددة بخسارة نفوذها في سوريا، وبالتالي هي مضطرة إلى اتخاذ قرار التصعيد إلى أقصاه، حيث استنفدت محاولات تجنّبه، مع ذلك تترك أنقرة الباب موارباً أمام اتفاق ممكن مع روسيا، حيث ما زالت توجه اتهاماتها للنظام وحده، دون التعرض لروسيا، إلا بلهجة مخففة وعاتبة. في حين أن الروس، الذين بدورهم قدموا العزاء للأتراك بمقتل جنودهم في إدلب، يراهنون أيضاً على إمكانية حصول تفاهمات، لكنها تحتاج إلى استمرار معارك كسر العظم الجارية الآن، ولا أظنها ستدوم طويلاً.
وكان في ختام المقال الذي كُتب بقلم الكاتبة السورية “لم تحسم موسكو موافقتها على اللقاء الرباعي في إسطنبول في الخامس من الشهر الجاري، والذي سيضم تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا؛ فهي تريد من هذه القمة أن تدعم توافقاً جديداً مع أنقرة، على أساس خرائط جديدة اقترحتها حول انكفاء تركيا إلى منطقة آمنة شمال الطريق الدولي أم – 4 بعرض 30 كم، وفتح الطرق الدولية تحت السيطرة الروسية والنظام، ما سيحدد ماهية اتفاق اللحظة الأخيرة هو الموقف الغربي، والأوروبي تحديداً، الذي ما زال غير واثق من رغبته في دعم تركيا، رغم تخوّفاته من مخاطر تدفق المزيد من اللاجئين إلى أوروبا”.
No Result
View All Result